القاهرة: الأمير كمال فرج.
قد تبدو العلاقة بين عقاقير إنقاص الوزن البشرية، وبين حيواناتنا الأليفة، غريبة للوهلة الأولى. لكننا نقترب بسرعة من حقبة جديدة حيث قد يودع كلبك أو قطتك الأليفة الوزن الزائد بفضل تدخل علمي غير مسبوق.
ذكر فرانك لانديمور في تقرير نشرته مجلة Futurism "مرحباً بكم في العصر المزدهر لما يُعرف بأوزيمباتس Ozempets، حيث قد يفقد أصدقاؤك الأليفين بعض الكيلوغرامات الزائدة عن طريق تناول أدوية للتحكم في السكري وفقدان الوزن، مصممة للحيوانات ومماثلة لأدوية أوزمبيك Ozempic و"ويجوفي Wegovy البشرية".
لم يحدث هذا بعد، لكنه على وشك الحدوث. كما ذكرت صحيفة New York Times، من المتوقع أن تعلن شركة "أوكافا للأدوية"، وهي شركة أدوية حيوية مقرها سان فرانسيسكو، عن أول دراسة تجريبية لاستخدام هذه الأدوية، المعروفة باسم ناهضات مستقبلات GLP-1، على القطط التي تعاني من السمنة المفرطة.
ولأنها مدَللة كالعادة، لن تحتاج القطط حتى إلى تلقي حُقن منتظمة من الدواء. ففي إطار يبدو وكأنه مصمم لتغذية نظريات المؤامرة ولكنه يهدف إلى تسهيل العلاج على المالكين، سيتم حقن القطط بدلاً من ذلك بزرعات بحجم الرقائق الإلكترونية Microchip تُطلق الدواء ببطء على فترات تصل إلى ستة أشهر، وفقاً للتقرير. وتأمل "أوكافا" في إجراء تجارب مماثلة على الكلاب.
وصرح تشن جيلور، الطبيب البيطري في جامعة فلوريدا الذي يقود الدراسة، لصحيفة New York Times: "تقوم بإدخال تلك الكبسولة تحت الجلد، ثم تعود بعد ستة أشهر، ويكون القط قد فقد وزنه. إنه أشبه بالسحر."
أدوية ناهضات GLP-1، التي كانت مخصصة في الأصل لعلاج مرض السكري، تحاكي هرمون الأمعاء المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم، وكذلك الشهية. وقد جعلتها خصائصها المثبطة للجوع دواءً رائجاً لمساعدة البشر على فقدان الوزن.
لا شك أن فكرة استخدامها على الحيوانات الأليفة ستفتح آفاقاً جديدة من التساؤلات الأخلاقية. فمن المعروف بالفعل أن الكلاب والقطط يتم تهجينها انتقائياً لتتوافق مع معايير الجمال البشري الصارمة، دون اعتبار لتأثير ذلك على صحة الحيوانات. والآن، نحن نطالب حيواناتنا الأليفة بالامتثال أكثر لفكرتنا عن الجسم الرشيق عن طريق فرض أدوية جديدة تماماً عليها.
من ناحية أخرى، قد تحتاج بعض الحيوانات الأليفة إليها حقاً من أجل صحتها الخاصة، خاصة إذا كان ملاكها الكسالى لا يضمنون حصولها على ما يكفي من التمارين أو لا يولون اهتماماً كافياً لنظامها الغذائي. وكما أشارت صحيفة New York Times، يعاني حوالي 60 % من الكلاب والقطط في الولايات المتحدة من السمنة، مع إصابة مئات الآلاف منها بمرض السكري أيضاً، وفقاً لـ جيلور.
بالفعل، يصف بعض الأطباء البيطريين أدوية GLP-1 المخصصة للبشر للحيوانات الأليفة، حيث صرح طبيب غدد صماء بيطري في جامعة تكساس إيه آند إم لصحيفة نيويورك تايمز أنه يستخدم الأدوية "عدة مرات في السنة" للقطط المصابة بالسكري. ربما كانت مسألة وقت فقط قبل أن نضفي عليها الطابع الرسمي.
وختاماً، صرح إرني وورد، الطبيب البيطري ومؤسس جمعية منع سمنة الحيوانات الأليفة، للصحيفة: "أعتقد أن هذا سيكون الاتجاه الكبير القادم." وأكد أن الأطباء البيطريين "على وشك الدخول في عصر جديد تماماً في طب علاج السمنة."