الأمم المتحدة : رويترز.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستضطر لتدمير كوريا الشمالية بالكامل ما لم تتراجع بيونجيانج عن تحديها النووي ساخرا من الزعيم الكوري الشمالية كيم جونج أون وواصفا إياه بأنه ”رجل صواريخ“ في مهمة انتحارية.
وهزت تصريحاته زعماء العالم الذين تجمعوا في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث تحدث الأمين العام للمنظمة الدولية قبله بدقائق عن الحاجة للحنكة السياسية في التعامل مع بيونجيانج.
وقال ترامب ”الولايات المتحدة لديها الكثير من القوة والصبر لكن إذا اضطرت للدفاع عن نفسها أو حلفائها فلن يكون أمامها خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل“.
وهمهم الحضور معبرين عن دهشتهم ووصف ترامب زعيم كوريا الشمالية ساخرا بأنه ”رجل الصواريخ في مهمة انتحارية لنفسه ولنظامه“.
وغطى أحد الحضور وجهه بيديه بعد أن تحدث ترامب عن تدمير كوريا الشمالية بالكامل مباشرة.
ولم ترد بعثة كوريا الشمالية في الأمم المتحدة على طلب للتعقيب على تصريحات ترامب. وقالت البعثة إن دبلوماسيا صغيرا جلس في المقعد الأمامي بالمكان المخصص للبعثة خلال كلمة ترامب.
وفي كلمة استمرت 41 دقيقة هاجم ترامب طموحات إيران النووية ونفوذها الإقليمي وتحدث عن عن الديمقراطية المتداعية في فنزويلا وتهديد المتشددين الإسلاميين. كما انتقد أيضا حكومة كوبا.
قال ترامب إن ”أجزاء كبيرة من العالم تخوض صراعات وإن بعضها سيذهب إلى الجحيم“.
لكن أشد تصريحاته كانت موجهة لكوريا الشمالية حيث دعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للعمل معا على عزل حكومة كيم حتى تتخلى عن سلوكها العدواني.
وذكر أن سعي كوريا الشمالية لامتلاك أسلحة نووية وصواريخ باليستية ”يهدد العالم بأسره بخسائر لا تخطر على بال في أرواح البشر“.
وفيما بدا أنه هجوم مبطن موجه للصين أكبر شريك تجاري لكوريا الشمالية قال ترامب ”إنه لأمر مشين أن بعض الدول لا تكتفي بالتعامل التجاري مع مثل هذا النظام فحسب بل تسلح وتدعم ماليا بلدا يعرض العالم لخطر صراع نووي“.
وفي حديثه عن إيران وصف ترامب الاتفاق النووي الذي تفاوض عليه سلفه باراك أوباما بأنه مصدر إحراج ولمح إلى أنه ربما لن يصدق على الاتفاق عندما تنقضي مهلة مراجعته في منتصف أكتوبر تشرين الأول.
ووصف إيران بأنها ”دولة مارقة مستنزفة اقتصاديا“ تصدر العنف.
ولم يصدر تعليق من وفد إيران بالأمم المتحدة أو وزارة الخارجية في طهران.
ويمثل الخطاب أحدث محاولة من الرئيس الأمريكي لطرح تصوره للسياسة الخارجية القائم على مبدأ ”أمريكا أولا“ والتي تهدف إلى الحد من البيروقراطية في العالم وإقامة التحالفات على أساس المصلحة المشتركة.
وقال ترامب، الذي دخل البيت الأبيض قبل ثمانية أشهر، لزعماء العالم في الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة إن بلاده لا تسعى لفرض إرادتها على دول أخرى وستحترم سيادة الدول.
وقال ”سأدافع عن مصلحة أمريكا فوق أي اعتبار. لكن بوفائنا بالتزاماتنا تجاه دول أخرى ندرك أيضا أنه من مصلحة الجميع السعي من أجل مستقبل تتمتع فيه كل الدول بالسيادة والرخاء والأمان“.
وأضاف وهو يقرأ بحرص من نص معد سلفا أن الجيش الأمريكي سيصبح قريبا في أقوى حالاته على الإطلاق.
وفي حديثه عن فنزويلا وصف ترامب الوضع المنهار هناك بأنه ”غير مقبول بالمرة“ وقال إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي. وحذر من أن الولايات المتحدة تدرس ما الإجراءات الأخرى التي يمكن أن تتخذها.
وقبل كلمة ترامب ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الجمعية العامة التحلي بالحنكة السياسية لتفادي حرب مع كوريا الشمالية.
وقال رئيس وزراء البرتغال السابق ”هذا وقت الحنكة السياسية. علينا ألا ننقاد إلى الحرب دون أن ندري“.
ووافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على فرض تسع جولات من العقوبات على كوريا الشمالية منذ 2006 وناشد جوتيريش المجلس المؤلف من 15 دولة الحفاظ على موقفه الموحد تجاه بيونجيانج.
وحذر ترامب كوريا الشمالية من أن التحرك العسكري خيار مطروح بالنسبة للولايات المتحدة بعد أن أجرت بيونجيانج سلسلة من التجارب بهدف تطوير قدرتها على استهداف الولايات المتحدة بصاروخ مزود برأس نووي.