القاهرة : سياسة .
في ظل صمت عربي وإسلامي ودولي من الإعتداءات التي يتعرض لها مسلمي الروهينجا في ميانمار، انتقدت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بشؤون حقوق الإنسان في ميانمار، يانغهي لي، الرئيسة البورمية أون سان سو كي، لفشلها في حماية مسلمي الروهينجا في بلادها، وقالت لي إن الوضع في مقاطعة راخين "خطير فعلا" وكان على سو كي أن تتدخل.
وذكر موقع BBC أمس أن "تعليقات لي جاءت بعد أن وصل عدد مسلمي الروهينجا الفارين إلى بنغلاديش إلى 87 ألف شخص، طبقا لتقديرات الأمم المتحدة، وفاق هذا العدد عدد الفارين في عملية النزوح الجماعي التي وقعت بعد أحداث العنف في راخين في عام 2016، وتسبب في كلا النزوحين حملات دهم شنها جيش ميانمار في أعقاب هجمات لمسلحين من الروهينجا على مواقع للشرطة.
وأضاف أن "الروهينجا أقلية مسلمة، باتت بلا دولة بعد رفض ميانمار الاعتراف بمواطنتها، وتتعرض إلى اضطهاد وملاحقات في ميانمار، ويتحدث معظم من فروا عن قيام الجيش وحشود من البوذيين في راخين بمهاجمة المدنيين وحرق قراهم".
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية العديد من الأماكن المحروقة في الأجزاء الشمالية من البلاد، ونشرت منظمة هيومان رايتس ووتش صورة تقول إنها تظهر أكثر من 700 منزل دمرت كليا في إحدى قرى الروهينجا.
وتواصل تدفق عائلات الروهينجا شمالا نحو الحدود منذ وقوع هجمات المسلحين في 25 أغسطس، وأفادت تقارير بموت العشرات أثناء محاولتهم عبور نهر ناف في المنطقة الحدودية.
ويقول مراسل بي بي سي من المنطقة الحدودية في بنغلاديش إن الشرطة البنغلاديشية تسمح للنازحين بدخول البلاد على الرغم من أوامر الحكومة بمنع دخولهم.
ونقلت وكالة فرانس برس عن أحد حراس الحدود البنغلاديشيين قوله إن أعداد الفارين القادمين أكبر من المرة السابقة، وأضاف "إذا تواصل ذلك سنواجه مشكلات خطيرة، بيد أنه يستحيل ايقاف تدفق الفارين، فهم الآن في كل مكان".
وقالت فيفيان تان، المتحدثة باسم المفوضية السامية في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من مخيم في منطقة الحدود البنغلاديشية إن الناس الذين يصلون الى المخيم "في وضع مزر جدا، فهم يقولون إنهم لم يذوقوا الطعام منذ عدة أيام، وليس من لحظة فرارهم من بيوتهم، وبقوا على قيد الحياة معتمدين على شرب مياه البرك أو الأمطار، وظلوا يمشون لأيام، وهم منهكون جسديا".
وأضافت أن "الكثير من الفارين من النساء والأطفال الصغار وبعض الرضع، وعاش الأطفال تحت ظروف قاسية لأيام، لذا يعانون من الضعف والهزال الشديد وبحاجة إلى الرعاية الطبية"، وشددت على القول إن هذه "الأعداد تدق ناقوس الخطر، وهي تتزايد باطراد".
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الجمعة إن العنف ضد المسلمين يرقى لمستوى الإبادة الجماعية.
دعت ملاله يوسفزي أصغر فائزة بجائزة نوبل للسلام، أونج سان سو كي الحاصلة على الجائزة نفسها إلى إدانة المعاملة "المخزية" التي تلقاها أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار قائلة إن "العالم ينتظر منها" أن تتحدث.
وتجتمع وزيرة خارجية إندونيسيا اليوم الاثنين مع أونج سان سو كي زعيمة ميانمار لبحث تقديم مساعدات إنسانية لأبناء أقلية الروهينجا في وقت طالب فيه محتجون الحكومة الإندونيسية بموقف قوي تجاه العنف ضد الأقلية المسلمة.
وقال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو يوم الأحد بعد إلقاء قنبلة حارقة على سفارة ميانمار في جاكرتا إنه أرسل وزيرة خارجيته إلى ميانمار لحث حكومتها على وقف العنف ضد المسلمين الروهينجا
حقائق عن مسلمي الروهينجا :
ـ يعيش قرابة مليون شخص من الروهينغا المسلمين في بورما حاليا، حسب منظمة اللاجئين الدولية، وسط تعداد سكان إجمالي يقدر بحوالي 49 مليون نسمة أغلبهم يدينون بالبوذية.
ـ معظم الروهينغا في بورما يعيشون في ولاية راخين غرب البلاد.
ـ فرد بحرس الحدود في بنغلادش عند نهر ناف الذي يفصل ولاية راخين البورمية عن جنوب بنغلادش
ـ فرد بحرس الحدود في بنغلادش عند نهر ناف الذي يفصل ولاية راخين البورمية عن جنوب بنغلادش
ـ بعد استقلال البلاد عن بريطانيا عام 1948 رفضت الحكومة البورمية الاعتراف بالروهينغا كجماعة عرقية رسمية.
ـ في مطلع الستينيات تشكلت حركة عسكرية من أقلية الروهينغا وطالبت بالحكم الذاتي والاعتراف.
ـ قضت الحكومة العسكرية التي تشكلت بعد انقلاب عام 1962 في بورما بشكل كبير على تلك الحركة.
ـ امتنعت الحكومة البورمية عن منح الجنسية للروهينغا بعد إصدار قانون للجنسية عام 1982 واعتبرتهم مهاجرين غير شرعيين، بينما يقول الروهينغا إن جذورهم في البلاد تعود لقرون مضت.
ـ قرابة نصف مليون من الروهينغا يعيشون الآن في بنغلادش بعد فرارهم من العنف في بورما.
ـ عام 2016 أعلنت جماعة مسلحة اسمها جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان تنفيذها عمليات ضد الجيش البورمي. وتقول الحكومة البورمية إنها تنفذ حملات في راخين ضدهم.