تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



سلاف فواخرجي تكتب : البرستيج وحمام الطائرة والسائق المخمور


القاهرة : أكف .

كتبت النجمة السورية سلاف فواخرجي موضوعا على صفحتها الرسمية في فيسبوك أمس، روت فيه بعض المواقف المؤلمة والطريفة التي مرت بها كفنانة وإنسانة ، والموضوع يكشف جزءا من هموم الفنان الذي يعتقد البعض أنه ملاك ، رغم أنه إنسان عادي يمر بصعوبات الحياة، الموضوع يكشف عن سلاف الكاتبة المبدعة ذات الأسلوب الرشيق.

تقول سلاف في هذه الفضفضة الإنسانية الجميلة :

"البرستيج" العام ، يمنعنا في كثير من الأحيان أن نفصح عن ما يحصل معنا هنا وهناك ، ليس لتجميل مشكلة ما ، بل من أجل صورتنا الجميلة النقية الصافية الملائكية التي لاتشوبها شائبة ، وأتكلم تحديدا عن الفنان الذي يلام من الجميع إن اشتكى بدلا من التركيز على المشكلة في حد ذاتها أو مسببها ، فهو فنان وعلى الفنان أن يبتسم دائماويشكر ويشعر بعظيم الامتنان ...

حدثت معي مرة منذ زمن عندما قلت في إحدى لقاءاتي لصحيفة محلية عن حقوق مادية لي لم أتمكن من تحصيلها لقاء أحد الاعمال من قبل زملاء منتجين بل وحتى ممثلين ، القليلون اهتموا بعملية النصب والإحتيال التي وقعت ، والكثيرون وجهوا إليّ العتب واللوم ، " فأنت سلاف " ، وسلاف لاينفع أن تتكلم في الأمور المادية ، ولايجوز أن تشير إلى من نصب عليها واستغل اسمها مرة واثنتين بل ومرات عديدة من زملائها الموقرين ، ودون أي سعي باتجاه الحل من قبل أية جهة لإعادة الحقوق ، وليس عليها إلّا أن تبتسم وتشكر الجميع بلا استثناء ... ولا ينبغي لنا أن نعلن ماحدث ويحدث معنا في كل يوم ولا أن نحكي عن عقودنا الفنية التعسفية والجائرة في حقنا كفنانين وفنيين على حد سواء ، وما نواجه في عملنا من بشاعة وظلم وسرقة وتعامل مع إناس لايفهمون معنى وقيمة الفن إلا في غرف النوم أو عند صرف الشيكات البنكية وتقاسم حقوق الناس فيما بينهم دون أي رادع أو رقيب !!!

لكن الوجوه تتكاثر من حولي فجأة وتتشابه وتتناسخ وتقول لي بصوت واحد :
"أنت أكبر من هذا وأنت أعلى من ذاك ..."
قد لا أقتنع كثيرا بهذه المقولة الرائعة لكنني أعيشها كما يفترض أن تكون ... وفي لحظات كثيرة أعترف بشعوري بالضعف كأي انسان دنيوي ...

