تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



من تابوت الإسكندرية إلى مقبرة توت.. اكتشافات أثرية عن طريق المصادفة


د. رضا محمد عبد الرحيم .

يوجد للصدفة مفهومان الأول: المفهوم الفلسفى للصدفة ويسمى اصطلاحا (الصدفة المطلقة) المراد منه أن توجد حادثة بدون سبب، وهو مستحيل، ﻷن الحادث يحتاج فى وجوده إلى المحدث، والثانى: المفهوم العلمى للصدفة ويسمى اصطلاحا (الصدفة النسبية) فالمراد منها أن يقترن شيء بشيء بدون أن يكون بينهما علية أو تسبيب، والصدفة بالمفهوم العلمى (الصدفة النسبية) غير مستحيلة عقلا.
 

وأكبر الاكتشافات الأثرية وأعظمها قديما وحديثا وربما مستقبلا تنتمى إلى النوع الأخير، إلى الصدفة النسبية أو أن شئت نسميها الصدفة العلمية، وهنا يجب التفريق بين قيمة الكشف الأثرى الذى يخضع للصدفة البحتة –فمن الممكن أن يكشف بطن الأرض عن آثار لم تكن فى الحسبان- وبين خطوات العمل الأثرى فى مجال الحفائر، وعلم الحفائر الأثرية علم له منهجية علمية ويُدرس فى جامعات العالم، حتى لا يظن البعض أن العمل فى هذا الحقل عشوائى أو متروك للصدفة وحدها، بل يستعين هذا العلم بعلوم أخرى مساعدة مثل:
علم الجيوفيزياء (علم دراسة الخواص الفيزيائية للأرض)، علم المساحة وعلم الكيمياء وعلم الأنثروبولوجيا (علم دراسة السلالات البشرية) وعلم الطبوغرافيا (علم دراسة الظواهر الطبيعية للبلدان والأماكن) وعلم الجيولوجيا والجغرافيا وعلم الهندسة المعمارية وعلم التصوير وعلم الكمبيوتر وعلم الترميم. ومع هذا نحن نؤمن بأن القول المأثور (معول الحفار هو عماد علم الآثار) فيه شيء كثير من الحقيقة ولا تعارض فى ذلك.
 

تابوت الإسكندرية


 فى مطلع يوليو الجارى، أعلن مسئولو الآثار بمحافظة الإسكندرية عن كشف أثرى يرجع تاريخه إلى العصر البطلمى، وبالتحديد القرن الثالث أو الرابع قبل الميلاد.والكشف عبارة عن تابوت آثرى مغلق من الجرانيت الأسود ارتفاعه 1.85 سم، يزن 30 طنا تقريبا، وذلك أثناء عمل مجسات لاستخراج رخصة بناء عقار برقم 8 بشارع الكرملى بمنطقة سيدى جابر. وتعاملت وزارة الآثار- كعادته- مع الحدث بطريقة مؤسفة، مما فتح بابا أمام التكهنات، وكانت أولها من الصحافة العالمية التى اهتمت اهتماما واسعا بهذا الكشف، حيث تحدثت عن اكتشاف مقبرة الإسكندر، وآخرون ذهبوا إلى أن فتح المقبرة سيؤدى إلى عصر من الظلمات ينتظر العالم !!
 
وبعيدا عن هذا الصخب الدائر حول فتح التابوت وما وجد بداخله، يبدو أمر الكشف صدفة بحتة، والحقيقة أن وزارة الآثار قد قامت بالكثير من الحفائر فى هذه المنطقة، وهى منطقة آثرية، ومن الطبيعى والمنطقى أن نعثر فى أرضها على آثار، لكن ضخامة حجم التابوت، وحلم العثور على قبر الإسكندر عظم من قيمة الكشف، نحن متأكدون أن الإسكندر دفن فى الإسكندرية، ويوما ما ربما أثناء هدم فيلا أو منزل يتم العثور على قبره.
 
