القاهرة: الأمير كمال فرج.
تعود شركة كوكا كولا هذا العام بسلسلة جديدة من الإعلانات المُولَّدة بالذكاء الاصطناعي للاحتفال بموسم الأعياد، إلا أن التقييمات النقدية تشير إلى أنها تبدو بنفس السوء الذي كانت عليه محاولتها العام الماضي.
في تقرير نشرته مجلة Futurism، أوضح فرانك لانديمور أن الحملة الإعلانية الجديدة، التي تحمل عنوان "الأعياد قادمة" Holidays Are Coming، هي استدعاء للإعلان التجاري الشهير للشركة الذي صدر عام 1995. وقد تم إنتاج الإعلان بالتعاون مع شركة الذكاء الاصطناعي Silverside AI، التي شاركت أيضًا في إعلان الأعياد الأول المُولَّد بالذكاء الاصطناعي العام الماضي، وفقًا لما ذكرته صحيفة Wall Street Journal.
❌ العيوب القديمة والجديدة
قوبلت محاولة كوكا كولا الأولية لتقديم عمل "تكريمي" بالذكاء الاصطناعي للعمل الكلاسيكي الأصلي بموجة من الغضب والسخرية العام الماضي بسبب التفاصيل السخيفة، مثل الوجوه البشرية المتصلبة والمُريبة (Uncanny)، وعجلات شاحنات الكوكا كولا التي كانت تدور عشوائيًا أو لا تدور على الإطلاق.
هذه المرة، نجح الذكاء الاصطناعي في إصلاح مشكلة دوران العجلات، لكن يبدو أن الشركة لم تعد تثق في التكنولوجيا لتقديم صور بشرية؛ إذ تكاد تكون الوجوه البشرية غائبة تمامًا. وبدلاً من ذلك، امتلأت مشاهد الإعلان التي تبدو وكأنها مرشح فني على غرار الفنان توماس كينكيد بمجموعة من الحيوانات الغريبة التي لا تقل غرابة، تتراوح بين الدببة القطبية وحيوانات الكسلان (Sloths)، وهو حيوان نادرًا ما يرتبط بموسم الأعياد الشتوية.
🎅 يد بابا نويل المشوّهة وشعار "السحر الحقيقي"
يظهر وجه بشري واحد بارز في النسخة "الخيالية" من الإعلان، وهو لقطة مُقرّبة لوجه بابا نويل المبتسم والمُفرط في الواقعية، إلا أنها سرعان ما تذكّر المشاهدين بنقاط ضعف التقنية، حيث تتشوه يده التي تلوّح للحظات إلى أشكال مستحيلة، قبل أن يظهر شعار "السحر الحقيقي" (Real Magic) على الشاشة.
باختصار، النتيجة النهائية يمكن تمييزها بسهولة على أنها عمل مُولَّد بالذكاء الاصطناعي. فالحركة فيه انسيابية بشكل غريب، وتبدو في الوقت ذاته بلا وزن ومُعلَّقة في حركة شبه بطيئة، كما أن اللقطات منفصلة وتفتقر إلى الترابط البصري.
🏭 70,000 مقطع ومئة موظف
شاركت كوكا كولا فيديو "من خلف الكواليس" لكيفية إنتاج الإعلان، الذي يبدو أن روايته تمت بأصوات ذكاء اصطناعي. وبعد التفاخر بالرغبة في السعي إلى "الواقعية المفرطة"، كشفت الشركة أن فريق الإعلان "أنتج بكميات كبيرة" أكثر من 70,000 مقطع فيديو لإنشاء المُنتج النهائي، وهو ما يشير إلى مستوى عالٍ من عدم الكفاءة.
على الرغم من أن الجزء المتعلق بالذكاء الاصطناعي استغرق شهرًا واحدًا وخمسة "متخصصين في الذكاء الاصطناعي" فقط، إلا أن صحيفة Wall Street Journal أكدت أن ما يقرب من 100 شخص شاركوا في الحملة الإعلانية الجديدة بأكملها.
ويختم التقرير بالإشارة إلى أن كل هذا الجهد نتج عنه ما لا يزال يبدو مُنتجًا سيئ المظهر. فإذا تم اعتبار إعلانات كوكا كولا المُولَّدة بالذكاء الاصطناعي لعامي 2024 و 2025 مقياسًا لتقدّم تقنية توليد الصور بالذكاء الاصطناعي، فإن المستقبل لا يبدو واعدًا.
🌐 مقارنة بنماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى
قد يكون هذا فشلاً خاصًا بجهود كوكا كولا، خاصة وأن تقنيات توليد الفيديو شهدت قفزات كبيرة هذا العام مع إصدار نماذج مثل Sora 2 من OpenAI و Veo 3 من Google.
ومع ذلك، يشير لانديمور إلى أن هذه النماذج قد تبدو سيئة أيضًا عند وضعها في سيناريو يتوقع منها إنتاج عروض كاملة من الإخراج السينمائي الاحترافي، بدلاً من مجرد لقطة أو اثنتين عرضيتين. ويستدل على ذلك بأول إعلان مُولَّد بالذكاء الاصطناعي لشركة Google باستخدام نموذجها Veo 3، والذي ظهر الأسبوع الماضي؛ حيث لم يضم سوى عدة ثوانٍ فقط من لقطات الذكاء الاصطناعي المُنفصلة، وجميعها بأسلوب رسومي كاريكاتوري دقيق لتجنب التدقيق والانتقاد.