القاهرة : الأمير كمال فرج .
خلال العقد الماضي ، ابتكر الفنان الغاني أناتسوي El Anatsui وسيطاً فنيا فريدًا من نوعه، فباستخدام أغطية الزجاجات الفارغة ، قام بإنشاء أعمال نحتية كبيرة على شكل منسوجات مطلية.
وذكر تقرير نشره موقع clarin أن "أعمال الفنان الغاني أناتسوي من الصعب وصفها، فهي نسيج ضخم ومتموج ، كل منها يلوح ويرفرف تشبه العلم أو ثقوب وأغطية دفاعية من المعدن ، مثل درع صفيحة الجنود في أوروبا في العصور الوسطى، أو الفسيفساء الضخمة لمناظر طبيعية من القطع المعدنية"
المنحوتات الجدارية لأناتسوي والتي تعرض حاليا في بيت الفن Haus der Kunst في ميونيخ جنوب ألمانيا تحت عنوان "مقياس النصر Triumphant Scale" تقدم مقارنات مجازية، ولكن لا يبدو أن هناك استعارة تلخص هذه الأعمال ، فكل عمل يثير الدهشة.
مقياس النصر
يقدم معرض " مقياس النصر" 16 عملا منفردا للفنان، وهو ما يعتبر بالتأكيد أكبر أداء منفرد لفنان أسود أفريقي في أوروبا، ومنها أعمال مصنوعة من أغطية الزجاجات والمنحوتات الخشبية وأعمال على الورق أعدها أناتسوي من السبعينيات إلى التسعينيات ، فضلاً عن أعماله الجديدة البارزة ، ومنها متاهة من 66 قطعة من الستائر المعلقة وإفريز مصنوع من اللوحات من المطبوعات الألمانية والنيجيرية مشدود على واجهة المتحف.كيس بلاستيكي
تمثايل إستثنائية
أناتسوي ، المولود في العاصمة النيجيرية غانا، كان بالفعل فناناً مشهورًا في غرب إفريقيا عندما ابتكر ، قبل 20 عامًا ، تقنية من شأنها أن تدفعه إلى ابتكار بعض التماثيل الأكثر استثنائية في هذا القرن الجديد، وفي أحد الأيام عثر على كيس بلاستيكي مملوء بأغطية زجاجات الألمنيوم.
ترك أناتسوي عمله السابق بالخشب، وبدأ في تسطيح الخشب وتثبيته وإصلاحه في تركيبات مركبة على الحائط، وكان إنتاج كل عمل ضخم يتطلب آلاف الساعات، ليقد لنا موضوعات فنية تنبه إلى التجارة والعبودية والاستهلاك والبيئة.
لغة مجردة
بدأت جهود أناتسوي في صياغة لغة مجردة فريدة من التأثيرات الأوروبية والإفريقية في أوائل سبعينيات القرن العشرين ، بأقراص خشبية مطلية حوافها منقوشة برموز مميزة.
عندما بدأ العمل باستخدام أغطية الزجاجات ، قام أناتسوي بتغيير كبير في الحجم والطموح الفني. أولاً ، يتم تشكيل أغطية الألومنيوم ، بالإضافة إلى أشرطة الأمان الرفيعة أسفلها ، في أشكال ثابتة، ثم يتم ربطهم في صفائح بعقد صغيرة من الأسلاك النحاسية ، ويتم دمج هذه الأوراق في تركيبة غير عادية تبلغ مساحتها 90 مترًا مربعًا أو أكثر.
مفرش سرير
في كل عمل، يمكن طي الألواح مثل مفرش سرير ، ملفوفًا مثل توغا أو محفور مثل سلسلة من النقانق، ولم يجد صعوبة بشأن طريقة عرضها.
رغم الحجج الدقيقة وبالنظر إلى هذا المعرض وبعض الحالات العنصرية التي يواجه بها البعض في العديد من متاحف الفن الغربي، يبقى من غير المألوف أن يحصل الفن الأفريقي المعاصر على هذا النوع من التقدير الكامل.
الفن الإفريقي
إصرار المتحف على أن أناتسوي يستحق معرضا كاملا مثل معرض Georg Baselitz أو Louise Bourgeois وهما معرضان منفردان أقيما مؤخرا في Haus der Kunst، مع كل التحليل الفني والتاريخي والرمزي الذي تقدمه المتاحف لفنانين غربيين يشكل إعادة إعتبار للفن الإفريقي.
في خضم ردة فعل قومية مأساوية تترسخ في ألمانيا وفي جميع أنحاء أوروبا ، حان الوقت للمتاحف لإعادة تأكيد قيم الإدراك العالمي والتبادل الثقافي الذي يجسده معرض أناتسوي الذي قدم على نطاق واسع مثل للفن الإفريقي الجميل.