القاهرة : الأمير كمال فرج.
رغم النار والخطر وطلقات الرصاص التي تحاصرهم من كل جانب، لم يتخلى المتظاهرون الفلسطينيون في مسيرة العودة الكبرى والذين يطالبون بالعودة إلى وطنهم عن روح الدعابة والفكاهة، ربما لأن بعضهم آمن أن الابتسامة أمام الواقع الصعب قد تمنحهم فرصة أخرى للأمل .
الدعابة والفكاهة وروح الكوميديا ظهرت ، عندما ارتدى بعض المتظاهرين الفلسطينيين ماسكات فكاهية، وهم يواجهون الرصاص الإسرائيلي، حيث ارتدى احدهم مساكا لمهرج ، بينما ارتدى آخر زيا لشخصية كرتونية معروفة اسمها "تويتي" وهو شخصية خيالية لطائر كناري أصفر في سلسلة لووني تونز وميري ميلوديز لوارنر براذرز.
السبب الآخر لارتداء هذه المساسكات وهو التخفي ، حيث لازال المتظاهرون معرضون للاعتقال من قبل السلطات الإسرائيلية المحتلة ، وإخفاء شخصياتهم يعيق ذلك .
وكانت المواجهات قد اندلعت بين المتظاهرين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين مرة أخرى في غزة، وأحرق المتظاهرون الفلسطينيون الإطارات وألقوا الجنود الإسرائيليين بالحجارة ، ورد الجنود الإسرائيليون بغاز مسيل للدموع والذخيرة الحقيقية، وهو ما ادى إلى قتل العشرات وإصابة المئات من الفلسطينيين ، وهو ما جعل هذا اليوم الأكثر دموية في غزة منذ الهجوم الإسرائيلي عام 2014.
وتجمع حوالي 10 آلاف متظاهر فلسطيني في أماكن مختلفة بالقرب من السور المعلق الذي يفصل غزة وإسرائيل ، في مظاهرة كبرى بعنوان "مسيرة العودة الكبرى" للمطالبة بحق إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
وأدانت منظمات حقوق الإنسان بشدة سلوك إسرائيل في الاحتجاجات الأسبوع الماضي، وانتقدت الجنائية الدولية العنف الذي واجهت به إسرائيل المظاهرات الفلسطينية السلمية.
وغزة هي جيب فلسطيني على البحر الأبيض المتوسط ، تحتله إسرائيل عسكريًا منذ عام 1967. وفي عام 2005 ، قامت بسحب عدة آلاف من المستوطنين اليهود والجيش ، لكنا لازالت تسيطر على حدود غزة ، فوق مجالها الجوي ومياهها الإقليمية، ومنذ عام 2007 ، فرضت حظرا صارما على المناطق ، مما يجعل الوضع الإنساني كارثياً، وتحذر الأمم المتحدة من أن غزة لن تكون مناسبة للحياة في غضون سنوات قليلة.
ويطالب الفلسطينيون في غزة ، ومعظمهم من اللاجئين من عام 1948 وأحفادهم ، بالحق في العودة إلى ديارهم التي تم إبعادهم عنها عندما تأسست إسرائيل، وبالتحديد عام 1948 ، عندما تم طرد أكثر من 700000 فلسطيني من منازلهم، وفي مطالبتهم بالحق في العودة ، يشير الفلسطينيون إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 الصادر في ديسمبر 1948 ، والذي يمنحهم الحق في العودة.