وحدث مرة أني كتبت "بوست" صغير على "الفيسبوك" فانتفض بعض الأصدقاء لكتابتي تلك وكنت أقول فقط جملة ( لمن هم في الداخل ولأصحاب الشعارات الرنانة الذين استفادوا من الحرب ) "ليس ذنبنا أننا سوريين وليس ذنبنا أننا بقينا في سوريا لنكون أقل قيمة ممن خارجها ومن يعود إليها وإلى حضنها بعد أن ذقنا ماذقناه من عذابات الحرب ) وطلب إلي أصدقائي انطلاقا من حرصهم عليّ أن أحذف ماكتبت ، وللأسف فعلت ، ولم يعلم أصدقائي أولئك أنني كرهتهم في تلك اللحظة ، وكرهت نفسي أكثر لأنهم جعلوني أسجن الكلمات في حنجرتي حتى كادت تخنقني ، وأفعل شيئا لايشبهني ، وهذا مالا أطيقه ...
وعندما حذرت منذ مايقارب السنتين بشأن الدراما السورية وكتبت على صفحتي هذه أن الدراما تحتضر ، ويجب علينا السرعة بإنعاشها ، قامت الدنيا ولم تقعد ، وقال لي أحدهم "ليست سلاف من تعترض وتقول هذا ، فأنت فراشة جميلة تنثر الحب بين الورود" ... حينها حقدت على الفراشات وتذكرت صبيا صغيرا كنت أخافه عندما كنت طفلة لأنه كان يحرق الفراشات بضوء المصباح ويستلذ بهذا الفعل ،إلى أن أتت هذه اللحظة وفهمت متعته ولذته تلك ...
في ذلك الوقت العديد من الصحفيين السوريين الأصدقاء لم يتداولوا ماكتبت خوفا من ملامة أحد لهم وربما عقوبتهم في أرزاقهم وهذا ماحصل فعلا في حالات مشابهة للأسف ولا أستطيع لومهم بالتأكيد ، بينما عشرات المواقع الصحفية العربية تناولت ونشرت ماكتبت في أقل من ربع ساعة فقط...
وساد الصمت إلى أن زاد الطين بلّة ، وساء وضع الدراما سوءا وبدأ بعض الزملاء يتكلمون عن الأمر ذاته بعد ماشعروا بتأثيره عليهم شخصيا ، وراحت تعقد الندوات الشكلانية من مسببي المشاكل هذه بعينهم ، ولم تثمر عن شيء طبعا إلا عن صور جماعية للذكرى ...

عود على بدء ، فأنا وأعوذ بالله من كلمة أنا ولأن طبيعتي في الأصل مسالمة ومسامحة ومترفعة حقا ولأنني أعلم علم اليقين بأن من تسبب بأذيتي ولو بنظرة كان عقاب السماء شديد عليه ، اقتنعت بالنصائح كلها وفوضت أمري لله ، وبقيت في عليائي بعيدة عن ماديات الارض ... رغم وفرة القصص الشائكة من حولي والتي قد لا انتهي من روايتها إن قررت ... وكم أخاف من نفسي إن قررت ، ولهذا كنت أعيد وأكرر تلك الجملة التحذيرية دائما ، وبهدوئي وبابتسامتي المعتادة " اتقوا شر الحليم إذا غضب ..."

ما جعلني أقول هذا وليعذرني القاصي والداني ... هي قصة جرت معي منذ أيام قليلة جدا ، وهي آخر القصص ولكنها للأسف تمكنت من استفزازي وأنا التي كنت أدعي استحالة أن أُستفز ... وهذا مادعاني الى الكتابة الآن ...
نصبت نفسي محاميا شرسا عن كل قطاع في بلدي يعنيني بشكل مباشر أو لا ، فهذه مهمتي كمواطنة في بلدي التي تتعرض للحرب ، أدافع بشراسة الأم ، وفي الوقت نفسه ولأني أحبها أنبه إلى مواطن الفساد أحيانا لأننا لا نستطيع أن نختبئ خلف أصابعنا أو نكذب على أنفسنا ، ولطالما كنت أنتقد بطريقتي التي تشبهني في هدوئها وربما رومانسيتها كما يعيب عليّ البعض ، بطريقتي التي تجعلني أرى النصف الممتلئ من الكأس دائما وابدا ، لأنني أحلم باكتماله لا بنقصانه ووضع السم فيه ...

وبكل حب وتقدير أنحني أمام الخطوط الجوية السورية التي بقيت صامدة في الحرب وأنحني أمام جميع موظفيها فهم بالفعل أبطال بقوا في أصعب ظروف الحرب وأقساها ولم يتوانوا يوما عن خدمتها ، خطوط بلدي التي تمسكت بالسفر من خلالها رغم كل ماتعرضت له من قذائف الارهاب ، ولم أبدلها بخطوط أخرى إلا فيما ندر ، ربما كان ذلك مبالغة مني في الحب أو في التهور لكنها عقيدة وايمان لا ولن أندم عليهما... وكنت في موضع الدعاية لهذه الخطوط التي أحترم سواء في نشر الصور أو في الكلام النابع من قلبي ليرى الناس في كل الدنيا مطار دمشق ، ومن فيه من أبطال بلدي الذين بقوا وبقيت مثلهم ومعهم وبينهم ...

