تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



موت الأنا: عالم يصور دماغه تحت عقار الهلوسة


القاهرة: الأمير كمال فرج.

خاض نيكو دوسنباخ، الأستاذ المشارك في علم الأعصاب بكلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، تجربة مباشرة لاستكشاف ما يحدث للدماغ تحت تأثير المواد المهلوسة (السيكاديلية)؛ وذلك بالطبع في سبيل العلم.

ذكر فرانك لانديمور في تقرير نشرته مجلة Futurism إن "دوسنباخ حصل على جرعة عالية من مادة السيلوسيبين المكون النشط في الفطر السحري من زملائه، ومع بدء مفعول المادة، أدخل نفسه في النطاق الضيق لآلة التصوير بالرنين المغناطيسي MRI. في البداية، لم يكن دوسنباخ يعلم يقيناً ما إذا كان قد تناول السيلوسيبين أم عقار "الريتالين" المنبه كعلاج وهمي، إذ تعمد زملاؤه إخفاء نوع المادة عنه لضمان دقة التجربة.

لكن الشك تبدد تماماً حين شعر بأن دماغه بدأ يتحول إلى جهاز كمبيوتر.

يقول دوسنباخ لشبكة CNN: كنت أشبه بجهاز لوحي، وكانت أفكاري مثل برمجيات الحاسوب، وهو أمر لا يمت للمنطق بصلة بالطبع. كنت أدرك أن هذا ليس وضعاً طبيعياً، لكن التجربة لم تكن مخيفة.

أسرار "تفكك" الروابط الدماغية

تأتي هذه التجربة كجزء من دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature، شارك دوسنباخ في تأليفها، بهدف فك أسرار المادة الفعالة في الفطر السحري. لطالما تساءل العلماء والمهتمون بهذا المجال: كيف يمكن للسيلوسيبين وعقاقير مماثلة مثل LSD أن تشوه إدراكنا للزمان والمكان، وتؤدي إلى ما يُعرف بـ "موت الأنا"، وفي الوقت نفسه تعمل كأداة علاجية واعدة؟

وفقاً للنتائج التي توصل إليها الباحثون، فإن هذا العقار يسبب تلك التأثيرات العميقة عبر تعطيل شبكة رئيسية من المناطق في الدماغ، وتحديداً تلك المسؤولة عن التفكير الاستبطاني، مثل أحلام اليقظة والذاكرة. وكما يوضح عنوان الدراسة: السيلوسيبين يلغي تزامن الدماغ البشري.

أوضح جوشو سيجل، الباحث الرئيسي في الدراسة والمحاضر في الطب النفسي بجامعة واشنطن، في بيان حول العمل: الفكرة هي أنك تأخذ هذا النظام الأساسي لقدرة الدماغ على التفكير في الذات وعلاقتها بالعالم، وتقوم بإلغاء تزامنه تماماً بشكل مؤقت.

فوائد علاجية بعيدة المدى

يبدو أن الآثار الدائمة لهذا "الاضطراب" المؤقت في المادة الرمادية إيجابية من وجهة نظر علاجية، حيث تعزز ما يُعرف بـ الليونة العصبية، وهي قدرة الدماغ على التغيير والنمو.

وأضاف سيجل: على المدى القصير، يخلق هذا تجربة مهلوسة، أما النتيجة طويلة المدى فهي جعل الدماغ أكثر مرونة، وربما أكثر قدرة على الانتقال إلى حالة صحية أفضل.

تفاصيل الدراسة

شملت الدراسة 7 مشاركين بالغين (من بينهم دوسنباخ)، وتلقى المشاركون إما جرعة عالية (25 ملجم) من السيلوسيبين، أو جرعة من الريتالين. خضع المشاركون لمسح الدماغ بالرنين المغناطيسي نحو 18 مرة (قبل التجربة، وأثناءها، وبعد ثلاثة أسابيع منها). تناول بعضهم جرعة ثانية بعد فترة تتراوح بين 6 إلى 12 شهراً.

أظهرت الصور أن الاضطراب الأكبر حدث في شبكة الوضع الافتراضي Default Mode Network، وهي شبكة المناطق المسؤولة عن إحساسنا بالذات والمكان والزمان. ويُعد هذا التغيير أمراً جيداً، لأنه يجعل ترابط وظائف الدماغ أكثر مرونة.

كسر أنماط التفكير السلبية

من وجهة نظر العلاج النفسي، قد يساعد هذا "التحرر" الدماغي في كسر العادات الذهنية السيئة، وتوجيه المرضى بعيداً عن أنماط التفكير السوداوية نحو آفاق أكثر إيجابية. ومع ذلك، شدد الباحثون على ضرورة أن يتم ذلك تحت إشراف متخصصين، محذرين من التداوي الذاتي.

والأهم من ذلك، أظهرت الفحوصات أن هذه الفوائد في ترابط الدماغ تستمر بشكل طفيف لأسابيع بعد التجربة.

واختتم دوسنباخ بيانه قائلاً: هناك تأثير هائل في البداية، وعندما يزول، يتبقى أثر دقيق ومحدد. وهذا بالضبط ما نأمل رؤيته في أي دواء محتمل؛ فأنت لا تريد تدمير شبكات الدماغ لأيام، لكنك أيضاً لا تريد أن يعود كل شيء إلى سابق عهده فوراً. أنت تطمح لتأثير يدوم طويلاً بما يكفي لإحداث فارق حقيقي.

بشكل عام، قدمت هذه الدراسة لمحة تبعث على الأمل حول القوة الكامنة في "الفطر السحري"، وتجسد ما يمكن أن يحققه الاهتمام المتجدد بمجال الطب المعتمد على المهلوسات.

تاريخ الإضافة: 2025-12-30 تعليق: 0 عدد المشاهدات :4
0      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات