القاهرة: الأمير كمال فرج.
قررت مجلة تايم Time مرة أخرى أن تمارس هوايتها في التلاعب بالقواعد في عددها السنوي الخاص بـ "شخصية العام" وأعلنت فوز الذكاء الاصطناعي، والغريب أن المجلة منعت المستخدمين من قراءة موقعها الإلكتروني عبر برنامج "روبوت" محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي.
ذكر فيكتور تانغرمان في تقرير نشرته مجلة Futurism إن "مجلة Time "معماريي الذكاء الاصطناعي" بوصفهم الرؤيويين الأهم لعام 2025، ضاربةً بعرض الحائط التعريف التقليدي لكلمة "شخص" مرة أخرى.
هذا الإعلان، الذي استقبله الكثيرون بفتور واستهجان، أثار موجة من الشكوك؛ خاصة بالنظر إلى المبالغ الفلكية التي تُنفق على بناء مراكز البيانات، والبصمة الكربونية الهائلة التي تتركها، وسلسلة المعضلات الأخلاقية التي ولدها تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي.
مقامرون في مهب الريح
لكن ثمة فئة على الإنترنت كانت الأكثر غيظاً من إعلان Time . فكما أشارت الكاتبة باركر مولوي، فإن أولئك الذين راهنوا بأموالهم على هوية "شخصية العام" في أسواق الرهان Prediction Markets كانوا في حالة غضب عارم؛ مما يجسد بوضوح مخاطر إلقاء الأموال في مواقع القمار غير الخاضعة للرقابة.
اشتكى أحد المستخدمين بعد مراهنته على الملياردير إيلون ماسك في منصة Kalshi قائلاً: "ليشرح لي أحدكم كيف لا يعد هذا خدعة؟ لقب شخصية العام يجب أن يكون بصيغة المفرد!". بينما استشاط مستخدم آخر غضباً واصفاً الأمر بأنه "غباء مطلق".
في المقابل، جادل مراهنون آخرون اختاروا "الذكاء الاصطناعي" بأن المنصة تدين لهم بالمال، كونه ظهر فعلياً على الغلاف وفي العنوان الرئيسي، وطالبوا بضرورة اعتبار رهانهم ناجحاً.
ملايين الدولارات.. وأحلام متبخرة
تحول هذا الرهان إلى محرك مالي ضخم، حيث جذب ما يقرب من 20 مليون دولار منذ أوائل نوفمبر 2024. وكان إيلون ماسك المتصدر بوضوح لمعظم العام، قبل أن يتجاوزه جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، بعد خطابه المؤيد للذكاء الاصطناعي في واشنطن.
أما في منصة Polymarket، فقد ذهبت معظم الأموال نحو أسطورة كرة السلة ليبرون جيمس والرئيس دونالد ترامب. وتحول قسم التعليقات هناك إلى "حرب شوارع" إلكترونية، حيث اتهم المستخدمون الغاضبون الموقع بـ "النصب" (Rug Pull). وكتب أحدهم بمرارة: "يا لها من عملية احتيال!".
تاريخ من "الشطحات" التحريرية
ربما كان على مستخدمي مواقع المراهنات أن يقرأوا التاريخ جيداً؛ فمجلة Time لديها سجل طويل من الاختيارات المثيرة للجدل. فبعيداً عن اختيار شخصيات مثل هتلر وستالين في الثلاثينيات، سبق للمجلة أن طوعت مفهوم "الشخص" إلى أقصى الحدود.
في عام 1960، اختارت "العلماء الأمريكيين"، وفي عام 2006، اتخذت قراراً مثيراً للأعصاب باختيار "أنت" (You)، في إشارة إلى منشئي المحتوى على منصات مثل MySpace وYouTube آنذاك.
وبينما كانت أسواق التنبؤ تعيش حالة من الانهيار، كان مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي يراقبون المشهد باستمتاع وسخرية. وعلق أحد مستخدمي Bluesky متهكماً: "لا أصدق أن سوق قمار غير خاضع للرقابة سمح للناس بالمراهنة بطيش، ثم أخذ كل أموالهم!".