القاهرة: الأمير كمال فرج.
لطالما اعتُبرت شطيرة لحم الخنزير وجبة خفيفة وسريعة، لكن العلم اليوم يضعها تحت مجهر الاتهام. لم يعد الأمر يتعلق بالسعرات الحرارية فحسب، بل بالتأثيرات العميقة والخطيرة التي تتركها هذه اللحوم المصنعة على كيمياء الجسد. إن الدراسات الحديثة تدق ناقوس الخطر، كاشفة عن ارتباط وثيق وصادم بين استهلاك كميات ضئيلة من لحم الخنزير المعالج وبين الإصابة بأمراض مزمنة قد تغير مجرى حياة الإنسان تماماً.
ذكر شارون أدارلو في تقرير نشرته مجلة Futurism إن "دراسة حديثة وشاملة نشرتها مجلة The Lancet Diabetes & Endocrinology كشفت أن تناول لحم الخنزير، يؤدي إلى زيادة حادة في احتمالات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. والمثير للقلق في هذه الدراسة هو أن الخطر يرتفع بشكل كبير حتى عند تناول كمية ضئيلة جداً تقدر بشريحتين فقط يومياً".
قاد الباحثون في جامعة كامبريدج هذا البحث من خلال تحليل السجلات الصحية لنحو 1.9 مليون شخص حول العالم. وأظهرت النتائج أن تناول 50 جراماً فقط من لحم الخنزير المصنع يومياً — وهي كمية تعادل شريحتين رقيقتين — يكفي لرفع خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة تصل إلى 15%.
وفي هذا الصدد، صرحت البروفيسورة "نيتا فوروهي"، الباحثة الرئيسية في جامعة كامبريدج، قائلة: بحثنا يقدم الدليل الأكثر شمولاً حتى الآن على وجود ارتباط مباشر بين استهلاك لحم الخنزير المصنع وبين ارتفاع خطر الإصابة بالسكري مستقبلاً. وهذا يدعم بقوة التوصيات الصحية بضرورة الحد من تناول هذه اللحوم لحماية الصحة العامة.
لماذا لحم الخنزير تحديداً؟
على الرغم من أن العلم لم يحدد المسار البيولوجي بدقة كاملة حتى الآن، إلا أن الدراسة تشير إلى أن استهلاك هذا النوع من اللحوم قد يتسبب في خلل في حساسية الأنسولين: مما يجعل الجسم أقل قدرة على تنظيم مستويات السكر في الدم، كما يسيي اضطراب بيئة الأمعاء: حيث تؤثر المكونات والمعالجات التي يتعرض لها لحم الخنزير على "الميكروبيوم" أو البكتيريا النافعة، مما يحفز ظهور مرض السكري.
وتعتبر هذه النتائج بمثابة تحول في المفاهيم الطبية؛ إذ كان التركيز سابقاً ينصب بشكل أساسي على الكربوهيدرات المكررة كسبب رئيسي للسكري، ليتضح الآن أن شريحتين من لحم الخنزير قد تكونان أكثر خطورة مما كنا نتخيل.