القاهرة : فنون .
عبرت الفنانة السورية سلاف فواخرجي عن سعادتها بلقاء المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد رمز المقاومة الجزائرية ضد الاستعمال الفرنسي ، والتي أصبحت أيقونة الكفاح ضد الاستعمار في العالم العربي .
سلاف ـ التي التقت بوحريد مؤخرا في القاهرة ، وقضت معها بعض الوقت في أسوان ـ كتبت على صفحتها في فيسبوك انطباعاتها عن اللقاء ومشاعرها التي تفجرت عند لقاء رمز المقاومة العربي الجميل .
وكتبت مايلي :
ـ كان حلماً لم أحلم به أن ألتقيكِ ...
كنتِ جميلةً في كتاب مدرستي ، وجميلةً في حكايا أمي لي عن وطني ، في صوت جدتي وهي تحكي كيف كانت وجدي -رحمهما الله- يقاومان الاستعمار الفرنسي ، كنت جميلةً في وجداني ومخيلتي ...
حتى أصبح حلمي حقيقة ، ورأيتك صورة وصوت ، وابتسامة تضج بالحياة والعطاء ، ونبض شباب لا يلين بعد كل ماذاقه من عذابات الحرب و السجون ...
ـ رحت أحكي لك كم أحبك وكم نحبك جميعاً ، أجبتيني : " لا ، أنا أحبكم أكثر ، لذلك فعلنا صحبتي وأنا مافعلناه ، من أجل شعبي ومن أجل كل الشعوب ... "
فهمت ماقلتيه جيداً وأدركته ، وأدركت أنه مهما أحببنا وقدّرنا جنودنا وشهداءنا ، فهم يحبوننا أكثر ...
أكثر بكثير ...
ـ دعوتها لتأت إلى سوريا ، انتفضت بابتسامتها الساحرة قالت : " أنا لا أحتاج دعوة فأنا سوريّة ، ألا تعلمين أنني أحمل الجنسية السورية وأتشرف بها ؟"
"زادت جنسيتي شرفاً وكبراً بك سيدتي " ، أجبتها ،
ولا أنسى مدى تأثري عندما قرأت أنك أرسلت يوماً برقية للرئيس حافظ الأسد رحمه الله في حرب 1973 تطلبين إليه بصفتك مواطنة سورية أن تنضمي لصفوف الجيش العربي السوري وتقاتلين معه على الجبهة ضد الصهاينة ".
ـ كانت سعادتي لاتوصف وأنا قريبة منك أمسك بذراعك ، وكم أحسست بطهرها وهي التي أصيبت يوماً برصاص الإستعمار ...
ـ في اليوم التالي عبرنا معاً في مركب خشبي نيل أسوان ، وأنا أحكي لك عن بلدي سوريا وأهل بلدي وشهداء بلدي ، وكان حديثاً لايكفي لمرارته طول النهر العظيم ، حتى وصلنا أمام السد العالي ، فبكت تلك الجميلة ، وتذكرت الزعيم جمال عبدالناصر ، وتذكرت العمال الذين استشهدوا وهم يبنون السد ، وقالت : "الله يرحم شهدا مصر وسوريا والجزاير والله يرحم اصحابي اللي راحوا ".
بكت كثيرا حتى خيل الي أن النيل قد غضب و فاض من جديد...
وبكثير من التأثر وبعض الاستغلال المشروع مني رحت أمسح عينيّ هذه الأيقونة التي أمامي ونلت ذلك الشرف ...
ـ جميلة بوحيرد ، هنيئا للجزائر بك ، ولتونس ، ولسوريا والعراق اللتين تحملين جنسيتهما ، ولكل انسان رآك أو لمحك من بعيد ، أو صافحك ، أو سمع صوتك ، أو كان في الأفق البعيد أمامك وأنت تضحكين ...
ـ جميلة على اسم جدتي ، وجميلة كعنفوان أمي ، وجميلة كنساء بلدي الذين حملوا الوطن في قلوبهن وأرحامهن فكانت سوريا ... الجميلة ...
جميلة بو حيرد لك أكثر من الحب ...