 وادى المومياوات الذهبية


حدث فى فجر أحد الأيام من شتاء عام 1995 م فى المنطقة المعروفة باسم الكيلو ستة نظرا لأنها تبعد ستة كيلومترات عن نقطة حرس الحدود جنوب الواحة البحرية على الطريق المؤدى إلى الفرافرة لاحظ الخفير المكلف بحراسة معبد الإسكندر الأكبر للإله آمون بمنطقة قصر المقيصبة-وهو المعبد الوحيد الذى يحمل خرطوش الإسكندر الأكبر فى جميع الواحات المصرية- أن هناك من يقوم بالحفر فى الأرض عند مرمى البصر فى منطقة تنتشر فيها بقايا المومياوات وهى منطقة كان الدكتور أحمد فخرى قد فحصها فحصا سريعا وسجلها لكنه لم يحفرها. قام الخفير بإبلاغ كبير مفتشى الواحات البحرية، الذى أسرع بالذهاب إلى الموقع المذكور آنفا فوجد أن اللصوص قد نقبوا الأرض هناك فظهرت فتحة صغيرة ظهر من خلالها قناع لمومياء يعلوه بريق الذهب. وطبقا لكتاب الدكتور زاهى حواس الذى يحمل اسم الاكتشافات أسفرت الحفائر عن الكشف عن مقابر جماعية تحت الأرض يتم النزول إليها بسلم يؤدى إلى صالة مستعرضة منقسمة إلى عدد من التجاويف المحفورة فى الصخر والتى احتوى كل منها على عدد من المومياوات المحنطة. وكانت حصيلة الحفائر فى الموسم الأول 1996م 134 مومياء بشرية ستة منها مُذهبة فقط ويعود جميعها للفترة ما بين القرن الأول والثانى الميلادى، وجميع المومياوات لا تزال بموقع الحفائر عدا المذهبة فقد نُقلت إلى متحف الواحات البحرية .
 
مقابر عمال بناة الأهرام

  
حدث يوم 14 أبريل 1990م بينما كان شيخ الخفراء المسئول عن حراسة منطقة الأهرامات موجودا فى عمله اليومى فى المرور على المواقع الأثرية لحراستها .فقد نمى إلى علمه ظهور مبان أثرية من الطوب اللبن أسفل الرمال الموجودة جنوب حيط الغراب- كان هذا السور ضخما ويحيط بالجبانة المنفية من جميع الجهات تقريبا ويفصل حدود الجبانة عن القرى السكنية المحيطة به . يبلغ ارتفاعه 11مترا فى حين يبلغ عرضه 4 أمتار الذى لم يتبق منه سوى الامتداد الجنوبى له والذى يعرف حاليا باسم حيط الغراب، الذى يفصل حاليا جبانة الجيزة الأثرية عن مقابر نزلة السمان الحديثة- التى أظهرتها عمليات نقل الرمال من المنطقة بسبب حركة الجمال والخيل الدائمة عليها التى أدت إلى الكشف عنها.
 
وكانت أهم نتائج أعمال الحفائر هى الكشف عن موقع جبانة كبيرة تنقسم إلى قسمين، القسم السفلى وهو يحتوى على دفنات فقيرة من الطوب اللبن على شكل مقابر دائرية أو مستطيلة لا يزيد طول ضلعها عن 1.5*1م فقط وقد قسمت من الداخل إلى غرفتين إحداهما غرفة للدفن والأخرى غرفة لوضع الأثال الجنازى الذى كان فقيرا جدا. وقد احتوت الجبانة السفلية على حوالى 600 مقبرة بالإضافة إلى 30 مقبرة أكبر حجما التى ربما كانت مخصصة لرؤساء العمال، كما احتوت الجبانة السفلية فى وسطها على ممر منحدر من الطوب اللبن يصعد إلى الجبانة العلوية على حافة الهضبة الصخرية التى تغطيها الرمال إلى الغرب من الجبانة السفلية، وقد احتوت الجبانة العلوية على 43 مقبرة أحسن حالا وأكثر رقيا من سابقتها السفلية بما تشير إلى أنه كانت تخص بعض الموظفين الإداريين فى مواقع العمل، وقد احتوت هذه المقابر على مناظر ونصوص مسجلة بأسلوب عال ومتقن يدل على مكانة أصحابه.
 

