القاهرة: الأمير كمال فرج.
استخدم باحثان تقنية التأريخ بالكربون المشع لتحديد الفترة التي حكم فيها الفرعون نِبْ بَحْتي رع أحمس مصر. هذا التحديد الزمني يوفر للعلماء قدرة أفضل على فهم الأحداث الموصوفة في سفر الخروج وثوران بركان حدث في بحر إيجة.
ذكرت فرانشيسكا آتون في تقرير نشره موقع ArtNews إن "الدراسة، التي نُشرت في مجلة Plos One الشهر الماضي، أعدت بواسطة يوهانس فان دير بليشت من جامعة جرونينجن في هولندا".
تتناول الدراسة الجدول الزمني لثوران بركان ثيرا-سانتوريني، وهو الحدث الكارثي الذي ألهم قصصاً أسطورية بارزة، مثل الأسطورة اليونانية لأطلانطس.

أحمس الأول وتأثير الثوران البركاني
على الرغم من أن البركان يقع على بعد 75 ميلاً شمال كريت، فقد اكتُشِف حجر الخفاف الناتج عن ثورانه في كل من إسرائيل ومصر المعاصرتين. وكانت التقييمات السابقة قد حددت أن الثوران وقع حوالي 1500 قبل الميلاد.
كان أحمس هو مؤسس الأسرة الثامنة عشرة وبداية الدولة الحديثة، وهي فترة ازدهار متجدد في مصر القديمة بعد عدة قرون صعبة. ولوحة "العاصفة" The Tempest Stela، وهي قطعة أثرية تعود إلى عهد أحمس، تصف حدثاً مناخياً كان العلماء يعتقدون أنه قد يشير إلى ثوران بركان ثيرا-سانتوريني.
التأريخ بالكربون المشع
للوصول إلى فهم للاتصال المحتمل بين هذين الجدولين الزمنيين، أجرى الباحثان تحليلات التأريخ بالكربون المشع على قطع أثرية مرتبطة بأحمس من مجموعات المتحف البريطاني ومتحف بتري للآثار المصرية والسودانية في جامعة لندن، بالإضافة إلى بذور وأغصان متفحمة من الثوران، قبل مقارنة النتائج.
صرح بروينز للصحيفة بأن: "الشيء الأكثر أهمية كان قطعة من الطوب اللبن اُكتشفت حوالي عام 1900 من قبل علماء الآثار البريطانيين في معبد أحمس في أبيدوس، جنوب مصر".
وأضاف: "هذا الطوب مختوم باسم عرش الملك نِبْ بَحْتي رع. كان أحمس اسماً شائعاً جداً في مصر في ذلك الوقت، وكان فراعنة آخرون يحملونه، ولكن بفضل اسم عرشه، كانت هذه هي المرة الأولى التي يمكننا فيها وضع أيدينا على قطعة يمكن ربطها بثقة بهذا الفرعون تحديداً".
استخرج الباحثون قطعة من القش أُضيفت إلى الطوب أثناء البناء لتقويته. وأظهر التأريخ بالكربون المشع للطوب أنه صُنِع لبناء معبد الفرعون حوالي 1517 أو 1502 قبل الميلاد. ويُصوِّر المعبد مشاهد من معارك أحمس ضد سلالة الهكسوس، التي حكمت الجزء السفلي من المملكة قبل أن يتم توحيدها تحت حكم الفرعون. وبالتالي، يعود تاريخ الطوب إلى فترة ما بعد الحرب أثناء حكمه.
كما درس الباحثان ستة تماثيل "أوشابتي" (شواهد جنائزية صغيرة) نُحِتت من الخشب ومثلت المومياوات التي دُفنت مع المتوفى. وقال بروينز: "أحد تماثيل الأوشابتي يحمل اسم شخص ذُكِر أيضاً في مقبرة مهمة في جنوب مصر كعمدة لطيبة، وقد غطى حكمه جزءاً من فترة الفرعون أحمس وابنه أمنحتب الأول". وأضاف: "تاريخ الكربون المشع لهذا الأوشابتي هو تقريباً نفس تاريخ الطوب اللبن. لقد أكد أحدهما الآخر".
وفقاً لتحليلاتهم، حدث ثوران بركان ثيرا-سانتوريني قبل التقديرات السابقة بما يتراوح بين 60 و 90 عاماً. كما اكتشفوا أن لوحة العاصفة تشير إلى حدث مناخي آخر. ووجدوا أيضاً أن الفرعون أحمس اعتلى العرش في النصف الثاني من القرن السادس عشر قبل الميلاد. ويُمثل هذا البحث أول مقارنة للتأريخ بالكربون المشع بين هذين الجدولين الزمنيين.