القاهرة : الأمير كمال فرج .
ولدت تشين تانزي بعيب خلقي، وهو إنثناء الركبة في الاتجاه الآخر، وهو ما تسبب في عجزها عن الحركة أو النوم بشكل مستقيم، وكانت عائلتها التي تقطن بمقاطعة فوجيان جنوب شرق الصين فقيرة للغاية، وعجزت عن دفع تكاليف الجراحة التصحيحية، حتى أن الفتاة كانت تستخدم يديها لسحب جسدها على الأرض، وكان القرويون يسمونها "الفتاة الزاحفة " .
ولكن بعد أن قامت وسائل الإعلام المحلية بتغطية قصتها تم تجميع ما يكفي من التبرعات لعلاجها علي يد مختصين في تايوان . وتقول والدتها أن تشين كبرت بهذه الإعاقة واعتادت عليها، ولكنها لم تتمكن قط من التعامل مع تعليقات الناس ونظراتهم لها .
ورغم إعاقتها، تمكنت تشين من التعلم والتخرج من إحدي المدارس بمنطقتها، والآن هي طالبة جامعية تدرس العمل الاجتماعي والإدارة، ولفتت دراستها انتباه العديد من الناس، مما جذب بعض الجمعيات الخيرية لها.
وزارت تشين تايوان للعلاج، وبالفعل خضعت لسبع عمليات جراحية خلال عشرة أشهر في مشفي تزو هالين بتايوان، وتمكنت من المشي لأول مرة .
وتقول لصحيفة Daily Mail : "لم أحلم من قبل بالوقوف علي قدمي، والمشي مثل باقي الناس . إنه أكثر من حلم .. إنها معجزة . كنت سعيدة جدا لدرجة أني عندما رأيت الناس في المطار كنت أود ان أخبر الجميع أني استطعت المشي أخيرا" .
وقال مدير مشفي هاليان تزو بتايوان أن "مرض تشي نادر جدا، ولم يسبق أن أصيب به أحدهم سوي مرتين فقط في العالم حتي الآن، وينطوي علي تحدي طبي كبير".
وأضاف : إن "الفتاة لم تستخدم قدميها أبدا منذ ولادتها، لذا فهناك العديد من العوامل خارج سيطرتنا خلال عملية التئام الجرح" .
والآن وصل طول تشين إلي أربعة أقدام و30 سم، وهي أطول من المرة السابقة التي قيست فيها، ويقول أحد المتطوعين أن تشين أظهرت الكثير من الشجاعة خلال رحلة العلاج، والتي بلا شك كانت مؤلمة للغاية، ويضيف : "كانت دائما مبتسمة، ولم تشتكي أبدا من الألم الناتج عن الجراحة، والذي تضمن أيضا آلام كسر عظامها" .