القاهرة : ترجمة أكف.
السومو أكثر من كونها رياضة للرجال، فلهذه الرياضة أيضًا بعدا دينيا، فكل مباراة تسبقها طقوس الشنتو المعقدة. ويقال إن الحلبة أثناء القتال تكون كالأرض المقدسة .
ذكر تقرير نشره موقع Economist أن "النساء يحظرن على الدخول في هذه الرياضة، حيث يعتقد تقليديا أنهن ملوثات للشنتوية، وهي الديانة الشائعة في اليابان، وهذا التقديس يصل أحيانا إلى حد التشدد".
وأضاف أن "العديد من اليابانيين صدموا عندما أصدر الحكم في مباراة في وقت سابق من هذا الشهر أوامر للخروج من الحلبة للعديد من النساء اللواتي سارعن بتقديم الإسعافات الأولية إلى رئيس البلدية المحلي ، الذي انهار أثناء إلقاء خطاب".
واعتذرت جمعية السومو لاحقًا عن "رد الفعل غير اللائق" للحكم في هذه الحالة التي تهدد الحياة ، ولكنها بدت متوافقة مع القاعدة. وبعد يومين ، انتقدت عمدة أنثى التمييز الجنسي في الرياضة في خطاب ألقته في بطولة سومو ، مؤكدة أن المسعفات قمن بما يجب القيام به على هامش الحلبة، وتطور النقاش ليصل إلى السياسيين.
يقول ناجيسا أوسادا ، كاتب رياضي: "قبل الحادث لم يكن أحد يهتم حقا بالطبيعة المقيدة للحكم" ، لكنه كشف أن مسئولي السومو رأوا أن جنس المسعفة أكثر أهمية من حياة رئيس البلدية".
وأضف أن " السومو لم تكن دائما رياضة ملتزمة، ففي الثلاثينات من القرن العشرين فقط أصبحت الرياضة رمزا للكرامة الوطنية والنقاء الديني، وفي العصور السابقة ، سمح للنساء بالقتال ، وأحيانا عاريات، وفي القرن الخامس قام إمبراطور بإعدام أحد النجارين في الحلبة، رغم أنه لم يرتكب أي أخطاء".
أوضح أوسادا إن "الضجة الحالية قد لا تحفز على التغيير، فالعديد من الأديان تمارس التمييز ضد النساء ، وموقف الحكم ليس غريبا على اليابان، وهي دولة غير معروفة بالمساواة بين الجنسين ، كما هو الحال في أماكن أخرى، على أية حال النساء يواجهن معارك أكثر أهمية".
لكن رابطة السومو لديها سبب لتكون على وعي بمشاعر المرأة، فقد كانت هذه الرياضة تعاني من تراجع الجماهير وسلسلة من الفضائح المحرجة ، بما في ذلك اعتداء مقاتل أعلى رتبة على مصارع شاب في العام الماضي. لكنها في الآونة الأخيرة تتمتع بشعبية من جديد بفضل المعجبات الإناث.
والسومو من الرياضات القتالية اليابانية. تحظى بشعبية كبيرة في البلاد، وتدخل في اللعبة بعض الطقوس اليابانية القديمة، ويعتبرها اليابانيون أكثر من مجرد رياضة عادية، فهي تقليد وتراث يجمعون على وجوب الحفاظ عليه. مبدأ رياضة السومو يقوم على محاولة كلا المصارعين (ريكيشي) إخراج المصارع الآخر من دائرة المصارعة .
والشنتو هي الديانة السائدة في اليابان، تركت أثرا بالغا في التفكير الياباني، وليس لها تعاليم محددة، الشيء الذي جعلها تنفتح على العادات الدينية الأخرى بدون أن تؤثر هذه في خاصيتها وتأصلها الفريدين.
وتتجسد هذه الديانة في مجموعة من العادات والممارسات، وعبر التاريخ نشأت وتطورت عدة فرق وطوائف تدعي كلها الانتماء إلى عقيدة الشنتو الأولية، ولكن أي من هذه الطوائف لم ينجح في أن يفرض نظرياته .