القاهرة: الأمير كمال فرج.

يتصاعد الرفض الشعبي يوماً بعد يوم ضد غزو الذكاء الاصطناعي لكل تفاصيل تجربة الحوسبة؛ فمع طوفان المحتوى الرديء AI Slop الذي بات يغرق خلاصات الأخبار، بدأ الكثيرون يشعرون أن هذه التقنية ليست سوى مصدر تشتيت هائل، مما أصاب قطاعات واسعة من مستخدمي الإنترنت بخيبة أمل وصلت إلى حد الغضب العارم.

ذكر فيكتور تانغرمان في تقرير نشرته مجلة Futurism إن " قطاع عريض من مستخدمي "ويندوز" رفض الترقية بعد إعلان مايكروسوفت تحويل نظام التشغيل إلى ما يسمى "نظام تشغيل وكيل" Agentic OS. واليوم، يبدو أن عدوى الرفض وصلت إلى معاقل البرمجيات الحرة؛ فبعد تعيين أنطوني إنزور-ديميو رديساً تنفيذياً لشركة Mozilla —التي طالما اعتُبر متصفحها "فايرفوكس" البديل الأقوى لـ "كروم" و"سفاري"— أعلن الأخير عن خطة لمضاعفة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي ثلاث مرات".

صدمة في أوساط المستخدمين

في تدوينة نشرها منتصف ديسمبر، أعلن إنزور-ديميو أن فايرفوكس سيتحول إلى "متصفح ذكاء اصطناعي حديث". لكن رد الفعل العنيف أجبر الشركة فوراً على الانتقال إلى وضع "إدارة الأزمات".

غرد أحد المستخدمين المحبطين قائلاً: «لم أرَ قط شركة منفصلة عن تطلعات مستخدميها بهذا الشكل المذهل». وأضاف آخر بمرارة: «لقد عدت لاستخدام فايرفوكس العام الماضي تحديداً لأنه كان المتصفح الأخير الخالي من الذكاء الاصطناعي، كان يجدر بي توقع حدوث ذلك». بينما توسل مستخدم ثالث: «أرجوكم لا تحولوا فايرفوكس إلى متصفح ذكاء اصطناعي، فهذه أسرع وسيلة لدفعنا نحو البدائل».

مفتاح القتل 

أمام هذه الموجة الكاسحة، حاولت موزيلا توضيح موقف رئيسها التنفيذي، حيث كتبت الشركة عبر منصة Mastodon : «هناك أمر لم نوضحه جيداً: سيتضمن فايرفوكس خياراً لتعطيل جميع ميزات الذكاء الاصطناعي تماماً. نطلق عليه داخلياً اسم مفتاح القتل Kill Switch. نحن نأخذ هذا الأمر بجدية مطلقة».

من جهة أخرى، انتقدت رسالة مفتوحة على Reddit  توجه الإدارة الجديد، وجاء فيها: «من المفارقة أن المنشور الذي يعلن هذا التوجه يتحدث عن "حرية الاختيار"، لكنه لم يذكر شيئاً عن آراء المستخدمين. فايرفوكس لا يحتاج لأن يصبح نسخة من جوجل أو مايكروسوفت لينجح، بل هو محبوب تحديداً لأنه مختلف عنهما».

محاولات التهدئة تزيد الاشتعال

حاول إنزور-ديميو طمأنة المعجبين الأوفياء عبر التعليقات قائلاً: «اطمئنوا، سيبقى فايرفوكس دائماً متصفحاً يتمحور حول تحكم المستخدم، وهذا يشمل الذكاء الاصطناعي. سيكون هناك طريق واضح لإيقاف هذه الميزات، و"مفتاح القتل" الحقيقي قادم في الربع الأول من عام 2026».

لكن محاولته زادت الطين بلة؛ إذ رد أحد المستخدمين بذكاء: «إذا كان وجود "مفتاح قتل" هو الخيار الرسمي للتحكم، فعلى المنظمة التوقف عن وصف الميزات بأنها (اختيارية للدخول Opt-in)، لأنها من الواضح ستكون (مفروضة وتتطلب الخروج Opt-out). إذا لم تتفق موزيلا على هذا التعريف البديهي، فلا أرى كيف يمكن للمستخدمين الوثوق بأن التعطيل سيعمل فعلياً».

الطريق البديل: تجربة "فيفالدي"

في المقابل، اتخذت شركة " فيفالدي Vivaldi المنافسة نهجاً مختلفاً تماماً. حيث اتهم رئيسها التنفيذي، جون فون تيتشنر، شركات مثل Google  وMicrosoft  بـ «تحويل شريط العنوان إلى مجرد منصة للأوامر الآلية، مما يحول متعة الاستكشاف إلى مشاهدة سلبية».

وأكد فون تيتشنر: «سنستمر في بناء متصفح للعقول الفضولية والباحثين الذين يقدرون الاستقلال الذاتي. إذا ساهم الذكاء الاصطناعي في هذا الهدف دون سرقة الملكية الفكرية أو المساس بالخصوصية، فسنستخدمه، أما إذا كان سيحول الناس إلى مستهلكين سلبيين، فلن نفعل».