القاهرة: الأمير كمال فرج.
في واقعة أثارت جدلاً واسعاً، قام موظف سابق في شركة "كامبل سوب كومباني" بتسجيل سري لأحد كبار مسؤوليها التنفيذيين، الذي شن هجوماً حاداً ومبهماً، امتد لأكثر من ساعة، وتضمن ألفاظاً نابية وتعليقات عنصرية ضد اللحوم "المُهندسة حيوياً" وتلك "المصنوعة بطابعة ثلاثية الأبعاد".
وبحسب تقرير نشره فيكتور تانغرمان في مجلة Futurism، نقلت محطة الأخبار WDIV عن مارتن بالي، نائب رئيس الشركة وكبير مسؤولي المعلومات، قوله بغضب في التسجيل: "لدينا منتجات رديئة مخصصة للفقراء". وأضاف: "من يشتري منتجاتنا؟ أنا بالكاد أشتري منتجات كامبلز بعد الآن. لم تعد صحية الآن بعد أن عرفت المكونات التي توجد فيها."
كما صرح بالي بوضوح: "اللحوم المهندسة حيوياً — لا أريد أن آكل قطعة دجاج خرجت من طابعة ثلاثية الأبعاد." وتضمن التسجيل أيضاً تعليقات مهينة وجهها بالي ضد الموظفين من أصول هندية، واصفاً إياهم بـ "الحمقى".
⚖️ دعوى قضائية وتحرك قانوني في فلوريدا
تفاقمت الأزمة بعد أن رفع الموظف روبرت غارزا دعوى قضائية ضد الشركة بتهمة الفصل التعسفي. جاء فصل غارزا فجأة في يناير، بعد أيام قليلة فقط من إثارته للمشكلة مع مديره، علماً بأنه كان قد تم توظيفه عن بُعد كمحلل للأمن السيبراني في سبتمبر 2024.
انتشرت تفاصيل التسجيل كالنار في الهشيم، حتى أنها لفتت انتباه جيمس أوثماير، المدعي العام لولاية فلوريدا، الذي غرّد بأن قانون الولاية "يحظر اللحوم المزروعة في المختبر"، مؤكداً أن "قسم حماية المستهلك التابع للولاية يطلق تحقيقاً وسيطلب إجابات من شركة كامبلز."
🛡️ محاولات "كامبلز" لاحتواء الأزمة والرد على الاتهامات
سارعت "كامبل سوب كومباني" إلى النأي بنفسها عن تصريحات بالي، موضحةً في بيان لشبكة CBS News أن "الشخص الذي يُزعم أنه يتحدث في التسجيل يعمل في قسم تكنولوجيا المعلومات وليس له أي علاقة بكيفية صنع طعامنا."
وفي ردها على مزاعم بالي حول استخدام الشركة للدجاج المطبوع ثلاثي الأبعاد، أكدت الشركة أنها تستخدم "دجاجاً حقيقياً بنسبة 100% في أصناف الحساء لديها".
وشدد البيان على أن: "إذا كانت هذه التعليقات قد صدرت بالفعل، فهي غير مقبولة... التعليقات المسموعة في التسجيل عن طعامنا ليست غير دقيقة فحسب — بل هي سخيفة بشكل واضح." وأعلنت الشركة أن بالي يخضع حالياً لإجازة إدارية بانتظار نتيجة التحقيق الداخلي.
ومع ذلك، فإن الضرر قد وقع بالفعل، مما ترك الباب مفتوحاً للتساؤلات: ما هي طبيعة "اللحوم المهندسة حيوياً" التي أشار إليها بالي؟ وهل تجري "كامبلز" اختبارات سرية لاستخدام اللحوم المزروعة في المختبر في منتجاتها؟
🧪 اللحوم المزروعة: تقنية مكلفة ومثيرة للجدل
تُصنَّع اللحوم المزروعة في المختبر عبر استنبات خلايا حيوانية حقيقية داخل مفاعلات حيوية، وهي تختلف عن بدائل اللحوم النباتية مثل منتجات "بيوند ميت" و"إمبوسيبل فودز". وتهدف هذه التقنية إلى تقليل الاعتماد على تربية وذبح الحيوانات وخفض البصمة الكربونية لقطاع اللحوم.
وعلى الرغم من استثمار مليارات الدولارات في هذا المجال، إلا أن المفهوم لم ينتشر بعد في السوق الاستهلاكية، ويحذر الخبراء من أن وصوله إلى متاجر البقالة الكبرى قد يستغرق سنوات.
التكلفة والتحديات البيئية: لا يزال إنتاج اللحوم المستنبتة مكلفاً للغاية، مما يجعلها أغلى بكثير من المنتجات التقليدية. كما يشير بعض النقاد إلى أن بصمتها البيئية قد تكون في الواقع أعلى من اللحوم العادية.
القضية السياسية: أصبحت اللحوم المزروعة قضية مسيسة، حيث يسعى الجمهوريون إلى حظرها، بحجة أنها "غير طبيعية" وقد تضر بمزارعي الماشية. وقد انضمت عدة ولايات مثل فلوريدا وتكساس ومونتانا إلى جهود وقف بيع اللحوم الخلوية.
ومع استمرار الشركات في البحث عن هذا البديل، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) حتى الآن على ثلاث شركات لبيع الخلايا الحيوانية المستنبتة للاستهلاك. وتمكنت شركة "ميشن بارنز" من طرح منتج كرات لحم للبيع في متجر بكاليفورنيا بسعر 13.99 دولاراً.
يبقى السؤال معلقاً: هل سينتهي المطاف باللحوم المزروعة في علب حساء "كامبلز"؟ بغض النظر عن تعليقات بالي المؤسفة، يشير هجومه المبهم إلى أن فكرة دمج هذه التقنية قد دخلت بالفعل في دائرة اهتمام الشركة بشكل أو بآخر.