 ولكن ماحدث لي منذ أيام كان غريبا ، وصلت باكرا حسب موعد الطيران ، وكنت قد حجزت مقعدا لي في الدرجة الأولى ، وعندما صعدت لم أر لي كرسيا فارغا ، والمقاعد كلها مشغولة بالأشخاص ، فتاخرت الطائرة عن الإقلاع لحل المشكلة وأنا واقفة عند الباب الأمامي ليس لي مكان وليس هناك ثمة حل ... قامت الدنيا واجتمع الموظفون لحل المشكلة وأخذوا يتهامسون ويتمشون في الممر الضيق ذهابا وإيابا دون أن أفهم مايدور ومايحصل ... بعد حوالي الربع ساعة من المناقشات فيما بينهم جاءت المضيفة وقالت لسيدة كانت تجلس بجانب زوجها أن تقوم من مكانها لتجلسني مكانها ، فسألت المضيفة "هل السيدة درجة اولى؟" فقالت "نعم " ... فرفضت وأجبتها " لا أسمح لنفسي أن تقوم سيدة لأقعد مكانها ، وثانيا ماذنبها فهي أيضا على نفس الدرجة ، والمضيفة تصر على جلوسي مكانها وأنا أصر على الرفض ، فماكان من زوجها والذي يبدو أنه ممن يجيدون الفرجة ، والذي لم يكن شكله بغريب لدي ، وبعد وقت ليس بقليل ، ربّت بيده على الكرسي الصغير الذي يقع بين الكرسيين والذي عادة يستخدم للأطفال ، وبابتسامة ليس لها أي لون ، قال لي "اجلسي بيننا " وكأنه قد تكرم عليّ بكرسي بجانبه .. شكرته بحياء فهو يحاول مساعدتي ولكن لم يحالفه الحظ بطريقة عرضه ... وانتظرت الحل ، وليس هناك من حل ... كنت أود النزول والعودة إلى البيت ، لكنني مضطرة أن أسافر لأجل العمل ولا استطيع التأجيل والتاخير ، وليس لدي مشكلة في الجلوس في أي مكان في الطائرة فأنا من أعطي الكرسي رقما ومعنى وليس العكس ، وحدث أني جلست في الدرجة السياحية أحيانا لسبب أو لآخر ، ومن أجل أن أُفهم بشكل صحيح اضطررت أن أقوم بمحاضرة صباحية لطيفة أمام الركاب جميعهم قبل أن تغلق الستائر بأن لافرق بين الكرسي الأول والأخير فكلها "خير وبركة " و "بيشرفني اقعد جنب كل حدا فيكن "ولكني أدافع عن حق ومبدأ وقانون " ، والسؤال لماذا أدفع ثمن التذكرة في درجة واجلس في درجة أخرى ؟! " واسترسلت في الحديث حتى تأتي معجزة تحمل معها الحل ، وانا انتظر والطائرة مثلي تنتظر ، والجميع تأخر ، وذلك الرجل المتفرج مازال يتفرج ويبتسم ...

ولم يكن بمقدور أحد فعل شي ولا الإقلاع وأنا واقفة ، إلى أن أسعفتهم في الحل الذي ينتظرونه كما اكتشفت لاحقا ولأني مضطرة فعلا للسفر عدت وجلست في الخلف ، واجتمع حولي عدد من الموظفين المحترمين بالفعل أتوا مشكورين للإعتذار مني وخوفا من زعلي ولأنهم يحبوني وأنا أبادلهم من قلبي الشعور ذاته ، وفهمت بعد جهد جهيد أنهم كانوا يتمنون أن أوافق على الجلوس مكان تلك السيدة واعترفوا لي سرا أن تذكرتها ليست درجة أولى ، فأجبتهم غير فاهمة " لمَ لم تقولوا لها ، و كيف لي أن أعرف وأنتم قلتم لي امامها انها من ركاب درجة اولى ، ثم أنه كان عليكم التصرف بمعزل عني " ولكن يبدو أن لاحول لهم ولاقوة !!! ... وأقلعنا ومازال العاملين على الطائرة يعتذرون مني طوال الطريق وأحسست بحجم انزعاجهم بسبب ما حصل وأخذوا يشيدون بأخلاقي وقلبي الكبير عندما اختصرت المشكلة وجلست في غير مكاني ، وأنا في الحقيقة لم اختصر المشكلة كما يظنون بل أنا لم اعرف أين المشكلة -من سوء حظي- إلا بعد أن جلست وربطت حزام الأمان فأمن الجميع وارتاحوا نفسيا ، والقصة باختصار أن هذا الرجل المتفرج الذي ليس له لون ولاطعم ولارائحة كان مسؤولا أسبقا وأسبقا وأسبقا وكان له منصبا في الدولة وقرارا في الحل والربط ، حجز لنفسه مقعدا في الدرجة الاولى ولم يحجز لزوجته في نفس الدرجة ، ربما لم يجد مقعدا فارغا وربما وأنا أرجح الإحتمال الثاني حسب انطباعي عن شخصيته أنه لم يحجز لها بجانبه كونها امرأة فهي درجة ثانية بالضرورة ...

