القاهرة : سياسة .
بعد أن فقد حزبها الأغلبية ، بحصول العمال على 261 في الإنتخابات البرلمانية التي تمت أول من أمس أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنها ستشكل حكومة أقلية مع حزب الديمقراطيين الاتحاديين.
وشددت ماي على أن من حق حزب المحافظين - الذي تنتمي إليه - أن يحكم، بالرغم من أن عدد المقاعد التي حصل عليها في الانتخابات أقل بثمانية مقاعد من الحد الأدنى للأغلبية.
وأعربت ماي عن الأسف لنواب حزبها الذين خسروا مقاعدهم في الانتخابات المبكرة التي دعت إليها، بالمقابل، قال حزب العمال المعارض إنه "الفائز الحقيقي" في الانتخابات. أما حزب الديمقراطيون الأحرار فقال إن على رئيسة الوزراء أن تخجل من المضي قدما بالسعي لتشكيل حكومة.
وذكر موقع BBC أمس أن "المحافظون كانوا بحاجة إلى 326 مقعدا كي يضمنوا الأغلبية البرلمانية مجددا، لكن مع إعلان النتائج في 649 دائرة انتخابية من إجمالي 650 دائرة، لم يتمكنوا من تحقيق هذا الهدف، وبالتالي أصبحوا بحاجة إلى حزب الديمقراطيين الاتحاديين، الذي ينتمي لأيرلندا الشمالية، كي يتمكنوا من الحكم".
وفي بيان موجز عقب اجتماع مع الملكة، قالت ماي إنها ستنضم إلى "الأصدقاء" في حزب الديمقراطيين من أجل "مباشرة العمل" على مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولم توضح ماي تفاصيل الاتفاق المرتقب، لكنها قالت إن الحكومة الائتلافية سوف "تقود البلد خلال المفاوضات الحاسمة" التي تبدأ خلال عشرة أيام. وأضافت "تمتع حزبانا بعلاقة قوية لعديد من السنوات".
من جهتها، قالت ارلين فوستر، زعيمة حزب الديمقراطيين الاتحاديين، إنها تحدثت إلى ماي، وأنهما ستجريان المزيد من المحادثات من أجل "استكشاف الكيفية التي قد يكون من الممكن عبرها جلب الاستقرار لهذه الأمة في هذا الوقت من التحديات الكبيرة".
ودعت تريزا ماي إلى الانتخابات في أبريل الماضي، بذريعة أنها بحاجة إلى أرضية قوية من الدعم الشعبي في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، المقرر أن تبدأ يوم 19 يونيو الجاري.
لكن حتى الآن، حصل حزب المحافظين على 318 مقعدا، مقابل 261 للعمال و35 للحزب القومي الاسكتلندي و12 مقعدا للديمقراطيين الأحرار و10 مقاعد للديمقراطيين الاتحاديين.
تقول هيذير ستيوارت المحررة السياسية لصحيفة الغارديان، إن تيريزا ماي التي "هذبتها" نتيجة الانتخابات، اعتذرت أمس لزملائها في الحزب لإهدار أغلبية حزب المحافظين بمقامرة خاسرة لإجراء انتخابات عامة مبكرة اضطرتها نتيجتها إلى اللجوء إلى الأحزاب الاتحادية في ايرلندا الشمالية.
وأضافت أن زيادة كبيرة في التأييد لحزب العمال وزعيمه جيريمي كوربن وسياساته المناهضة للتقشف أدت إلى تراجع حزب المحافظين وتركتهم عاجزين عن تشكيل حكومة أغلبية بمفردهم.
وقالت إن اعتذار ماي جاء بعد أن غضب حزب المحافظين من تصريح سابق لمقر رئاسة الوزراء لا يقر بالنتيجة "الكارثية" التي باءت بها الانتخابات التي نادت بها ماي.
وكتب غابي هنسليف في الغارديان بعنوان "ماي لن تنجو ، إنه من الصعب التفكير في سقوط أكثر دويا وفي غطرسة أكثر اكتمالا من غطرسة ماي. وتتساءل قائلة إن "ماي نادرا ما تميل إلى المغامرة والمخاطرة، فكيف انتهى بها الحال إلى مثل هذه المقامرة التي جاءت بمثابة استفتاء عليها هي شخصيا، وخسرت فيه؟".
وترى هنسليف إن الخطا الرئيسي و"القاتل" لماي هو أنها لم تدرك مدى الثورة الشعبية والتغير في الرأي الذي رفعت اسهم جيريمي كوربن وحزب العمال.