تقارير تدعي أن أزمة الروهينجا مؤامرة والمصدقين لها بهايم
القاهرة : سياسة .
مع اشتداد أزمة مسلمي الروهينجا الذين يتعرضون لعملية تطهير عرقي في ميانمار ، وهو ما أدى إلى هروب أكثر من 400 ألف شخص إلى دولة بنجلاديش المجاورة ، وتفاعل العالم مع هذه المشكلة الإنسانية، ظهرت تقارير غريبة تدعي أن أزمة الروهينجا مفتعلة ، وأنها مؤامرة أمريكية يلعب فيها الفوتوشوب والإخراج السينمائي دورا كبيرا .
آراء مشككة
هذا الرأى الصادم ورد على لسان المذيعة المصرية في قناة ON LIVE أماني الخياط التي شككت في الأخبار والتقارير المنقولة عن أزمة الروهينجا ، ملمحة إلى دور الإعلام الغربي في تزييف الوعي وتوجيه الناس إلى فكرة معينة، واتهمت وكالة رويتر بتزييف التقارير الاعلامية لأهداف معينة، قالت أن "أزمة الروهينجا محاولة لإعادة إنتاج صورة أفغانستان مرة أخرى"
في نفس الإتجاه سجل الشاب المصري شريف الصيرفي حلقة على موقع يوتيوب ، يكرر فيها نفس الإدعاء ، جاء ذلك في فيديو نشره بعنوان "بورما "الحقيقه الكامله 1" ومؤامره جيش الروهيجنا الحر وعلاقته بمصر وسوريا يكشفها شريف الصيرفي" ، وكتب له مقدمة حادة تقول "لو كانت أمريكا بتسوق بهايم تحاربلها بالوكاله كانت البهايم فهمت، الفيديو ده للناس اللي عايزه تفهم ".
تطهير عرقي
إدعاءات هذه الفئة من الإعلاميين اصطدم بتقارير إعلامية مؤكدة تؤكد أن ما يحدث لأقلية الروهنجا حقيقة ، وأنهم بالفعل يتعرضون لتطهير عرقي ، واتفق على هذا الرأي الغربيون والمسلمون والسياسيون وشهود العيان ، الروهينجا ، حتى الحكومة البورمية إعترفت أخيرا تحت الضغط الدولي بجزء كبيرا من المأساة.
وجوبهت ادعاءات أماني الخياط والصيرفي باعتراضات الكثيرين، ومن بينهم بعض أهالي بورما الذين قاموا بالرد عليه بمقاطع فيديو على "يوتيوب" توثق للجريمة الإنسانية التي يتعرض لها الروهينجا .
الإدعاءات بأن مأساة الروهينجا "مؤامرة أثارت" أيضا السخرية في مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث أجمع البعض على صعوبة خداع الناس في عصر الإنترنت، مؤكدين أن هذه التقارير المشككة في مأساة الروهينجا مضحكة .
تحذير أممي
إلى ذلك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ـ أمام مجلس الأمن الدولي خلال أول اجتماع علني له حول ميانمار منذ ثماني سنوات ـ من اتساع رقعة العنف ضد الروهينجا المسلمين في الجزء الشمالي من ولاية راخين في ميانمار، مشددا على أن الأزمة تفاقمت لتصبح "أسرع أزمة لاجئين طارئة وكابوسا إنسانيا لحقوق الإنسان"
وكانت السلطات في ميانمار ألغت زيارة لمسؤولين أمميين كانت مخططة إلى إقليم راخين الذي نزح عنه مئات الآلاف. وكانت تلك الزيارة ستكون الأولى التي يقوم بها مسؤولون في المنظمة الدولية إلى المنطقة منذ اندلاع أحداث العنف في الخامس والعشرين من أغسطس الماضي.
وجدد غوتيريش مطالبة السلطات في ميانمار بدخول "غير مقيد" إلى المنطقة لتقديم المساعدات الانسانية.واضطر موظفو الإغاثة التابعون للأمم المتحدة إلى الانسحاب بعد أن هاجم الجيش مسلحين من الروهينجا كانوا قد شنوا هجمات على مسؤولين أمنيين.
شهادات مروعة
وأضاف غوتيريش "تلقينا شهادات مروعة تقشعر لها الأبدان من الذين فروا ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن... تشير هذه الشهادات إلى العنف المفرط والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان بما في ذلك إطلاق النار العشوائي واستخدام الألغام الأرضية ضد المدنيين والعنف الجنسي".
وطالب بوصول المساعدات الإنسانية على الفور إلى المناطق المتضررة من العنف وعبر عن قلقه "بسبب مناخ العداء الحالي تجاه الأمم المتحدة" وجماعات الإغاثة. وحذر غويتيريش من أن استمرار تأزم الموقف يهدد بأن يواجه 250 ألف شخص آخرين خطر التشرد.
وتقول منظمات إنسانية إنه بالإضافة إلى من نزحوا إلى بنغلادش فإن هناك كثيرين ممن نزحوا إلى أماكن أخرى داخل الإقليم، كما أن مئات الآلاف لا يحصلون على الغذاء.
ويُحرم الروهينجا، وهم أقلية مسلمة في غالبها، من الجنسية لأن ميانمار تعدهم مهاجرين غير شرعيين. وتسكن إقليم راخين أغلبية بوذية، وقد اندلعت أعمال عنف أهلية أكثر من مرة في الماضي. وتؤكد تقارير صحفية أن العديد من القرى قد دمرت حرقا، بينما يقول الجيش إنه يستهدف المسلحين فقط..
تاريخ الإضافة: 2017-09-29تعليق: 0عدد المشاهدات :1015