كان الجميع محرجون ومزعوجون من كل ماحدث ، وأنا جلست مع سيدتين جميلتين تعمل الأولى ، السيدة ختام في إحدى الجامعات الخاصة في سوريا واستفدت من الحديث معها كثيرا والسيدة الثانية تحضر لرسالة الدكتوراه في علم الاجتماع ، وشتان مابين ذاك الشخص وحرمه وبين هاتين السيدتين اللتين من الدرجة الممتازة ، وكان من حسن حظي أنني جلست معهما ، ولم أستطع تناول الطعام ولا الشراب لألم أصابني في معدتي ! ومما زاد في ألمي وغضبي اعتذار مسؤولي الطائرة الذي لم يتوقف للحظة طوال فترة الرحلة ، وتحولوا جميعهم في المشهد أمامي الى ايڤان تشرفياكوف بطل قصة " -موت موظف- لتشيخوف وبت أنا ذلك الجنرال...
وقبل الهبوط بقليل جاءني كبير المضيفين بدماثته وبإصراره ليبلغني أن الكابتن يدعوني لغرفة القيادة كما يحصل عادة أثناء الإقلاع والهبوط وألبي هذه الدعوة دائما بامتنان شديد ، ولكن هذه المرة أنا فعلا غير قادرة فاعتذرت ، ولشدة إصراره ولطفه لم يكن أمامي إلا القبول ، فلحقت به لكن كان عليّ وقبل الدخول لغرفة القيادة أن أدخل إلى الحمام لأرتب شعري الذي لم يكن أصلا مرتبا بالدرجة المطلوبة من الممثلات والنجمات وفي كل وقت ...

باب حمام الطائرة تلون قفله بالإشارة الخضراء ومعنى هذا أن الحمام خال من أي أحد ، ومع ذلك لا أعلم لماذا سألت المضيفة الجميلة للتأكد فقالت لي طبعا الحمام فارغ فالإشارة خضراء وليست حمراء كما تعلمين ، تفضلي ... فابتسمت وتفضلت ، وكم تمنيت ألا أتفضل ، فعندما فتحت الباب رأيت هذا المسؤول الأسبق الأسبق وقد أنهى ما أنهى من حسن حظي وكان يعدل من ملابسه ، لا أعلم بماذا شعرت في تلك اللحظة أهو الغضب أهو القرف أهو الكره أهو ؟ أهو ؟ ... ولكن ما أدركه تماما أن ركبتي الاثنتين لم تعودا قادرتين على حملي ، عدت مسرعة إلى كرسيّ وقلبي يخفق بصوت مسموع لمن حولي ، ولم أستطع الكلام ، كنت أرغب بالشتم واللعن والسب لكني لست متعودة على ذاك ... ورويت للسيدتين بجانبي ماحصل فضحكتا وضحكت معهما من شدة القهر ... وعادوا المضيفون إليّ من جديد والذين لاذنب لهم للإعتذار بالنيابة عن شخص كان في يوم من الأيام يدير شؤون الناس من منصبه لايعلم أن عليه إغلاق باب الحمام وراءه ، بعكس باب مكتبه الذي أعتقد جازمة أنه كان مغلقا بوجه من يطلبه ... ولهذا لم يطيل البقاء في منصبه وكرسيه الذي لم ولن يجعله درجة أولى إن لم يكن في قلبه درجة واحدة من الأخلاق ...

