القاهرة : الأمير كمال فرج.

شكا مضيفو شركة دلتا للطيران من إن الزي الرسمي الجديد وهو عبارة عن قمصان أرجوانية وبنطلونات رمادية يتضمن مواد كيميائية سامة تتسبب في عدد من المشكلات الصحية.

وذكر تقرير نشرته صحيفة Business Insider أن "الشكاوى الصحية تجعل دلتا من أحدث خطوط الطيران لديها موظفون يعانون من مجموعة من الأعراض التي يقولون أنها مرتبطة بزيهم الرسمي، حيث قدمت مضيفات الطيران في ألاسكا للطيران شكاوى مماثلة عام 2012 ، وبدأ موظفو الخطوط الجوية الأمريكية يشكون من مشكلات صحية مماثلة عام 2016".

وظائف مهددة

قال مضيفو الطيران في الخطوط الجوية الثلاث أنهم واجهوا مقاومة من أرباب عملهم عند الإبلاغ عن المشكلات ، بما في ذلك مطالبة الشركة بزي رسمي آمن. في بعض الحالات ، تم رفض طلبات الإجازات الطبية وطلبات ارتداء أزياء مختلفة ، وأكد بعض المضيفين إن وظائفهم مهددة.

"دلتا"، التي لديها أكبر مجموعة من مضيفات الطيران غير النقابين في الولايات المتحدة ، تعاملت مع شكاوى موحدة بشكل غير متسق ، حسب رأي بعض الموظفين ، بطريقة غير عادلة . عززت المخاوف من تأجيج حملة تنظيمية بين موظفي دلتا الذين يعملون مع رابطة مضيفات الطيران (AFA) ، والتي تمثل مضيفات الطيران في 20 شركة طيران.

قالت رابطة مضيفات الطيران إنها ستجمع وتختبر قطعًا موحدة من الزي لمحاولة الإجابة بشكل قاطع عن سبب المشكلة الصحية إن وجدت.

أمراض غامضة

ولكن على الرغم من أن القضية تحتل مكان الصدارة في حملة العلاقات العمالية، وحيث أن "دلتا" بدأت عالمياً في وضع سياسات موحدة للزي، واجهت المضيفات في الرحلة 18 شهرًا من الأمراض الغامضة، مما أدى إلى ثقافة متنامية من الشائعات والمخاوف بشأن العواقب الصحية والأمن الوظيفي والعبء المالي.

تحولت دلتا إلى أحدث زي ، الذي صممه زاك بوزين Zac Posen مع لاندز آند Lands 'End ، في عام 2018، وكان أول زي جديد منذ عام 2006، بعد ذلك بفترة قصيرة ، بدأ بعض مضيفات الطيران يلاحظون أعراضًا غريبة - وخاصة النساء ، وبعض المضيفن الذكور أيضًا.

مشاكل جلدية

وقالت أحد مضيفات الطيران اللائي عانين من مشاكل جلدية حادة نجمت عن التعرض للمواد الكيميائية في الزي الجديد: "بدأت ببقع صغيرة". "لم أكن أعرف ما كانت عليه. آخر شيء ستفكر فيه هو ملابسك."

نفس الأمر حدث من المضيفات الآخريات اللائي تحدثن بشرط عدم الكشف عن هويتهن، لأنهن لا زلن يعملن لدى شركة الطيران وكن قلقات بشأن الانتقام الوظيفي .

وقالت مضيفة، أن "طفح الجلد استمر في اشتداد وتفاقم، ولاحظت أنه كان أسوأ بعد أيام العمل". ذهبت إلى الرعاية العاجلة عدة مرات أثناء عمليات التوقف في مدن مختلفة ، وتساءلت عما إذا كانت الحساسية السبب، أو ربما واجهت بق الفراش في الفندق.

في نهاية المطاف ، حددت موعدًا مع أخصائي الأمراض الجلدية في أتلانتا ، حيث تقيم. على الفور ، قال الطبيب إن "خلايا البقع تبدو وكأنها ناتجة عن التعرض للسموم". وبعد أن فحص مضيفات من طيران ألاسكا والخطوط الجوية الأمريكية، قال إنه "من المحتمل أن يكون السبب الزي الجديد". وقالت مضيفة طيران أخرى إنها إشتبهت في أن الزي الرسمي على الفور.

صداع وتعب

تقول المضيفة "بدلاً من خلايا النحل أو الطفح الجلدي ، أصبت بالصداع النصفي ، الذي لم أتعرض له من قبل ، وأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا ، بما في ذلك التعب الشديد".

في البداية ، كانت تشك في أن السبب الرئيسي هو المئزر الموحد ، الذي كان قاسياً بشكل غير طبيعي وموضوع مجموعة متنوعة من الشكاوى المبكرة.

