القاهرة: الأمير كمال فرج.
بدأت ولاية نيويورك تطبيق قرار حظر الهواتف الذكية في المدارس منذ شهر سبتمبر الماضي، والنتيجة؟ دموع من الفرح تملأ أعين المعلمين.
ذكر فرانك لانديمور في تقرير نشرته مجلة Futurism إن "تقرير نشرته مجلة New York، أوضح إن هذا حظر الهواتف الذكية في المدارس الثانوية -الذي يمتد من بداية الحصة الأولى وحتى جرس الانصراف- لم يهدف فقط إلى خلق بيئة تعليمية خالية من المشتتات، بل فتح الباب على مصراعيه لنمو العلاقات الاجتماعية التقليدية بين الطلاب".
هذه النتائج المبشرة لحظر الهواتف الذكية في المدارس تتزامن مع موجة قرارات مماثلة تجتاح الولايات المتحدة وأنحاء أخرى من العالم.
فجأة، وجد الطلاب أنفسهم يمارسون ألعاب الورق أثناء الغداء، بل وحتى الألعاب اللوحية. اتجه البعض لممارسة الرياضة، واكتشف آخرون متعة التقنيات التقليدية، بل وابتكروا مراهنات بسيطة للمرح. وبشكل عام، تحسنت الروح المعنوية في المدارس بشكل ملحوظ.
تقول روزالمي، وهي طالبة في السنة الأخيرة بأكاديمية "نيو هايتس" في هارلم: "أصبح لدينا روح مدرسية أقوى، وبات الجميع أكثر حماساً للمشاركة في الأنشطة".
تفضل روزالمي قضاء وقتها في لعب "الدومينو"، التي أصبحت صرخة مدوية في استراحات الغداء، ليس فقط من أجل اللعب، بل لأنها تمنحهم فرصة لتبادل المزاح والتحديات اللفظية الممتعة. وتضيف في حديثها للمجلة: "الدومينو لعبة أساسية في الثقافة الدومينيكانية، والناس هنا يلعبونها بشغف كبير، خاصة تلك اللحظة التي تضرب فيها بقطعتك الأولى على الطاولة!".
الرياضة والتركيز الدراسي
وفي "أكاديمية الرياضيات والهندسة والعلوم" في بوشويك، أشار المعلم والمدرب كيفن كاسادو إلى إقبال متزايد من الطلاب على لعب الكرة الطائرة أثناء الغداء، مؤكداً أن المشاركة متساوية بين الفتيان والفتيات.
أما في مدرسة "بروكلين التقنية"، فقد اتجه بعض الطلاب للعب "البوكر"، مستخدمين ربطات الشعر بدلاً من الأموال في رهاناتهم. وأصبحت هذه الألعاب مثيرة لدرجة تجعل الطلاب الآخرين يتوقفون لمتابعتها والمراهنة على الفائز.
من جهة أخرى، تشير نوشين سايرام، الطالبة في مدرسة "ستويفسانت"، إلى أنه في بداية الحظر سادت حالة من التذمر بين الطلاب، ظناً منهم أن غياب الهواتف سيجعل إنجاز الواجبات أو المراجعة السريعة قبل الاختبارات أمراً شاقاً. لكنها الآن أصبحت تطبع أدلة الدراسة ورقياً، ووجدت أن الورق أكثر فاعلية للتعلم، حيث قالت: "لا تشتتني الإشعارات الآن".
تحذيرات علمية ونتائج ملموسة
بينما لا يزال العلماء يستكشفون الآثار طويلة المدى للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، فإن الدراسات الحالية ترسم صورة قاتمة:
الاكتئاب والسمنة: وجدت دراسة في مجلة Pediatrics أن الأطفال (12 عاماً فأقل) الذين يمتلكون هواتف ذكية هم أكثر عرضة للاكتئاب والسمنة وقلة النوم.
تشتت الانتباه: ربطت دراسة أخرى تابعت أطفالاً لمدة أربع سنوات بين زيادة وقت الشاشة وتشخيص اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ADHD.
تراجع الدرجات: ربطت دراسات أخرى بين الاستخدام المفرط لـ ChatGPT وضعف الذاكرة وتدهور النتائج الدراسية.
قد يبدو حظر الهواتف إجراءً جذرياً، لكن من الصعب التشكيك في نتائجه الإيجابية. يقول الطالب أيدان أمين، الذي يقضي وقته الآن في لعب الألعاب اللوحية مع أصدقائه: "أشعر أننا أصبحنا أكثر قرباً، وبصراحة، فإن نصف الذين ألعب معهم الآن لم أكن أعرفهم على الإطلاق قبل قرار الحظر".