القاهرة : ترجمة أكف .

أكد مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك أن الانتخابات الحرة والنزيهة هي قلب الديمقراطية، لذلك يبذل الموقع جهدا كبيرا لحمايتها من التدخلات سواء في أمريكا أو فرنسا أو ألمانيا أو المكسيك أو إيطاليا.

وأضاف ـ في مقال نشرته صحيفة الواشنطن بوست اليوم ـ أن "موقع فيسبوك طور أدوات جديدة لمنع الحسابات الوهمية التي تضلل الناخبين ، وتهدد الأمن السيبراني" ، مؤكدا أن الخصوم متطورين وممولين بشكل جيد ويزداد ذكاؤهم بمرور الوقت، لذلك فإن الموقع في سباق تسلح معهم لحماية الديمقراطية .

وفيما يلي نص المقال :

"عندما تقوم ببناء خدمات تصل إلى مليارات الأشخاص عبر البلدان والثقافات، سترى كل الأشياء الجيدة التي يمكن للبشرية القيام بها ، كما سترى أشخاصا يحاولون إساءة استخدام تلك الخدمات بكل طريقة ممكنة. إن مسؤوليتنا في فيسبوك هي تضخيم الخير والتخفيف من السوء.

قلب الديمقراطية

هذا صحيح بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالانتخابات. فالانتخابات الحرة والنزيهة هي قلب كل ديمقراطية، وخلال انتخابات 2016 ، كنا نتتبع بنشاط عن الهجمات الإلكترونية التقليدية ، ووجدناها، وما لم نعثر عليه حتى وقت لاحق، كانت جهات أجنبية تدير حملات منسقة للتدخل في العملية الديمقراطية الأمريكية. منذ ذلك الحين ، ركزنا على تحسين دفاعاتنا، لجعل تدخل أي شخص في الانتخابات أكثر صعوبة.

كان مفتاح جهودنا هو إيجاد وإزالة الحسابات المزيفة - مصدر الكثير من الإساءات ، بما في ذلك التضليل، حيث أن بإمكان الجهات الفاعلة السيئة استخدام أجهزة الكمبيوتر لإنشاء هذه الحسابات، ولكن مع التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي ، فإننا الآن نحظر ملايين الحسابات المزيفة كل يوم أثناء إنشائها حتى لا يمكن استخدامها لنشر رسائل غير مرغوب فيها أو أخبار كاذبة أو إعلانات غير صحيحة.

الشفافية المتزايدة

تعد الشفافية المتزايدة في أنظمتنا الإعلانية مجالًا آخر نحقق فيه أيضًا تقدمًا. يمكنك الآن رؤية جميع الإعلانات التي يشغلها المعلن - حتى إذا لم تكن مستهدفة لك. يجب على أي شخص يرغب في عرض إعلانات سياسية أو إصدار إعلانات في الولايات المتحدة على فيسبوك التحقق من هويته.

يجب أن توضح جميع الإعلانات السياسية وإعلانات القضايا أيضًا من الذي دفع ثمنها ، تمامًا مثل الإعلانات التلفزيونية أو الصحفية. ولكننا ذهبنا إلى أبعد من ذلك بوضع جميع هذه الإعلانات في أرشيف عام ، يمكن لأي شخص البحث فيها لمعرفة المبلغ الذي تم إنفاقه على كل إعلان فردي والجمهور الذي وصل إليه. ستزيد هذه الشفافية الأكبر من المسؤولية والمساءلة للمعلنين.

كما رأينا من الانتخابات السابقة ، أن التضليل تحديً حقيقي. جزء كبير من الحل هو التخلص من الحسابات المزيفة. ولكنها تتعلق أيضًا بمهاجمة الحوافز الاقتصادية التي يرسلها مرسلو الرسائل غير المرغوب فيها لإنشاء أخبار كاذبة في المقام الأول. وحيث يتم وضع علامة على المشاركات بأنها مزيفة ، فإننا نمررها إلى مراجع حقائق مستقلة - مثل Associated Press و Weekly Standard - للمراجعة ، ونحدِّث المشاركات التي تم تصنيفها على أنها غير صحيحة ، مما يعني أنها تفقد 80٪ من عدد الزيارات المستقبلية.

تهديدات الأمن السيبراني

نحن لا نعمل بمفردنا. بعد عام 2016 ، أصبح من الواضح أن الجميع - الحكومات وشركات التكنولوجيا والخبراء المستقلين - يحتاجون إلى القيام بعمل أفضل في مشاركة الإشارات والمعلومات التي لديهم لمنع هذا النوع من الإساءة. لا يقتصر دور هؤلاء الفاعلين السيئين على خدمة واحدة ، ولا ينبغي علينا التعامل مع المشكلة في الصوامع أيضًا. ولهذا السبب نعمل بشكل أوثق مع شركات التكنولوجيا الأخرى على تهديدات الأمن السيبراني التي نواجهها جميعًا ، وقد عملنا مع سلطات إنفاذ القانون لإسقاط الحسابات المزيفة في روسيا.

خطوات استباقية

أحد أكبر التغييرات التي أجريناها خلال العام الماضي ليس انتظار تقارير عن أنشطة مريبة. بدلاً من ذلك ، نتطلع بشكل استباقي إلى المحتوى الضار المحتمل المتعلق بالانتخابات ، مثل الصفحات المسجلة لكيان أجنبي ينشر محتوى مثيرًا لزرع الانقسام وعدم الثقة والتفرقة بين الأشخاص. وعندما نجدها ، يراجع فريقنا الأمني ​​الحسابات يدويًا لمعرفة ما إذا كانت تنتهك سياساتنا أم لا. إذا فعلوا ذلك ، نزيلهم بسرعة. على سبيل المثال ، قمنا مؤخرًا بإزالة شبكة حسابات في البرازيل كانت تخفي هويتها وتنشر معلومات مضللة قبل الانتخابات الرئاسية في البلاد في أكتوبر.

أداة جديدة

بالنسبة إلى الانتخابات النصفية الأمريكية ، نستخدم أيضًا أداة جديدة تم اختبارها في انتخابات مجلس الشيوخ الخاصة في ولاية ألاباما في العام الماضي لتحديد التدخلات السياسية بسرعة أكبر. ومكننا ذلك من العثور على مرسلي الرسائل السياسية الخارجية الأجانب الذين كانوا في السابق تحت الرادار وإزالتها. وفي الشهر الماضي ، أوقفنا مئات الصفحات والمجموعات والحسابات التي تنشيء شبكات كانت تتعمد تضليل الناس حول هوياتهم ونواياهم. بعضها نشأت في ايران وغيرها في روسيا.

 لقد حققنا الكثير من التقدم ، حيث نجح عملنا خلال الانتخابات الفرنسية والألمانية والمكسيكية والإيطالية. في كل حالة ، قمنا بتحديد وإزالة الحسابات المزيفة والمحتوى السيئ المؤدي إلى الانتخابات ، وفي ألمانيا ، عملنا مباشرة مع الحكومة لمشاركة المعلومات حول التهديدات المحتملة.

 سباق تسلح

سوف تساعدنا المبالغ التي نستمر في إنفاقها على الناس والتكنولوجيا على تحسينها أكثر. لكن شركات مثل فيسبوك تواجه خصوم متطورين وممولين بشكل جيد ويزداد ذكاؤهم بمرور الوقت أيضًا. إنه سباق تسلح ، ويتطلب ذلك من القوات المشتركة للقطاعين الخاص والعام في الولايات المتحدة حماية الديمقراطية الأمريكية من التدخل الخارجي.