كانت رحلة سيئة لا تطغى بشاعتها على حلاوة بقية الرحلات وناسها ومحبتهم التي أعتز بها ، ولكنني أحزن من عقلية الخوف التي نعيشها وممن ولماذا وبأي حق وأحزن على عقلية لاتدرك أن الأمم والحضارات تبنى بأدابائها ومثقفيها وفنانيها وعلمائها قبل مسؤوليها ، فالمسؤولون كلفوا لخدمة الناس وليس للتعالي عليهم ، لإعانتهم وليس لإهانتهم ، وللأسف فهم هذا الأمر في بلادنا وشعوبنا مغلوط تماما ، اللهم إلا فيما ندر...
والشيء بالشيء يذكر من حوالي سنة صدم سيارتي شاب مخمور في وضح النهار وكنت قد اشتريتها قبل الحرب بسنتين وتعتبر جديدة "بالورقة" كما يقولون فأنا لا أقودها كثيرا ، وأتت الشرطة وعاينت الحادث ، والحمدلله خرجنا جميعنا من الحادث بخير ، ولكن سيارتي تضررت بشكل ملحوظ ، وحزنت بعض الشيء فهي ثمرة عملي المضني وجهدي ووقتي ، بمعنى آخر "تعبانة بكل ليرة فيها" "بس متل مابيقولوا الحمدلله راحت بالحديد "

هذا الشاب يعمل لدى شخص قال إنه عقيد في إحدى الفرق العسكرية ، فاتصل به الشاب المخمور بطلب من الشرطة وحضر ، وعندما رآني وعرف أني الفنانة بعينها ابتسم وضحك واشرأب وتلوى كسامية جمال وقال "حقك علينا واللي بدك ياه بيصير ... ساتحمل التكلفة كاملة" ، وبعد شهر قال "نصف علينا ونصف عليكم ، انتوا صلحوها وابعتولي الفاتورة" ، وبعد شهرين وبعد أن قمنا بشراء قطع الغيار وقمنا بإصلاحها رفض أن يدفع ليرة واحدة ولم يكتف بهذا بل راح يهددنا بطريقة بشعة للغاية برتبته وفرقته و و و و.....
فأخذنا نسأل عن أحد قد يفيدنا في إيقاف هذا الشخص عن تشويه رتبته ومن يتبع إليه ، أما موضوع تصليح السيارة فقد انتهى ودفعنا مادفعناه وترفعنا عن ماديات الارض فنحن مخلوقات سماوية كما أسلفت ... وعلمنا فيما بعد بأن هذا الشخص ليس بعقيد وليس له رتبة أصلا ولايمت للجيش أو لفرقة عسكرية بصلة ، و كان ينتحل شخصية أخيه الضابط ...
وانتهت القصة بمعرفتنا الحقيقة فقط لاغير ، وكفى الله المؤمنين شر القتال!
أعلم أن للناس قصصا أكبر وأقسى من هذه بكثير ، أعلم وأعلم ، لكني رويتها لأن الكثير يعتقدون أننا في بروج عاجية بعيدون عن الناس وعن الوجع ، وهذه ليست حقيقة ، وربما كانت هذه القصص مسلية للبعض الآخر أو تجعلهم يقولون وسمعتها مرارا "اذا الفنان صار معه هيك ماعتب عاللي عم يصير معنا " ...
ليعذروني أصدقائي الذين قالوا لي يوما "سلاف مابيصير تفش خلقها متل باقي الناس "
ولتعذروني جميعكم إن ظهرت أمامكم الآن بهيئة البشر ، وأعدكم أنني سأعود إلى هيئتي الملائكية التي لاتشكو ولاتأكل ولا تشرب بل ولا حتى تدخل إلى الحمام ، فهو مشغول بكائنات غريبة ليس لها ظل على الأرض .

سلاف فواخرجي

تاريخ الإضافة: 2018-04-07 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1500
2      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات