القاهرة : الأمير كمال فرج .

أفتتح في العاصمة الصينية بكين الأسبوع الماضي معرض استثنائي للأعمال الفنية للرسام فنسنت فان جوخ، وهو معرض رقمي مختلف ، يقدم الفنان وأعماله بصورة تفاعلية تختلف تماما عن المعارض التقليدية .

ذكر تقرير نشرته صحيفة telegraph أن "زهور عباد الشمس تلوح في الأفق، وتبدأ طواحين الهواء في الدوران، ولوحة قماشية أعدها فنان اللون من كومة من أنابيب الطلاء، .. بعد ذلك ، يتغير المشهد فجأة: يظهر إناء من الزهور المتفتحة، ويبدأ الماء في الداخل في التدفق قبل أن يتحول إلى تيار .. هذه العناصر التي يسهل التعرف عليها من لوحات فنسنت فان جوخ Van Gogh تم ترقيمها ورسمها وإعادتها ترتيبها وعرضها على السقف والجدران والأرضيات في مساحة المعرض الذي يجذب الجمهور ويقدم له رؤية مختلفة لحياة الفنان الهولندي"

هذا اللقاء الجذاب الذي تم إنشاؤه من خلال عرض الصوت والضوء هو محور معرض فان جوخ .. تجربة غامرة  Van Gogh: The Immersive Experience ، الذي يقام في المتحف الوطني الصيني حتى 22 سبتمبر.

200 لوحة

استخدم الفنيون أحدث التقنيات لإحياء أعمال الفنان الموهوب من خلال عرض إسقاط شامل للصور التي التقطت من أكثر من 200 من لوحاته ورسوماته.

يتم استعراض المعرض الذي يستمر لمدة 35 دقيقة داخل صندوق مستطيل مصمم خصيصًا لهذا الغرض ويشغل جزءًا من ممر المتحف في الطابق الثالث.

يصادف المشاهد أولاً فيلم عن فان جوخ  عبر مساحة معروضة مثل المعرض ، حيث يتم عرض صور الرسام الذاتية على شاشات مثبتة على الحائط. ثم يتحول المعرض إلى مشاهد مختلفة مستوحاة من أعماله الأيقونية ، حيث يخطو المشاهدون إلى هذه المناظر الطبيعية المألوفة. لحظة واحدة ، وتحيط المشاهدين بأشجار اللوز المزدهرة. في اليوم التالي ، يشاهدون الغربان وهي تحلق فوق حقول القمح الموسعة، فتتكشف السماء الليلية المظلمة بالنجوم.

التكنولوجيا الرقمية

في السنوات الأخيرة ، كان فان جوخ موضوع العديد من المعارض التفاعلية الشعبية في الداخل والخارج ، حيث يتم استخدام التكنولوجيا الرقمية بدلاً من اللوحات الأصلية لتقديم نظرة ثاقبة على حياة الرسام وفنه.

قال ماريو إياكامبو ، رئيس شركة Exhibition Hub ، وهي شركة بلجيكية متخصصة في إنشاء عروض تفاعلية مثل المعرض الحالي ، لصحيفة تشاينا ديلي أن "لوحات فان جوخ ـ التي تصور غالبًا المشاهد الواسعة والمناظر الطبيعية الطبيعية  ـ  مثالية للإسقاط الرقمي على الأسطح الكبيرة مثل الجدران والأرضيات ، وكذلك الألوان الزاهية والملفتة للنظر الموجودة في أعماله".

وأضاف إن "التطورات الجديدة في التكنولوجيا تغير تمامًا طريقة وصول الناس إلى الفن من خلال إعادة إحياء صور الأعمال الشهيرة من خلال الرسوم المتحركة، وتقديم فهم أفضل للسياق المحيط بها".

يقول إياكامبو: إن "المشروع يقدم الكثير من الرسوم المتحركة وإعادة التفسير للوحات المميزة. التجربة فريدة من نوعها في المكان الذي يتم فيه تقديم المعرض. نضيف أشياء أو نقوم بإجراء تغييرات وفقًا للبيئة المحددة، حيث يتم العرض تدريجيا".

خرائط ثلاثية الأبعاد

على سبيل المثال ، عندما أقيم المعرض في بازيليكا سان جيوفاني ماجوري في نابولي ، إيطاليا ، في عام 2017 ، استخدم فريق إياكامبو تقنيات المسح ورسم الخرائط ثلاثية الأبعاد لمطابقة تصميماتهم مع الجزء الداخلي من الهيكل التاريخي ، مع تكرار تصاميم الأعمدة مع هم في الكنيسة.

وفي المعرض في المتحف الوطني للصين تم إعادة إنشاء موضوع اللوحة الشهيرة فان جوخ ، "غرفة نوم في آرل"  Room at Arles والتي تُصوِّر غرفة نوم الفنان في مدينة آرل الفرنسية، وهي واحدة من عدة غرف استأجرها في المبنى المعروف باسم البيت الأصفر في آرل ، جنوب فرنسا.

غرفة فان جوخ

اللوحة مذهلة بسبب التناقض بين ألوانها الزاهية وزواياها الحادة. تعد الغرفة أيضًا شهادة على فترة مهمة في حياة فان جوخ. لم يطمح إلى مزيد من الحرية في رسوماته في آرل ، بل دعا صديقه الرسام بول غوغان للبقاء والعمل معه. أصبحت العلاقة بينهما متوترة تدريجيا وانتهت بمأساة عندما قطع فان جوخ شحمة الأذن اليسرى.

يوجد قسم آخر في المعرض حيث يمكن للأشخاص الطلاء أو الرسم ثم مسح أعمالهم وإظهار الإصدارات الرقمية على الشاشة. في قسم آخر من المعرض ، يمكن للناس ارتداء سماعات الواقع الافتراضي "لزيارة" الأماكن التي عمل فيها فان جوخ.

ويقول إياكامبو إن "بكين هي أول مدينة صينية يقام فيها المعرض، لكن الشركة تأمل في نقل المعرض إلى شنغهاي وتشنغدو وقوانغتشو ".