خبيئة معبد الأقصر


نظرا لقرب معبد الأقصر الشديد من نهر النيل، تسببت المياه الجوفية السابحة تحت المعبد فى خلخلة قواعد الأعمدة فى صالة أعمدة الملك أمنحتب الثالث المفتوحة خاصة تلك التى من الناحية الغربية مما هدد بانهيارها عن كاملها. وحدث أنه فى صباح يوم 22 يناير 1989م جمع رئيس العمال بمعبد الأقصر عماله للنزول فى الحفرة الكبيرة وهى التسمية التى أطلقها العمال على الحفرة التى حفروها بطول صالة الأعمدة. وفى أثناء الحفر ورفع الرديم إلى خارج الحفرة أصاب معول أحد العمال شيئا صلبا وأحدث صوتا مكتوا ونادى العامل "حجر"، وتابع الرجل عملية الحفر بحرص شديد محاولا ألا يصيب الحجر الغامض بأى تلف، وبالفعل فقد بدأ هذا الحجر فى الظهور شيئا فشيئا حيث اتضح أنه حجر مستطيل الشكل من الكوارتزيت الأحمر وفى صباح اليوم التالى استؤنف العمل بالموقع وفى منتصف النهار عثر على تمثال من الكوارتزيت الأحمر للملك أمنحتب الثالث، وقد ظهر التمثال فى حالة جيدة جدا راقدا على جانبه الأيمن بالحفرة، كما عثر أمامه على تمثال للإله آتوم جالسا على العرش متوجا بالتاج المزدوج. وقد استمرت أعمال الحفر حتى بداية أبريل من نفس العام وكشفت أعمال الحفر عما يزيد على 20 تمثالا كبيرا من عصر الدولة الحديثة وبقايا عدد من الأوانى من العصر المتأخر بما يعنى أن هذه الخبيئة قد وقعت أحداثها فى العصر المتأخر، وقد نقلت جميع القطع المكتشفة إلى مخزن هيئة الآثار بمنطقة أبى الجود، حتى تم إعداد قاعدة عرض لها بمتحف الأقصر.
 
تمثال الملكة مريت آمون العملاق


 فى عام 1981م ونظرا للزيادة الكبيرة فى عدد سكان مدينة أخميم-تقع المدينة على الضفة الشرقية لنهر النيل فى مقابلة مدينة سوهاج بمصر العليا وإلى الشمال من مدينة الأقصر بحوالى 200 كم- وإقبالهم على التعليم الدينى فقد قررت الإدارة التعليمية للأزهر الشريف إقامة معهد دينيا، ولقد وقع إختيار الوحدة المحلية بمدينة أخميم على مساحة واسعة من الأرض إلى الشمال الغربى من المدينة .
وفى أثناء متابعة عملية الحفر الخاصة بمشروع المبنى الجديد، أخرج العمال عددا من كسرات التمثال، وبعض الكتل الحجرية التى ينتمى بعضها إلى عصر العمارنة.
وفى صباح يوم 28 سبتمبر 1981م وعندما بدأ العمال فى إزاحة الرديم فى حفرة صغيرة قد قاموا بحفرها لاحظ كبير المفتشين بالموقع ظهور كتلة حجرية ملساء من الحجر الجيرى والتى لاحظ ولأول وهلة أنها جزء من تمثال كبير ولذلك فقد استؤنف الحفر بعد ذلك بهدف الكشف عنه.وبمرور الوقت أسفر الحفر عن ظهور رأس ضخمة لتمثال لإحدى السيدات أو الإلهات. والذى يظهر راقدا ورأسه للأسفل وقد توج الرأس بتاج وبحلية مكونة من عدد من حيات الكوبرا ولا يزال الرأس يحمل بقايا ألوان، وقد ظهر الرأس متصلا بالجسد والكتفين وكان حجم الرأس يوحى بضخامة حجم هذا التمثال إن وجد كاملا وعندما استكملت أعمال الحفر فقد ظهر أن التمثال يمثل الأميرة مريت آمون إبنة الملك رمسيس الثانى من الأسرة التاسعة عشرة، والتى أصبحت رفيقة له بعد وفاة الملكة نفرتارى.وعندما تمت إزاحة الرمال كاملة عن التمثال عام 1984م ظهر التمثال ملونا وقد صنع من الحجر الجيرى وقد تحطمت قدماه .وقد بلغ ارتفاعه حوالى 11 مترا ولو كان كاملا فى القدمين والتاج لبلغ ارتفاعه 14مترا وهو ما يعنى أنه أكبر تمثال معروف فى الحضارة المصرية لأميرة حتى الآن.
وقد توج رأسه بتاج الريشتين وحيات الكوبرا وقد فقدت الريشتان اللتان ربما قد صنعتا من الذهب، ولكن بقى مكان تثبيتهما واضحا فى رأس التمثال.وقد رفعت الأميرة بيمناها إلى صدرها دليلا على علو الشأن والوقار.
 
