القاهرة : الأمير كمال فرج .
يعد الوشم لكثير من الناس وسيلة للاحتفال بذكريات معينة، أو تعبير عن الذوق الفني، ولكن بالنسبة لميشيل نايت، فإنه يروي قصة مروعة لها في السجن 11 عاما داخل منزل ارييل كاسترو ، عانت خلالها من الأهوال، منها خمس حالات إجهاض قسري.
في لقاء لها مع مجلة Newsweek، تروي ميشيل قصتها عندما اختطفت وعمرها 21 عاما، وتكشف لماذا قررت الحصول علي الأوشام بعد أن تم إنقاذها من السجن في كليفلاند بولاية أوهايو.
تظهر خمسة ورود كبيرة علي زراعها اليسري - التي تغطيها بقع من الدم - أسفل ذراعها، وتقول الضحية البالغة من العمر 34 عاما: "كل وردة تمثل كل إجهاض تعرضت له في المنزل."
سجنت ميشيل في غرفة نوم في الطابق العلوي - وفي وقت لاحق، بالطابق السفلي - في المنزل ، وتعرض للضرب مرارا وتكرارا والاغتصاب من قبل المعتدي عليها، مما أدى إلى حملها خمس مرات، ولاتعد الورود هي التعبير الوحيد الذي له معنى مروع حقا وراء ذلك.
فعلى صدرها، لديها وشم طفل وعبارة: "جميلة جدا هذه الأرض". وفي الوقت نفسه، علي كتفها الأيمن صورة لدمية دب مزينة بقلوب، وعلى معصمها الأيمن، هناك الثعابين والتنين الأخضر. وتقول : "هذا هو تنين الحماية".
اختطفت ميشيل في أغسطس 2002 في حين كانت امرأة شابة تحاول العثور على مكان لقاء الخدمات الاجتماعية، حيث كانت تأمل استعادة حضانة ابنها جوي البالغ من العمر عامين، الذي كان قد تم وضعه في الحضانة.
وتم أخذ الطفل بعيدا عنها عندما قام صديق والدتها بكسر ذراعه أثناء نوبة من العنف، و هو الآن يبلغ من العمر 14 عام، وربما لن يعرف أبدا هوية ولادته .
ويمثل وشم آخر وجه عملاق، تقول عنه : "هذا الوشم يمثل حياتي في الماضي، وحياتي في المستقبل".
وأطلق سراح ميشيل من المنزل عندما أدركت أماندا بيري - إحدى إمرأتين كانتا في المنزل أسيرة ، والآخري كانت جينا ديجيسوس - أن الرجل نسي أن يقفل الباب.
هربت بيري من المنزل مع ابنتها البالغة من العمر ست سنوات - والتي كانت قد أنجبتها بعد تعرضها للاغتصاب من قبل كاسترو – صاحب المنزل – وأجرت بعض اتصالات، مما أدى إلى اكتشاف الأسيرتين الأخرتين.
بعد عملية الإنقاذ، التي تصدرت عناوين الصحف العالمية، بدأت ميشيل في وضع كتاب تروي فيه تفاصيل اختطافها والاعتداء عليها، وتعذيبها على يد كاسترو. وقالت أنها أيضا ستقود حملات للتوعية ضحايا هذه الجرائم.
وتقول : "أريد أن يعرف الناس أنني لست مجرد قصة على شاشة التلفزيون. أنا شخص لديه مشاعر حقيقية."
وقررت ميشيل عدم اتخاذ الخطوات القانونية من أجل استعادة حضانة ابنها المراهق، لأنها تدرك أن الفوضى والصدمة يمكن أن يؤدي بحياته، وتقول أن "ولادة إبني في أكتوبر 1999 كان واحدا من أسعد الذكريات في حياتي".
وخلال مقابلة مع مجلة "نيوزويك"، أوضحت ميشيل كيف قام كاسترو بجذبها في البداية إلى سيارته، حيث اخبرها أنه يعرف الاتجاه إلى مركز الخدمات الاجتماعية حيث يتوجب عليها الحضور، ثم أقنعها بالذهاب إلى منزله بزعم أن كلبته أنجبت عدد من الجراء، وأقنعها أنها يجب أن تأخذ واحدة من الجراء لطفلها.
وبمجرد دخولها إلي العقار، قام كاسترو بتقييدها بالسلاسل والأسلاك في غرفة نوم في الطابق العلوي، واغتصبها أكثر من مرة، وتقول عن ذلك أن أول ما جاء في بالها حينها أنها ستلقي حتفها في هذا المكان .
رغم أنها لم تمت، ظلت مميشيل حبوسة في المنزل لمدة ما يقرب من 4000 يوما، تعرضت خلالها للاغتصاب مرارا وتكرارا، ومنعت من الاستحمام، واضطرت لقضاء حاجتها في دلو. الآن، كامرأة حرة، تجد ميشيل الأشياء البسيطة - مثل مشاهدة الغيوم - رائعة.
كاسترو، الذي ألقي القبض عليه في غضون ساعات من إنقاذ فارس يوم 6 مايو 2013، أقر بأنه مذنب في 937 تهمة جنائية بين الاغتصاب والخطف والقتل، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة دون فرصة الإفراج المشروط، بالإضافة إلى 1000 سنة من الاحكام . ولكنه انتحر في زنزانته بعد شهر واحد فقط من فترة سجنه.