الأمير كمال فرج : الشعر هو المادة الأولية لكل الفنون الأدبية
القاهرة : خاص.
قال الشاعر والكاتب الصحفي الأمير كمال فرج أن الشعر هو أساس كل الفنون الإبداعية، وقاسم مشترك في القصة والرواية والمسرح، وأن المبدع الحقيقي يجب أن يكون في الأساس شاعرا لينجح في أي من الفنون الأدبية.
وأضاف الأمير ـ بمناسبة اليوم العالمي للشعر الذي يوافق اليوم 21 مارس ـ أن "الشعر لم يكن فقط ديوان العرب، ولكنه البوتقة التي تكونت بها كافة فنون التعبير الأخرى كالقصة والرواية والمسرح ، وغيرهم، فاللغة الشاعرة أو بالأصح الصورة الشعرية التي تتكون من عناصر مختلفة كالتشبيه والاستعارة والكناية ، والخيال هي القاسم المشترك بين كل الفنون، وأساس الفنون الإبداعية على مختلف أشكالها ، لذلك يجب أن يكون المبدع شاعرا لينجح في كتابة فن إبداعي آخر"، مشيرا إلى أن أي فن أدبي إذا خلا من الشعر سيصبح شبيها بالتقرير الإخباري، أو نشرة الأرصاد الجوية.
وأوضح أن "القصيدة هي فن العربية الأول الذي مارسه الإنسان على وجه الأرض، وأقدم بيت شعري عثر عليه من العصر الجاهلي يقول "هلا هلا هيا .. اطو الفلا طيا .. وقرب الحيا للنازح الصب" والذي قاله رجل على وقع حداء الجمل"، مشيرا إلى أن المصادر العربية لم تشير إلى وجود فن أدبي آخر قبل هذا البيت سواء كان قصة أو رواية أو غيرهما .
وأكد الأمير أن "القصيدة العربية تعرضت لعواصف مدمرة في العقود الثلاثة الأخيرة ، بعد ظهور الإنترنت ، وتطور التقنية، وانتشار الفضائيات، وظهور وسائل مغرية للتعبير البصري، وهو ما أدى إلى إنصراف الناس عن القصيدة ، ولكن القصيدة الأصيلة ستعود، ليس فقط وفقا لنظرية الموضة التي تعود بعد فترة، ولكن الإنجراف التقني الذي تعرض له الإنسان بلغ مرحلة من الانتشار والسيطرة بشكل بات يهدد وجود الإنسان نفسه ، وهو ما سيدفعه عاجلا أم آجلا للعودة إلى القيم الأدبية القديمة، ومن بينها الشعر".
وعن ما يردده البعض من أن "الرواية أصبحت ديوان العرب"، أبان الأمير أن "تقدم الشعر ليس ميزة أو وسيلة للتفاخر أو التباهي، أو أداة لإذكاء الصراع بين مبدعي الفنون الأدبية، وإنما الفخر يجب أن يستند إلى المقاييس الإبداعية، ورغم المنجز الذي حققته الرواية في السنوات الأخيرة ، إلا أن الميزان لازال لصالح الشعر، من حيث الكم، والكيف ، وطبيعة القصيدة، وسهولة وصولها الى الناس، ولكن ذلك لا يمنع تميز الرواية بمساحة أرحب في القص والابداع والتشخيص "صناعة الشخصيات"، وهو ما يساعدها على رصد الكثير من المتغيرات المجتمعية، وإن كانت الأزمة الثقافية التي تتمثل في تراجع القراءة تهدد الجميع.
واتهم الأمير وسائل الإعلام العربية بتجاهل الإبداع الأدبي ومن بينه القصيدة، وقال "في الماضي كانت القصيدة تتصدر الصفحات الأولى من الصحف، أما الآن فالقصائد نادرة "، مشيرا إلى أن إحياء القصيدة يجب أن يواكبه تطوير جذري في العمل الثقافي ، والاعلام الثقافي .
وانتقد الأمير تجاهل معظم الدول العربية لليوم العالمي للشعر ، وما يتضمنه من أهداف ومعان ، وقال أن عدد الدول التي احتفت بهذا اليوم لا يزيد عن الأربعة ، وللأسف لم تكن بينها مصر رائدة الإبداع الأدبي على مر التاريخ "، مشيرا إلى أن هذا القصور تسأل عنه الأجهزة الثقافية التي فقدت البوصلة منذ فترة طويلة .
تاريخ الإضافة: 2017-03-21تعليق: 0عدد المشاهدات :1091