 آثار الإسكندرية الغارقة


 مع عام 1910م قررت وزارة الأشغال أن تقوم بزيادة القدرة الاستيعابية لميناء الإسكندرية وكلفت المهندس الفرنسى "جاستون جندويه" بإجراء أعمال توسعة الميناء الغربى، وقد لاحظ "جندوية" وجود بقايا أثرية من كتل حجرية ضخمة فى البحر المفتوح شمال وغرب منطقة رأس التين .
وحدث فى عام 1930م أنه عندما كان كابتن "كول" الذى كان طيارا فى سلاح الجو البريطانى يحلق بطائرته فوق مياه خليج أبى قير وعلى ارتفاع منخفض أن لاحظ أطلالا غارقة على شكل حدوة الحصان
تحت مياه الخليج وقد بلغت أحاديثه عن ذلك إلى مسامع الأمير عمر طوسون(1872-1944م) ولذلك فقد تحمس الأمير لاستكشاف ماهية هذه الآثار أو المشاهدات. وانطلق فى الخامس من مايو 1933م إلى المنطقة المشار إليها..ونشر خريطة لأبحاثه واكتشافاته عام 1934م . وتشهد الآثار الغارقة بالإسكندرية دورة جديدة من الاهتمام فى مرحلة هامة وجديدة من تاريخها والتى ظهرت فى أوائل الستينيات من القرن العشرين على يد المرحوم كامل حسين أبو السعادات(1933-1984م). وفى عامى 1995 و1996م أجريت الحفائر عند سفح قلعة قايتباى وكشفت عن أجزاء من الحى الملكى لمدينة الإسكندرية القديمة، وكان هذا الكشف سببا فى قرار المجلس الأعلى للآثار بإنشاء إدارة للآثار الغارقة رسميا عام 1996م. وفى تلك الأثناء جذبت هذه الأخبار العديد من المراكز المتخصصة فى مجال الآثار التحت مائية وبخاصة من فرنسا لتقدمها الواضح فى هذا المجال، وكان لـ" فرانك جوديو" السبق باكتشاف أحد أهم المدن الإغريقية الغارقة تحت البحر المتوسط وأمام سواحل منطقة أبو قير وهى مدينة هيراكليوم القديمة .ثم ورجاء البروفيسور "إمبريور"للإسكندرية مع نهاية الثمانيات وبدأ العمل فى المياه المحيطة بمنطقة قلعة قايتباى التى حدد فيها بدقة موقع أكثر من 500 قطعة أثرية من أنقاض الفنار القديم.

 

 مراكب الشمس


 فى عام 1954 م قام الأثرى محمد زكى نور بحفائره جنوب الهرم الأكبر بهدف إزالة كميات ضخمة من الرديم المتراكم التى تعوق الحركة خلف الهرم الأكبر، وكانت أعمال إزالة الرديم تسير بشكل طيب حتى كان يوم 24 أبريل 1954م وأثناء عملية تنظيف السور المحيط بالهرم الأكبر فقد عثر تحت هذا السور على كتلة ضخمة من الحجر الجيرى التى يبلغ أبعاد الواحد منها 2.35 * 1.50 م عند الطرف الجنوبى الشرقى للهرم الأكبر، وكانت هذه الكتل متراصة بنظام وقد وضعت كتلة صغيرة فى مقدمتها الشرقية كسدادة لهذه الكتل، وقد عثر على إسم "جدف رع" إبن الملك خوفو مكتوبا على بعض هذه الكتل. وكان من شكل الكتل الحجرية وطريقة توزعها أنها تخفى أسفل منها مركبا جنازيا كبيرا.وقد صنعت هذه المراكب من خشب الأرز المستورد من لبنان وهى تتكون من طابقين الأول منهما وهو فى باطن السفينة ويستخدم للخدم والبحارة ولتخزين أغراض المركب.والطابق الثانى يتكون من سطح السفينة الذى أحتوى على مقصورة مزودوجة للملك فى مؤخرة السفينة كما احتوى على مظلة فى مقدمة السفينة للربان ويبلغ طول السفينة من الأمام إلى الخلف حوالى 42م وتحتوى على عشرة مجاديف جانبية للحركة.
 
