القاهرة : الأمير كمال فرج .

ينظم متحف اللوفر الباريسي عرضا إستثنائيا للفنان الفرنسي أوجين ديلاكروا من 29 مارس حتى 23 يوليو من هذا العام، وبالنسبة لأولئك الذين ليسوا على دراية بديلاكروا ، فهو أحد أكثر الفنانين شهرة في فرنسا في أوائل القرن التاسع عشر.

ذكر تقرير نشره موقع france-justforyou " لمدة أربعة أشهر ، يعرض متحف اللوفر الأكثر شهرة في باريس حوالي 180 قطعة من أعمال الفنان الفرنسي  يوجين ديلاكروا  Eugene Delacroix ، وغالبية هذه التحف كانت لوحات أبدعها طوال حياته المهنية، لإعطاء المشاهدين صورة كاملة دون تورية من حياته".

الضوء واللون

تنقلك الجولة في المعرض إلى بعض لوحاته الأكثر أهمية والتي تكشف الأسلوب الذي إستخدمه ديلاكروا للحصول على رد فعل من المشاهدين، فقد اشتهر ديلاكروا باستخدام الضوء واللون لتصوير المشاهد التي تراوحت بين نشوة الطرب والنشاط إلى اليأس الكامل والمعاناة.

لا يزال ما تمكن الفنان من التقاطه مدهشًا متنوعا، والمعلومات الواردة في الجولة تحلل كل هذا وأكثر. علاوة على ذلك، تتضمن الجولة إرشادات حول كيفية الانتقال من كل لوحة إلى اللوحة التالية في القائمة، فإذا كنت تخطط لزيارة المعرض ، فمن الجدير اتباع مسار الزوار.

شغف بالفن

ولد أوجين ديلاكروا في فرنسا عام 1798 ، واكتشف منذ صغره شغفه بالفن،عندما كان عمره 18 عامًا ، التحق بمدرسة الفنون الجميلة في باريس، وقضى وقته في الدراسة، وزيارة متحف اللوفر ، وأعجب بأسلافه من الفنانين الكبار،  لم يكن يعلم سوى القليل ، ولم يدرى في هذا السن الصغير أنه سينضم إليهم في يوم من الأيام في هذا المعرض المرموق.

ركز ديلاكروا في أعماله المبكرة في المقام الأول على الموضوعات الدينية والتاريخية، وبعض من أشهر أعماله تشمل "دانتي في الجحيم" و "المذبحة في خيوس".

عواطف متطرفة

اتسمت لوحات ديلاكروا عمومًا بالعواطف المتطرفة والصراع والعنف، وسرعان ما أصبح شخصية بارزة في عصر فرنسا الرومانسية، من بين جميع لوحاته ، برزت لوحة "الحرية قيادة الشعب"، وهي اللوحة اشترتها الحكومة الفرنسية عام 1831.

بعد ذلك ، قضى ديلاكروا وقتًا في السفر عبر المغرب واستلهم ما رآه هناك، ينعكس هذا في عمله اللاحق مثل "نساء الجزائر في شقتهن" و "تكريم الزعيم المغربي لتلقيها".

تم تكليف ديلاكروا أيضًا بتزيين غرف في قصر بوربون، وقصر فرساي وكنيسة سان سولبيس في باريس، وأبقته هذه المهمة الأخيرة مشغولة حتى وفاته عام 1863.

سيد اللوحة

ذكرت قناة Toute l'Histoire التي أعدت فيلما وثائقيا عن ديلاكروا  بعنوان "أسياد اللوحة العظماء: ديلاكروا - كل التاريخ" إن "الرسام الفرنسي ، يوجين ديلاكروا شخصية رئيسية في رومانسية الرسم، وعلى الرغم من حصوله على دعم من الصحافة والمجلات الفنية وبعض النقاد في ذلك الوقت من أمثال ثيوفيل غوتييه أو تشارلز بودلير، فإن عبقريته لم يتم الاعتراف بها إلا متأخراً من قبل الدوائر الرسمية للرسم.

سوف ينتصر ديلاكروا  فقط عام 1855 في المعرض العالمي، عندما تغلب على التدريب الكلاسيكي لتجديد اللوحة، لم يتم انتخابه في معهد فرنسا حتى 10 يناير 1857 في مقر بول ديلاروش ، بعد 7 ترشيحات غير ناجحة ، ظل المعهد يعارض انتخابه.

كبار الفنانين الذين سافروا بلوحاتهم عبر الزمن، وشهد لأعمالهم الرسامون الكبار، غالبًا ما يساء فهمهم من قبل أقرانهم ، فقد تغلبوا على النقد والأكاديمية ، وأنشأوا التيارات الفنية الحديثة التي أحدثت ثورة في تاريخ الفن، وديلاكروا أحد هؤلاء الفنانين الاستثنائيين ، ولوحاته حتى اليوم ، موضوعات رائعة للدراسة.