القاهرة : الأمير كمال فرج .
قام الفنان جون كيني (38 عاما) بالتقاط عدد كبير من الصور في مجاهل إفريقيا، حيث قضي العشرة سنوات الأخيرة من عمره في السفر في جنوب وشرق وغرب القارة الافريقية، موجها عدسته إلي كل ماهو غريب ومميز في وجوه من يقابلهم.
وفي إحدي الصور، فتاة من مامويلا من أنجولا، ويظهر في ملامحها فخر النساء بجدائل الشعر، والخرز الملون، واستخدام جلد الحيوانات، وفي صورة أخري فتاة من قبيلة الأورمو بشرق أثيوبيا ترتدي حجابا مطرزا، وفي يوم ما ستحمل مظلة للاحتماء من الشمس كما تفعل العديد من نساء الأورمو .
فتاة أخري من قبيلة هامار – من أثيوبيا أيضا – تزين رقبتها بالمئات من الخرزات الزجاجية، والأصداف البيضاء . وكما يبدو، لا يوجد مكان لأي زينة أخري، وعلي الرغم من ذلك، مازالت الفتاة مضطرة للبحث عن زوج أو عرض زواج، وبعدها لن ترتدي أي من هذه السلاسل بعد الخطبة، لأن التخلي عن المجوهرات عرف اجتماعي للمرأة المتزوجة .
وقام الفنان كيني بالسفر خلال 13 دولة إفريقية لتصوير العادات والتقاليد الغريبة للقبائل المختلفة، ومن بينها نامبيا، وأثيوبيا، وكينيا، ومالي، وأنجولا، والنيجر، وتوجو، وبوركينا فاسو في مغامرة بدأت عام 2006 عندما قرر بدء رحلته ذات الستة أشهر إلي افريقيا، ونتج عن كل هذه السنوات من العمل إنتاج كتاب حول عادات القبائل الافريقية الذي نشر عام 2013 تحت عنوان "مواجهة أفريقيا" .
قال كيني لصحيفة Daily Mail : " في الأيام الأولى للرحلة كنت متحيرا ومليئا بالطاقة والحماس لمقابلة الناس، كنت متحمسا للغاية لهذه العادات غير التقليدية، وكنت أتساءل كيف سأتواصل مع الناس هناك؟، وكيف سأعبر عن حماسي ومشاعري لأصدقائي حين أعود للوطن ".
وفكر كيني في حل هذه المشكلة عن طريق حذف شخصياته المصورة، وعزلها عن البيئة والخلفية التصويرية لها، ويضيف : "بدأت أتخيل كل هذه الشخصيات أمامي ظاهرة من العدم أو من قلب الظلام، بدون أي عناصر تشتيت، أملا في الحصول علي الشعور الحقيقي، وتوصيله للمشاهد، وصاحب الصورة ايضا".
وكان الهدف خلق صور حية من تعبيرات الناس اللحظية، والتي أحيانا تكون متلاعبة أو مكثفة، ولكنها دائما تجذب الانتباه، ويقول : "إعتمدت بشكل أساسي علي ضوء الشمس فقط علي الأرض الجافة التي تصل إلي الأكواخ، وتعطي ضوءا ملحوظا لهؤلاء الناس"، ويضيف : "في أفريقيا أصبح هدفي هو السفر بين المناطق النائية من القارة، حيث تختفي مظاهر القرن الواحد والعشرين".
في عام 2009 , قام كيني بالتصوير في شمال كينيا، حيث قاد هو ومرشده عبر الطريق السريع في أحد الليالي، حيث لاحظ ضوء أبيض صغير أمامه، ثم اكتشف أنها طلقات نيران.
وبالكاد نجا كيني من طلقة في الرأس مباشرة، حيث أخطأه التصويب ببعض بوصات فقط، ولكن قسوة هذه الليلة لم تمنعه من إكمال رحلته لتصوير المناطق الريفية في جميع أنحاء القارة الأفريقية.