القاهرة: الأمير كمال فرج.
إذا نجح البشر أخيراً في استعمار القمر، فقد توفر الكهوف القمرية الناتجة عن النشاط البركاني القديم ملاذاً آمناً من الإشعاع الكوني ودرجات الحرارة القصوى. ولكن، كيف يمكن استكشاف هذه الكهوف المجهولة بأمان قبل أن يغامر الإنسان بدخولها؟.
ذكر شارون أدارلو في تقرير نشرته مجلة Futurism إن "فريق من العلماء من كوريا الجنوبية، طوروا نموذجاً أولياً لمركبة استكشاف بسيطة قادرة على اجتياز التضاريس الوعرة. وما يميز هذا الروبوت حقاً هو عجلاته المتينة المصنوعة من شرائح معدنية مرنة منسوجة معاً في نمط يشبه اللولب، مما يمنحها القدرة على التمدد والتقلص وكأنها قطعة من الفن الحركي".
وكتب العلماء في ورقة بحثية جديدة نشرت في مجلة "ساينس روبوتيكس": "تظهر النتائج التجريبية نجاح المركبة في اجتياز عوائق بارتفاع 200 مليمتر (7.8 بوصة)، والتحرك بثبات على الأسطح الصخرية والتربة التي تحاكي تربة القمر، بالإضافة إلى قدرتها على الصمود أمام آثار السقوط التي تحاكي هبوطاً من ارتفاع 100 متر (328 قدماً) تحت تأثير الجاذبية القمرية".
وبفضل قدرة هذه العجلات على التوسع ليتغير قطرها من 9 إلى 19.6 بوصة، تستطيع مركبة الاستكشاف توزيع وزنها بشكل أكثر توازناً على طول جسمها. والنتيجة هي روبوت قوي بما يكفي للتنقل في المناظر الطبيعية المعقدة داخل الكهوف، مع القدرة على المرور عبر المساحات الضيقة في أصغر تكوين له. ووفقاً للورقة البحثية، فإن الروبوتات الأخرى كانت تعتمد على مفاصل أو طيات مستوحاة من فن "الأوريغامي"، وهي تقنيات قد تكون عرضة للتلف بسبب مخاطر سطح القمر.
وقد استعرض العلماء متانة العجلات وقدرتها على التنقل حول العوائق أو فوقها من خلال جعل المركبة تستكشف كهفاً حقيقياً هنا على كوكب الأرض. كما استخدموا طائرة مسيرة لإسقاطها من الجو، وعرضوها لدرجات حرارة متفاوتة بين اللهب والبرودة الشديدة. وتتكون المادة المعدنية للعجلات من شرائح فولاذ كربوني خفيف الوزن، مما يجعلها صلبة ومرنة في آن واحد.
وجاء في الورقة البحثية: "بناءً على ذلك، استطاعت العجلة امتصاص الصدمات والتنقل في التضاريس غير المستوية مع الحفاظ على متانتها في ظل الظروف القمرية القاسية".
أما عن الرؤية المستقبلية لمهام القمر، فيتخيل الفريق مركبة استكشاف ضخمة تحمل عدة مركبات أصغر مجهزة بهذه العجلات الخاصة، لتقوم بنشرها عند فوهة الحفر القمرية.
وتضيف الورقة: "على الرغم من أن المستكشفات تظل مدمجة الحجم عند تخزينها، إلا أن القطر الكبير للعجلات القابلة للنشر من المتوقع أن يزيد من مساحة التلامس مع الأرض، مما يحسن الجر فوق الغبار الكثيف والمنحدرات غير المستوية. هذه القدرة ستسمح للمستكشفات بالتنقل بأمان في التضاريس الصعبة لمداخل الحفر".
ومن المفترض أن تقوم المركبة الكبيرة بعد ذلك بإسقاط هذه الروبوتات الصغيرة مباشرة داخل الحفرة القمرية المؤدية إلى الكهف، حيث تعمل مرونة العجلات وقدرتها على تحمل الصدمات كمخمدات للاهتزاز والارتطام.