برديات نجع حمادى

 فى أحد أيام شهر ديسمبر 1945م خرج الفلاح محمد على السمان لجمع الملح الصخرى من الارض بجبل الطارف، وبينما كان محمد يحفر بفأسه تحت كتلة صخرية كبيرة إذا به يكشف عن إناء فخارى كبير مدفون فى الأرض ويوجد غطاء على فوهته مثبت بالبيتومين..وقام محمد بتحطيم الإناء فعثر على عدد من الكتب القديمة المصنوعة من ورق البردى ومغلفة جيدا بأغلفة من الجلد فما كان من محمد إلا أن جمع هذه الكتب وعاد بها إلى المنزل، وكان محمد قد عرف أن هذه الكتب ترتبط بالديانة المسيحية ولذلك فقد حملها وأسر بها إلى باسيليوس عبد المسيح قس القرية-قرية القصر التابعة لنجع حمادى بمحافظة قنا حاليا- وأودع هذه الكتب أمانة عنده .وفى أحد الأيام زار راغب أندراوس منزل القس باسيليوس وهناك أطلع على الكتب المودعة عنده كأمانة، وشعر راغب بقيمة هذه البرديات وأهميتها التاريخية والدينية الفريدة ولذلك فقد استطاع إقناع القس أن يعطيه هذه الكتب جميعا حيث أخذها وسافر بها إلى القاهرة حيث أطلع عليها أحد الأطباء المعروفين وهو د.جورج صبحى الذى أبلغ هيئة الآثار المصرية التى تسلمت هذه الكتب على وعد بمنح راغب أندراوس مكافأة أو ترضية وأودعت هذه الكتب فى المتحف القبطى بتاريخ 4 أكتوبر 1946م . مخطوطات نجع حمادى عبارة عن مجموعة من النصوص التى كتبت بالخط القبطى منقولة عن أصل يونانى مفقود حاليا وتؤرخ هذه البرديات بنهاية القرن الرابع الميلادى حيث استخدمت بعض الخطابات القديمة من البردى فى تدعيم الأغلفة الجلدية لتلك البرديات. ويذكر أن إجمالى عدد أوراق برديات نجع حمادى بلغ 1240 ورقة، وترجع أهمية تلك المجموعة النادرة من اللفائف من العصور المسيحية الأولى، وهى تلك الحقبة الغامضة والتى إحتار معها علماء ومؤرخ تاريخ الكنيسة.فيعتقد الكثير أن تلك اللفائف لها أهمية خاصة نظرا لأنها تلقى الضوء على تلك الحقبة الغامضة من تاريخ الكنيسة.

 

المقابر الملكية فى تانيس


 لم يفضى هذا الموقع الثرى تاريخيا وأثريا بكل أسراره حتى جاء الأستاذ الفرنسى بيير مونتيه وبدأ الموقع سنة 1929م، جاء مونتيه ومعه زوجته وأربعة مساعدين وقاموا بإستئجار عشرات الفلاحين وأهالى القرى المجاورة للعمل فى الحفائر بالموقع لمدة تقارب العشرة سنوات، حتى ساقه القدر لإكتشاف كبير فى ليلة لن ينساها العالم أبدا، ليلة بداية الحرب العالمية الثانية ..اكتشف مونتيه أول مقبرة فى فبراير 1939م ودخل مقبرة بسوسينس الثانى فى مارس 1939م واكتشف البئر المؤدى إلى غرفة الدفن الخاصة بصاحب المقبرة الأصلى بسوسينسِ الأول فى ليلة إعلان الحرب العالمية الثانية رسميا 1 سبتمبر 1939م. وكانت المصادفة عندما لاحظ رئيس العمال أن كومة الطين التى يعملون فوقها تحتوى على أحجار كبيرة من الحجر الجيرى تحت الطين مباشرة، فقام بجس الأحجار بالعصا ليكتشف أنها لسقف مبنى تحت الأرض، فقام مونتيه بحفر الموقع بالكامل وقام بعمل فتحة بالسقف الحجرى لينزل منها المساعد "جورج جويون" ويطلق صيحته أنها مقبرة الملك أوسركون. وفى 27 فبراير 1939م بالكشف عن كل الغرف الأخرى والملاصقة لبعضها البعض حيث بدأ العثور على التوابيت الحجرية وبداخلها التوابيت المصنوعة من الفضة.. فى مقبرتى بسوسينس الأول وشاشانق الثانى، وهاتان المقبرتان هما مصدر المجوهرات الملكية الشهيرة والموجودة بالمتحف المصرى.
 
