القاهرة : سياسة.
دخلت أسماء الشوارع كأداة جديدة للحرب السياسية ، وبدأت إيران الأمر عام 1986 عقب اغتيال الرئيس المصري أنور السادات ، فقامت بإطلاق اسم قاتله "خالد الإسلامبولي" على أحد الشوارع الرئيسية في طهران ، وظل هذا الأمر أحد أشكال الخلاف بين مصر وإيران .
وفي الشهر الماضي أمر الرئيس التركي رجب أردوغان بتسمية اسم القائد العثماني "فخرالدين باشا" على الشارع الذي تقع فيه سفارة الإمارات ، بعد خلاف دبلوماسي بين البلدين بسبب إعادة وزير الخارجية الإماراتي نشر تغريدة اعبرتها أنقرة مسيئة عن القائد العثماني . ثم دخلت مصر على الخط بتغيير اسم "شارع سليم الأول" القائد العثماني بعد خلاف بينها وبين تركيا ، لتعود تركيا لتستخدم نفس السلاح بتسمية الشارع الذي تقع فيه السفارة الأمريكية في ظانقرة باسم "غصن الزيتون"، وهو اسم العملية التي تقودها تركيا حاليا ضد الأتراك، وتواجه بامتعاض أمريكي.
شارع خالد الإسلامبولي
بعد اتفاقية كامب ديفيد و استضافة السادات لشاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي بعد الثورة الإيرانية، توترت العلاقات بين مصر وإيران، وبعد اغتيال السادات ونكاية بالسياسة المصرية، قررت الحكومة الإيرانية وقتها تسمية شارع في طهران باسم "خالد الإسلامبولي".
وظل هذا الملف مصدر خلاف ونزاع بين مصر وإيران ، حتى عام ٢٠٠١ ، عندما صادق المجلس البلدي في طهران على تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي، واطلاق اسم الشهيد محمد الدرة عليه، وذلك في ظل تحسن العلاقات حينئذ بين البلدين.
فخر الدين باشا
أعلنت تركيا عن إطلاق اسم القائد العثماني فخر الدين باشا على الشارع، الذي تقع فيه سفارة الإمارات في أنقرة، وذلك بعد خلاف دبلوماسي بين البلدين، بسبب تغريدة مسيئة عن القائد العثماني، أعاد وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد مشاركتها على موقع تويتر.
وأعاد بن زايد الشهر الماضي مشاركة تغريدة اتهمت فخرالدين باشا، الحاكم العثماني للمدينة المنورة ما بين عامي 1916 و1919، والقوات التركية بسرقة أموال ومخطوطات من المدينة المنورة عام 1916، خلال الحرب العالمية الأولى.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن عمدة العاصمة أنقرة أمر بإجراء تحضيرات، لتغيير اسم الشارع الذي يقع فيه مقر السفارة الإماراتية، ليصبح على اسم القائد العثماني الراحل.
شارع سليم الأول
قرر محافظ القاهرة، عاطف عبد الحميد، تغيير اسم شارع "سليم الأول" في حي الزيتون، "تماشيا مع الخط العام للدولة المصرية الذي يقوم على إطلاق أسماء شهداء الوطن على المدارس والشوارع".
ووفقا لصحيفة "بوابة الأهرام"، فإن هذا التوجه يأتي أيضا اعترافا من الدولة بتضحيات الشهداء من أجل الوطن، مؤكدة أن ذلك بدأ بإطلاق الدولة اسم "الشهيد النائب العام المستشار هشام بركات" على ميدان رابعة العدوية عقب استشهاده، اعترافا وتقديرا من الدولة المصرية لمكانة بركات وتخليدا لذكراه.
وأوضحت الصحيفة، أن المحافظ، قرر إجراء مناقشة اجتماعية مع أبناء الحي لتغيير اسم شارعهم، مرتكزا إلى دراسة أعدها أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، محمد صبري الدالي، حول "عدم جواز إطلاق اسم أحد المستعمرين على أحد أهم شوارع شرق القاهرة".
ووفقا للدراسة، فإن السلطان "سليم الأول" يمثل "نموذجا صارخا لصورة الاحتلال العثماني لمصر.. سليم الأول قام بقتل الآلاف من أبناء مصر خلال معاركه مع آخر حكام الدولة المملوكية، في إطار سعيه لاحتلال مصر".
غصن الزيتون
واستمرارا لسياسة حرب أسماء الشوارع ، أعلن رئيس بلدية العاصمة التركية أنقرة أن البلدية قررت تغيير اسم الشارع الذي تتواجد فيه السفارة الأمريكية في تركيا وإطلاق اسم "غصن الزيتون" عليه.
ولم يقدم رئيس البلدية مصطفى تونا الذي ينتمي إلى حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تبريرا أو حيثيات استبدال اسم الشارع الذي كان يحمل اسم رابع رئيس بلدية لمدينة انقرة، نوزات تاندوغان.
وأطلقت تركيا اسم "غصن الزيتون" على عمليتها العسكرية لاجتياح منطقة عفرين الكردية السورية والتي انطلقت في 20 يناير الماضي.
وأدت العملية حتى الآن إلى مقتل العشرات ونزوح عشرين ألف شخص بسبب المعارك بين "قوات سوريا الديمقراطية" التي تدافع عن المنطقة والقوات التركية المدعومة بعدد كبير من المقاتلين السوريين المقربين منها.
ويسيطر التوتر الشديد على علاقات أنقرة بواشنطن بسبب عدد من الملفات وعلى رأسها اعتماد الولايات المتحدة على المقاتلين الأكراد السوريين في دحر ما يعرف بالدولة الاسلامية في سوريا.