القاهرة : ثقافة .
توفى الشاعر والكاتب والصحفي المصري أسامة عفيفي أمس بعد معاناة مع المرض، وبعد تدهور حالته الصحية فى غرفة العناية المركزة منذ عدة أيام، بمستشفى التطبيقيين بالجيزة.
عفيفي كان شاعرا وناقدا، وحارسا للوحة والقصيدة، وكان من رموز التيار القومي العربي، من جيل محمد عفيفي مطر ومحمد إبراهيم أبو سنة ، تميز في الشعر والنقد الفني والعمل الصحفي، وقدم على مدى رحلته الصحفية الطويلة العديد من الإسهامات الشعرية والفكرية .
عمل أسامة في العديد من المحطات الثقافية والفكرية ، كان أهمها مجلة "الموقف العربي" ، وصحيفة "عكاظ" السعودية ، وجريدة الأسبوع، ومجلة "المجلة" الثقافية .
ـ وكان آخر ما كتبه على صفحته الشخصية في فيسبوك في 6 يوليو 2017 وهو :
حنين......
لأننا خلقنا
من نفس قطعة الطين
وافترقت بنا الدروب
عبر آلاف السنين
قالت كفك
حين التقينا
لم تحملنا
كل هذا الحنين؟!
من دفتر الشذرات
اسامة عفيفي
ـ وفي 30 يونيو استذكر الراحل مقالا كتبه بهذه المناسبة ، وأعاد نشره في صفته على فيسبوك ، وهو :
هذا المقال كتبته يوم 30 يونيو 2013 وذكرني به الفيس بوك ونشر في جريدة الاسبوع علي ايقاع هتافات الجماهير الهادرة صناع ثورة 30 يونيو كل 30 يونيو واحنا بخير ..... تحيا مصر
فن صناعة الثورة الجميل.......أسامة عفيفي
هاهم الآن يخرجون.. من الحواري والأزقة.. من القري والنجوع.. من الصعيد والدلتا..
من الريف والمدن.. من البدو والحضر. جموع وراء جموع.. وملايين وراء ملايين يرفعون راية المحروسة، الخفاقة .. ويهتفون باسمها فيشق هتافهم عنان السماء.
عمال وفلاحون.. صنايعية ومثقفون.. فقراء وأغنياء .. بنات وصبيان.. شباب وشيوخ .. نساء ورجال.. يهتفون رافضين الجهل المستبد القبيح.. ويزأرون في وجه التبعية الخانعة المتآمرة علي مستقبل المحروسة. ويلتحمون مع جيشهم الوطني البطل
يستعيدون من جديد ثورتهم التي حاول سكان الكهوف أن يسرقونها لصالح سكان البيت الأبيض.. ويستردون، ميادينهم المضمخة بدماء الشهداء لتنطلق منها بشائر الثورة الثورية التي ترسم للمصريين جميعًا ملامح فجر الكرامة البهي.
يجرفون في طريقهم الجيف النتنة التي سدت مجري الثورة المتدفق.. ويدوسون بأقدامهم العفية علي الطحالب التي حاولت أن تتسلق جسد الثورة لتكبلها وتعوق مسيرتها التاريخية.
هدير أصواتهم يرعب سكان مراكز البحث الاسترتيجية في غرف العولمة الغبية.. ووقع أقدامهم الأسطوري.. يزلزل القواعد العسكرية المتربصة بالوطن وحرارة قلوبهم تلفح وجوه السادة مخططي ملامح الشرق الأوسط الجديد.. هتافاتهم تعلو وتعلو.. فتربك مؤشرات البورصات الدولية.. وزحفهم يعيد التئام جسد الوطن الذي حاول » كهنة المقطم« تمزيقه وتوزيعه.. وفق جداول خريطة المؤامرة الأمريكية.
المحروسة تنتفض.. فتنفض عن جسدها العفي الأفاقين والنصابين والسماسرة وسكان الكهوف والبلهاء وتجار القوت وخدام الأمراء وفقهاء السلطان والزاحفين علي بطونهم لإرضاء أمريكا وإسرائيل.
والمصريون.. من جديد يثورون.. ويقتلعون الطغاة ويكتبون التاريخ.. ويعلمون العالم كشأنهم دائمًا فن صناعة الثورة الجميل.