القاهرة : أ ك ف . الترجمة.
قضى البرازيلي باولو هنريكي ماتشادو حياته ما يقرب من ربع قرن في المستشفى، توفت والدته بعد يومين فقط من ولادة الطفل المصاب بنسبة شلل الأطفال الناجمة عن مرض شلل الأطفال، وتركته غير قادر على إعالة نفسه.
ويحتاج باولو إلى مساعدة مستمرة من جهاز التنفس الاصطناعي، كما أنه لا يستطيع المشي دون مساعدة، وترك المستشفى بالكاد 50 مرة فقط منذ يوم ولادته .
ولكن على الرغم من حالته المنهكة، قام باولو بتعلم الرسوم المتحركة الكمبيوتر، وصنع فيلما عن حياته، استنادا إلى قصة " أفضل صديق" ، والتي كانت بطلتها اليانا زوجي، التي تعاني أيضا شلل الأطفال في مرحلة الطفولة، وتعيش في مشفي كلينيكاس ساو باولو منذ ذلك الحين. بعد إصابتها بمرض معدية يصيب الأطفال دون سن الخامسة .
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" أجبر باولو على العيش في ما كان يسمى "طوربيد" – وهو نظام طبي لتنظيم التنفس - خلال سنواته الأولى، واضطر لخلق عالمه الخاص داخل حدود المستشفى.
وكان يستكشف أروقة كل جناح في كرسيه المتحرك، ويتجول في غرف الأطفال الآخرين، وهي لعبته الوحيدة.
ولكن، مع متوسط العمرالمتوقع للمصابين بهذا المرض قد مضي بالنسبة له من عشر سنوات، وشاهد باولو وإليانا جميع أصدقائهما يموتون، واحدا تلو الآخر.
لم يفهم الأطباء لماذا عاش باولو وإليانا أكثر من الآخرين، لكنهم يقولون التجربة في حد ذاتها جلبت لهم الكثير من الحزن .
وتعد حياة باولوا في خطر مرتفع بالنسبة لإليانا، ولذلك نادرا ما يخرجان خارج المستشفى. ولكن مع تقدم التكنولوجيا يسمح لهما أحيانا ببعض الحرية لرؤية العالم مثل الناس العاديين، وكانت أروع رحلة قاما بها في التسعينات عندما ذهبا لقضاء بعض الوقت علي الشاطيء.
ويقول باولو عن هذه التجربة : "تمكنت من رؤية الشاطئ لأول مرة عندما كان عمري 32 عاما، فتحت باب السيارة ورأيت البحر لأول مرة في حياتي، وكنت أفكر ما هذا؟"
وتقول إليانا، إنها بنيت صورة البحر بناء على الأفلام والصور والبطاقات البريدية التي رأتها، وتضيف : "أخذانا من المركبات، وكان باولو في كرسي متحرك، ودفعوا سريري على الرمال".
ولأنهما عاشا في المستشفى فترة طويلة، سمحت إدارة المشفي لهما بتزيين غرفتيهما بالطريقة التي يحبانها، واقتسما الغرفة معا، وكان كل جزء مزين تبعا لذوق صاحبه، حيث زين باولو جانبه بتذكارات الأفلام، في حين كان جانب إليانا مليء بالكتب والدمى.
بالطبع لم يذهبا الي المدرسة أبدا، ولكن ذلك لم يمنعهما من الحصول على التعليم، في الواقع، إليانا تعمل كمؤلفة، وتقضي وقتها إما في الكتابة أو الرسم باستخدام فمها، بينما يستخدم باولو مهاراته في الرسوم المتحركة علي الكمبيوتر، جنبا إلى جنب مع مشاركة إليانا القصص، ويعمل الآن علي تقديم فيلم رسوم متحركة 3-D عن مغامرات ليسا وصديقاتها.
وفي مايو من هذا العام، تمكن باولو من كسب 45 الف جنيه استرليني من خلال حملة على الإنترنت لتحقيق حلمه في صنع الرسوم المتحركة.
يقول إن شخصياته واقعية لأنها : "نابعة من شخص غير معاق" وأضاف: "أنا أعلم بالضبط ما الصعوبات التي نواجهها".