القاهرة : سياسة .
صوّت البرلمان المحلي في إقليم كتالونيا لصالح إعلان الانفصال عن إسبانيا، في الوقت الذي أقر البرلمان في مدريد فرض الحكم المباشر على الإقليم.
وفي الاقتراع السري الذي قاطعه معارضو الانفصال، أيّد 70 نائبا في برلمان كتالونيا إعلان الانفصال، فيما عارضه عشرة، مع امتناع اثنين عن التصويت، وبمجرد إعلان الخبر، تعالت صيحات مؤيدين للانفصال احتشدوا خارج مقر البرلمان في برشلونة.
تعليق الحكم الذاتي
وبالتزامن مع هذا، صوّت مجلس الشيوخ الإسباني على تفعيل المادة 155 من الدستور التي تسمح للحكومة المركزية بتعليق الحكم الذاتي في كتالونيا وإقالة قادة الإقليم والدعوة لانتخابات مبكرة.
وقال رئيس الوزراء الإسبانى، ماريانو راخوي، لأعضاء المجلس إن هناك حاجة إلى حكم مباشر لإعادة "القانون والديمقراطية والاستقرار" إلى كتالونيا.
وفي وقت لاحق، قال راخوي إن الحكومة بدأت اتخاذ إجراءات ردا على إعلان كتالونيا الانفصال.
وتشمل هذه الإجراءات إقالة كارلس بوجديمون رئيس الإقليم وحكومته، وحل برلمان كتالونيا وإجراء انتخابات مبكرة في ديسمبر.
أميركا ترفض الإنفصال
أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن دعمها للتدابير الدستورية للحكومة الإسبانية للحفاظ على إسبانيا موحدة، وفي هذا السياق قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت في بيان صحفي اليوم: "إن الولايات المتحدة تتمتع بصداقة كبيرة وشراكة دائمة مع إسبانيا".
وأضافت نويرت: "إن الولايات المتحدة تتعاون تعاونًا وثيقًا لتعزيز أمننا المشترك، وأولوياتنا الاقتصادية. إن كتالونيا جزء لا يتجزأ من إسبانيا، والولايات المتحدة تدعم التدابير الدستورية للحكومة الإسبانية للحفاظ على إسبانيا قوية وموحدة".
تاريخ الأزمة
واندلعت الأزمة في بداية الشهر حين نظم المسؤولون في كتالونيا استفتاء على الانفصال، وقالت حكومة الإقليم إن 90% ممن شاركوا في الاستفتاء، والذين بلغت نسبتهم 43 في المئة من الناخبين المسجلين، أيّدوا الانفصال عن الدولة الأم.
لكن المحكمة الدستورية في مدريد قضت بأن الاستفتاء غير قانوني. ومن المتوقع أن عدد الدول التي ستعترف بالإقليم باعتباره دولة مستقلة سيكون محدودا.
وكان بوجديمون قد استبعد الدعوة لانتخابات مبكرة من أجل الخروج من الأزمة السياسية الناجمة عن إجراء حكومته الاستفتاء، ودعا أعضاء البرلمان إلى اتخاذ قرار، ودعا بوجديمون مؤيدي الانفصال إلى "الحفاظ على الزخم" بصورة سلمية.
أوروبا تؤيد مدريد
وقالت المتحدثة باسم الحكومة سارة شيبلين الألمانية، إن حكومة بلادها "لا تعترف بالإعلان الأحادي من قبل برلمان كتالونيا للاستقلال عن إسبانيا". فيما قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن "المملكة المتحدة لا تعترف ولن تعترف بإعلان الاستقلال الأحادي من برلمان كتالونيا الذي اعتمد استفتاء قضت المحاكم الإسبانية بعدم شرعيته".
من جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعمه الكامل لرئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي. وقال ماكرون: "لدي جهة أتحاور معها في إسبانيا، وهي رئيس الوزراء راخوي". وأضاف: "هناك دولة قانون في إسبانيا، بقواعد دستورية، وهو يريد فرض سيادة القانون، وله مني الدعم الكامل".
وأكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن إعلان الاستقلال الأحادي لا يغير أي شيء بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وقال إن "إسبانيا تظل محاورنا الوحيد. وأتمنى أن تختار الحكومة الإسبانية اللجوء إلى الحوار بدلا من القوة"، من أجل حل الأزمة.
واعتبر رئيس البرلمان الأوروبي أنظونيو تاجاني أن إعلان كتالونيا للاستقلال مخالف لحكم القانون والدستور الإسباني وحالة الحكم الذاتي للإقليم، وكل ذلك جزء من الإطار القانوني للاتحاد الأوروبي". وأضاف: "لن يعترف أحد من الاتحاد الأوروبي بهذا الإعلان ويجب إعادة الشرعية كقاعدة للحوار وضمان حريات وحقوق كل مواطني كتالونيا".