 مقبرة الملكة حتب حرس


 كان فى اليوم الأول من شهر نوفمبر 1924 أن بدأ معاونو رايزنر الحفائر إلى الجنوب الشرقى من الهرم الأكبر، وقد لاحظ العاملون ظهور حافة صخرية تحت الأتربة تهبط إلى الأرض، وفى الثانى من شهر ديمبر 1924 كشف العاملون عن هذه الآفة والتى أتضح أنها هرم غير كامل بالقرب من أهرامات الملكات واستمرت الحفائر حتى نهاية يناير 1925 عندما غادر رايزنر القاهرة متجها إلى هارفارد تاركا العمل بالبعثة لباقى الفريق الخاص به ويعاونهم مصور البعثة الأستاذ عبده الذى يقوم بتصوير المناظر المختلفة للحفائر.وفى صباح أحد الأيام من شهر فبراير خرج الأستاذ عبده حاملا الكاميرا الخاصة به لتصوير أعمال الحفائر فى الجهة الشرقية من الهرم الأكبر وتخير موقعا فى شمال شارع المصاطب لإلتقاط صورة للجهة الشرقية من الموقع وعندما هم بتصوير اللقطة انزلقت منه الكاميرا إلى الأمام بسبب نعومة الكتلة الصخرية أسفلها، فأنتقل بالكاميرا إلى موقع جديد إلى الشمال، وعند تثبيت حامل الكاميرا على الأرض وجد الحامل يغوص منه إلى أسفل فى الأرض فى طبقة من الجص وأدرك بخبرته أهمية هذا الغطاء الجصى تحت الأرض فأسرع وإستدعى ألن رو مساعد رايزنر لمشاهدة هذه الواقعة، وفحص الاثنان معا قطعة الجص الأبيض ووجدا أنها تغطى تجويفا مستطيلا كان فيما يبدو أنه يحتوى على باب من جهة الجنوب.ومن ملامح الموقع تشير إلى أنها مقبرة جديدة لم تمس، وبدأت أعمال الحفر فى المقبرة حتى ظهر فى الثالث والعشرين من فبراير 1925 سلم مكون من 12 درجة فى نفق محفور فى الصخر ويمر فى الجدار الشمالى من الفجوة ويؤدى إلى بئر عموديا وبتنظيف البئر من الأحجار والرديم الخشن وعلى عمق تسعة أمتار وجد العمال لوحا كبيرا من الحجر مثبتا على الحائط فى البئر واعتقدوا أن خلفه غرفة الدفن، وعندما أزالوا اللوح ووجدوا خلفه جمجمة وثلاثة سيقان لثور تضحية داخل فجوة فى الجدار.واستمر العمال فى إزالة الرديم وعندما ولت عملية الحفر إلى عمق 25 مترا وجد أحد العمال حجرا كبيرا وعندما حركه من مكانه ظهرت خلفه غرفة مظلمة. وظهر بقايا قضيب خشبى يكسوه الذهب وقطع من الجص المكسو بالذهب تملأ أرض الغرفة وأوان من المرمر بالإضافة إلى تابوت ضخم من المرمر استقرت عليه بعض الشرائط الذهبية والتى بدا واضحا اسم أم الملك سنفرو مكتوبا عليها .

مقبرة توت عنخ آمون

 فى صباح يوم 4 نوفمبر 1922 من حفائر هوارد كارتر بوادى الملوك كان فريق العمال البسطاء على موعد مع القدر، فلقد ضرب فأس أحد العمال فى درج صخرى منحوت على شكل سلم هابط – لم يذكر هوارد كارتر فى كتابه عن اكتشاف المقبرة أى شيء عن زير الماء الخاص بالعمال الذى كان يخفى الدرج الصخرى الذى أدى إلى اكتشاف المقبرة- عندئذ قام العمال بسرعة بإبلاغ السيد كارتر الذى قام مع العمال بإزالة الرديم من الممر الهابط إلى مدخل المقبرة المجهولة حتى آنذاك، وكانت عملية إزالة الرديم من الممر الهابط للمدخل لم تنته بعد ولكن فى يوم 26 من شهر نوفمبر كان العالم على موعد مع أكبر كشف أثرى عرفته الإنسانية.

تاريخ الإضافة: 2018-07-22 تعليق: 0 عدد المشاهدات :2440
1      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات