توصلت إحدى الدراسات في عام 2017 إلى أن زيادة الوقت الذي تقضيه على هاتفك الذكي أو جهاز الكمبيوتر مرتبطة إيجابياً بسعادتك، وطول وقت استخدام هذه الأجهزة يرتبط بمستويات التعاسة، مشيرة إلى إمكانية إضافة إشارات تحذيرية لتنبيه المستخدم في حال دخوله في مرحلة إدمان الإنترنت .
وذكر تقرير نشره موقع BBC أن "الفريق توصل إلى أن الاستخدام المعتدل للإعلام الرقمي "ليس ضاراً بصورة أساسية، ويمكن أن يكون مفيداً في عالم تتوفر فيه وسائل الإتصال السهل".
ويقول أندرو بريزبلسكي، الباحث بجامعة أكسفورد، وأحد معدي الدراسة، لبي بي سي فيوتشر، إن عدم وجود جهاز إلكتروني حديث يستخدم في الوصول لوسائل التواصل الاجتماعي في بيت ما، سيجعل الحياة أو الطفولة في ذلك البيت مختلفة بشكل جوهري.
وأضاف: "هناك نقطة جميلة تتمثل في أن استخدام الشاشة الرقمية بات جزءا من حياة الأطفال، لكنها في الحقيقة لا تبدأ في أن تكون مزعجة أو ضارة إلا إذا وصلت متابعة تلك الشاشة إلى خمس، أو ست، أو سبع ساعات في اليوم".
وعندما تبدأ فعلاً في أن تكون تلك المتابعة لأجهزة التواصل الحديثة مثيرة للإزعاج، أو أن يقضي شخص ما على الإنترنت وقتا طويلا وبشكل مفرط، فإن هناك حل يمكن أن يكون من خلال علامات تحذير رقمية تظهر فجأة على الشاشة.
إشارات تحذيرية
يقول غريفيث إن هذه الإشارات التحذيرية تستخدمها الآن مواقع القمار على الإنترنت، والأهم من ذلك أن لها جدوى واضحة.
ويقول: "صممنا هذه التحذيرات للشركات بطريقة تجعل استخدامها والتفاعل معها أمرا بعيدا عن المواجهة وإصدار الأوامر للمستخدمين. فأنت تضع في تلك الإشارة معلومات معيارية لتجعل الناس يعرفون كيف يقارنون سلوكهم بالآخرين، من قبيل: لقد أكثرت جداً من الرهان، والشخص العادي يفعل ذلك عشر مرات فقط. لا نقول أن ذلك حسن أو سيء".
وقد يمهد تشجيع المستخدمين على تقييم أنفسهم بهذه الطريقة الطريق لخطوة مشابهة في التعامل مع مواقع التواصل الإجتماعي. فالشركات التي تدير هذه المواقع يمكنها مساعدة الأفراد على أن يفهموا إذا ما كان استخدامهم مفرطا لهذه المواقع مقارنة بزملائهم وأقرانهم.
أضرار الإنترنت
قضاء شخص مراهق ساعات على الإنترنت خلال اليوم يمكن أن يكون أمرا لا بأس به، ولكن إذا ظهرت فوق الشاشة إشارة تحذيرية تشير إلى أن الساعة أصبحت الثالثة فجراً، وتقول إن "ثلاثة في المئة فقط ممن هم في نفس سنك يستخدمون الإنترنت الآن"، فسيدرك هذا الشخص أن بقائه على الإنترنت إلى ذلك الوقت المتأخر قد يكون أمرا ضارا.
ولسوء الحظ، إذا جرى يوماً ما تصنيف إدمان وسائل التواصل الاجتماعي كسلوك مرضي، فإننا سندرك بعد فوات الأوان، أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل تلك كان يؤثر على صحتنا أكثر مما كنا نظن.
وإلى أن يحدث ذلك فعلاً، لا مفر من الاعتدال في طول الوقت الذي نقضيه في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي، فالاعتدال في كل شيء هو أفضل سياسة يمكن اتباعها.
تاريخ الإضافة: 2018-01-28تعليق: 0عدد المشاهدات :1677