القاهرة : ثقافة .
أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية التي تمنح جوائز نوبل، إنها ستقدم جائزتين للأدب هذا العام، إحداهما عن العام الحالي، والثانية عن العام الماضي والتي حجبت بعد فضيحة التحرش الجنسي.
وذكر تقرير نشره موقع BBC أن "مؤسسة نوبل كانت قد حجبت العام الماضي جائزتها للأدب لأول مرة منذ نحو 70 عاما في أعقاب ادعاءات بارتكاب زوج عضوة في الأكاديمية لإساءات جنسية".
تغييرات مهمة
قال لارس هايكينستين مدير المؤسسة إن نوبل أجرت تغييرات مهمة نتيجة للفضيحة، وأضاف: "استغرق الأمر وقتا أطول مما توقعنا، لكننا اتخذنا عددا من الخطوات المختلفة. ومن بين ذلك استبعاد الأعضاء الذين كانوا ضالعين في الفضيحة من المشاركة في عمل جائزة نوبل".
وأشار إلى أن المؤسسة أصبحت الآن منفتحة أكثر، وأن هناك نقاشا يدور بشأن مدة عضوية الأكاديمية، التي كانت مدى الحياة. وأصبح من الممكن الآن ترك الأعضاء للأكاديمية.
تحرش جنسي
تعرضت الأكاديمية للانتقاد بسبب الطريقة التي تعاملت بها مع سوء سلوك المصور الفرنسي، جان-كلود أرنو، المتزوج من عضوة سابقة في هذا المعهد العريق الذي يرجع تاريخه إلى عام 1786، وقد استقالت العضوة المعنية، إثر ذلك،كما استقالت رئيسة الأكاديمية وأربعة أعضاء آخرين.
وفي نوفمبر الماضي، تقدمت 18 سيدة بادعاءات تحرش جنسي ضد أرنو، مدفوعات بحملة "مي تو".
وقد وقعت عدة حوادث، بحسب تقارير، في عقارات تمتلكها الأكاديمية. ولكن أرنو نفى تلك الادعاءات كلها.
ثم صوتت المنظمة ضد اقتراح بإلغاء عضوية زوجته، الشاعرة والكاتبة كاترينا فروستينسون، من لجنتها المكونة من 18 عضوا.
وقيل إن هذا القرار، وسط اتهامات بتعارض المصالح، وتسرب أسماء الفائزين، أدى إلى انقسام المنظمة، وأثار موجة من الاستقالات، من بينها استقالة فروستينسون، واستقالة رئيسة الأكاديمية، بروفيسور سارا دانيوس، بحيث لم يبق في اللجنة سوى 11 عضوا.
تغيير القواعد
لم يكن يجوز، من الناحية القانونية، استقالة الأعضاء من الأكاديمية، لأن مدة العضوية فيها كانت مدى الحياة، لكنهم يستطيعون وقف مشاركتهم في أنشطة الأكاديمية.
وكان العاهل السويدي، الملك كارل السادس عشر غوستاف، قال إنه سيغير تلك القواعد بشكل يسمح للأعضاء بالانسحاب من عضوية الأكاديمية رسميا.
وقد اتهم أرنو بالتحرش بولية العهد، الأميرة فيكتوريا في 2006، ولكنه نفى التهمة. وتعد هذه الفضيحة الأكبر التي تطال الجائزة منذ منحها لأول مرة في عام 1901.
وقد جادل بعض أعضاء الأكاديمية بأن الجائزة يجب أن تستمر لحماية التقاليد، لكن آخرين قالوا إن المؤسسة ليست مؤهلة في وضعها الحالي لمنح الجائزة.
ومنذ بدأت الأكاديمية بمنح الجائزة، لم تمتنع عن منحها سوى مرة واحدة عام 1935، وقالت حينها إنها لم تجد مرشحا جديرا بالفوز بها.
حملة #MeToo
وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا. إذ لم تمنح الجائزة، على سبيل المثال، في عام 1936، ولكن جائزة ذلك العام مُنحت في العام التالي للكاتب المسرحي الأمريكي يوجين أونيل.
وربما تكون حملة #MeToo، (أنا أيضا) التي سلطت الضوء على انتشار التحرش الجنسي، قد لعبت دورًا في قرار الأكاديمية، لذا من الصعب على الفائزين المحتملين قبول الجائزة وسط الأزمة التي تعاني منها الأكاديمية، والتي قالت في بيان سابق إن سمعة جائزة نوبل للآداب تأثرت "بشكل كبير"، وتعهدت بتقديم خطة لاستعادة ثقة الرأي العام في المنظمة.
وشهدت السنوات الأخيرة حصول المغني الأمريكي، بوب ديلان، والكاتب والصحفي البيلاروسي، سفيتلانا أليكسيفيتش على الجائزة، بينما تشمل قائمة من حصل عليها، الكاتب النيجيري، وول سوينكا، والروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، والمنشق الروائي الروسي ألكسندر سولجنستين، والشاعر الهندي، رابيندارات طاغور، والروائي المصري نجيب محفوظ.