عندما أخبرت مديرتها عن مخاوفها ، قالت المشرفة إن الشركة تعمل على "جعل المئزر أكثر راحة" ، متجاهلة المخاوف الصحية. تقول المضيفة "توقفت عن ارتداء المئزر ، لكن مشاكلها الصحية استمرت".

وقالت موظفة أخرى إنها بدأت تلاحظ الأعراض في غضون شهر تقريبًا من ارتداء الزي الجديد. وقالت "بدأت أواجه مشكلات في التنفس وسيلان في الأنف وسعال جاف للغاية في مؤخرة الحلق، وانتهى بي الأمر بحمى وعدوى في الكلى".

صبغة أرجوانية

قالت مضيفات دلتا الحاليين والمتقاعدين الذين تحدثت إليهم Business Insider ، أن موظفين آخرين يعانون من مجموعة متنوعة من الأعراض مثل تساقط الشعر والجيوب الأنفية ومشاكل الجهاز التنفسي ، وعدم انتظام ضربات القلب ، وارتفاع ضغط الدم ، والدوار ، والقلق ، وضعف أجهزة المناعة ، والتغيرات الهرمونية.

قال العديد من مضيفات الطيران إنهم سمعوا شائعات بأن بعض الأمهات الجدد لاحظن وجود صبغة أرجوانية في حليب الأم ، على الرغم من أن الصحيفة لم تكن قادرة على التحدث مع أي شخص عانى من هذه التجربة بشكل مباشر.

 معادن ثقيلة

جوديث أندرسون أخصائية صحة صناعية. عملت لمدة 20 عامًا في جمعية مضيفات الطيران ، التي تمثل طاقم الطائرة في 20 شركة طيران.

على مدار حياتها المهنية ، كان اهتمامها الرئيسي هو العمل على تحديد ومنع التعرض للمواد الكيميائية في كابينة الطائرة - مع التركيز على أشياء مثل حلول التنظيف أو الأبخرة الناجمة عن وقود الطائرات.

وقالت: "بعض المواد الكيميائية التي تعلمنا أن نبحث عنها في ألبسة ألاسكا كانت معادن ثقيلة مثل النيكل والكروم ، وكذلك الأصباغ المهيجة والحساسية". "أيضا مثبطات الفورمالديهايد واللهب - القائمة تطول".

وتابعت أندرسون "لقد اختبرنا تلك الملابس ووجدنا مواد كيميائية مماثلة كانت في ألاسكا". "ليس هذا كل شيء ، فهناك الكثير من المواد الكيميائية التي يجب البحث عنها في الملابس ، ولكن هناك الكثير من التداخل ، مثل المعادن والأصباغ والفورمالدهايد، والآن طرحت هذه المسألة مع دلتا ، بالإضافة إلى تقارير عن صبغة أرجوانية تنزف على جلد الناس".

غياب القواعد

 قالت أندرسون إن عدم وجود رقابة على سلسلة التوريد العالمية للزي الرسمي ، مع عدم وجود اختبار قبل توزيع القطع على الموظفين ، أدى إلى تطبيق عشوائي، وهو ما يفسر جزئيًا سبب بعض المشكلات التي واجهها بعض الموظفين فقط.

وقالت "لا توجد قواعد للمحتويات الكيميائية في الملابس، هناك توصيات بشأن الحد الأقصى المسموح به من بعض المواد الكيميائية ، ولكن لا توجد قواعد تنص على أنه إذا قمت باستيراد الملابس من الخارج إلى الولايات المتحدة ، فيجب اختبارها بحثًا عن أية مواد كيميائية ويجب أن تكون الكميات أقل من مستوى معين."

الحساسية الصوفية

وقالت سارة نيلسون رئيسة رابطة مضيفات الطيران "إنها قضية لم تكن متوقعة من قبل، لقد تعاملنا مع قضايا مثل الحساسية الصوفية وقضايا فردية حول أقمشة محددة. لكن هذا مختلف تمامًا"، مشيرة إلى إن عدم ظهور المشكلات الصحية باستمرار يجعل من الصعب تحديد السبب بشكل إيجابي ، وإقناع شركات الطيران بالعمل.

تقول نيلسون "من الصعب جدا تحديد السبب، لأن ذلك لا يحدث هذا فقط بين عشية وضحاها ، ويؤثر على السكان بطرق مختلفة اعتمادًا على تركيبتك الوراثية ، والتعرض في الماضي على مدار حياتك، وما قد تكون حساسًا لك.  20% من السكان يعانون من ردود الفعل الشديدة، لذلك فإن هذه المسألة تحتاج إلى وقت لمعرفة سببها بالكامل".