القاهرة : الأمير كمال فرج.
يقول علماء إن "حبة ماء" تستخدم منذ ما يقرب من أربعة عقود لعلاج التورم وفشل القلب يمكن أن تكون طفرة في مكافحة مرض التوحد عند الأطفال.
وذكر تقرير نشرته صحيفة dailymail إن "عقار البوميتانيد Bumetanide الذي لا يكلف سوى بضعة بنسات يحسن أعراض الإعاقة التنموية عن طريق زيادة الإشارات بين الخلايا العصبية، وهو مدر للبول يمكّن مرضى القلب والأوعية الدموية أو الكبد أو الكلى من إنتاج المزيد من البول وتخلص الجسم من السوائل الزائدة والملح، وتم استخدامه لسنوات لعلاج تراكم السوائل في الجسم".
لكن دراسة أجراها فريق بريطاني صيني على الأطفال المصابين بالتوحد وجدت أن هذه الحبة تساعد الخلايا العصبية على التواصل عن طريق تصحيح الخلل بين الرسل الكيميائي في الدماغ "حمض الغاما-أمينوبيوتيريك GABA " و "الغلوتامات". علاوة على ذلك ، ليس للدواء أي آثار جانبية كبيرة".
علاج فعال
قال كبير مؤلفي الدكتور فاي لي من مستشفى شينخوا في شنغهاي: "لدي العديد من الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، لكن بما أن موارد العلاج النفسي غير متوفرة في العديد من الأماكن ، فإننا غير قادرين على تقديم العلاج لهم، سيكون العلاج الفعال والآمن خبراً جيداً لهم".
وأضاف "أخبرتني والدة صبي يبلغ من العمر أربع سنوات يعيش في منطقة ريفية خارج شانغهاي تلقت العلاج ، أنه أصبح الآن أفضل في إجراء اتصالات بصرية مع أفراد الأسرة والأقارب ، وكان قادرًا على المشاركة أكثر في الأنشطة".
وأكد لي أنه "في المستقبل ، نأمل أن نكون قادرين على ضمان حصول جميع الأسر ، بغض النظر عن مكان إقامتهم، على علاج لأطفالهم."
وكشف لي أن "يوجد حوالي 700 ألف شخص يعانون من اضطراب طيف التوحد في المملكة المتحدة وحدها. إذا قمت بتضمين عائلاتهم ، فإنها تفسد الحياة اليومية لما يقرب من ثلاثة ملايين بريطاني".
وأبان أن "فحص يسمى MRS (مطيافية الرنين المغناطيسي) وجد أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وست سنوات أعطوا بوميتانيد أظهروا نسبة أقل من حمض الغاما عن أقرانهم، مما يحسن وظائف المخ".
تحسين التعلم الاجتماعي
قال البروفيسور باربرا سهاكيان ، الطبيب النفسي بجامعة كامبريدج ، مؤلف مشارك: "أنا متحمس جدا لهذا الموضوع. أعتقد أنه قد يكون إنجازًا حقيقيًا وهامًا جدًا لهذه العائلات، حيث تعد هذه الدراسة مهمة ومثيرة ، لأنها تعني أن هناك دواءًا يمكنه تحسين التعلم الاجتماعي، وتقليل أعراض فشل القلب في الوقت الذي لا تزال فيه أدمغة هؤلاء الأطفال تتطور".
قال سهاكيان "نحن نعلم أن الغاما والغلوتامات هما من المواد الكيميائية الرئيسية في المخ من أجل اللدونة والتعلم ، وقد أسفر العلاج بالبوميتانيد عن انخفاض نسبة غاما إلى الغلوتامات في منطقتين رئيسيتين - القشرة المخمليّة التي تلعب دورًا في العواطف والتعاطف والوعي الذاتي والقشرة البصرية التي تدمج وتعالج ما نراه".
وأضاف أن "التوحد يضعف التواصل الاجتماعي والعلاقات، حيث يميل الأشخاص المصابون بـفشل القلب أيضًا إلى تقييد المصالح وإظهار السلوك المتكرر، والكثير من غاما يمكن أن يؤثر على تطور الخلايا العصبية، وقد يمنع التدخل في سن مبكرة الأعراض التي تجعل حياتهم صعبة".
وقال البروفيسور تشينج بو لين من جامعة يانغ مينغ الوطنية بتايوان: "هذا أول دليل على أن بوميتانيد يعمل على تحسين وظائف المخ، ويقلل من الأعراض عن طريق تقليل كمية مادة غاما الكيميائية في الدماغ، فهم هذه الآلية هو خطوة رئيسية نحو تطوير علاجات دوائية جديدة وأكثر فعالية."
علامة بيولوجية
تمت الموافقة على استخدام البوميتانيد لأول مرة عام 1983. الدراسة التي نُشرت في Translational Psychiatry تتبع الأبحاث التي أجريت على الفئران والتجارب السريرية الصغيرة التي تشير إلى أنها تعمل ضد مرض التوحد.
العلاجات الحالية للأطفال هي في الأساس تدخلات سلوكية ، مثل استخدام اللعب والأنشطة المشتركة بين الوالدين وطفلهم لتعزيز المهارات اللغوية والاجتماعية والمعرفية.
إن اكتشاف أن بوميتانيد يغير التركيزات النسبية لـ GABA إلى الغلوتامات قد يوفر أيضًا علامة بيولوجية مفيدة لتأثير الدواء. وقال الباحثون إن هناك حاجة الآن إلى مزيد من الدراسات التي تشمل عددًا أكبر من الأطفال لتأكيد النتائج.