القاهرة : أ ك ف. الترجمة .

بعد تحذير الخبراء، هل يجب علي الشبان تجميد الحيوانات المنوية في حال أرادوا أن يصبحوا آباء في وقت لاحق في الحياة.

وجد الباحثون أن السائل المنوي يتأثر بالعمر، حيث يلاحظ انخفاض ملحوظ في جودة السائل المنوي كل عشر سنوات، كما يحدث انخفاض في عدد الحيوانات المنوية وسرعتها ، وهو ما يمكن أن يجعل من الصعب حدوث الحمل، كما أن انخفاض جودة السائل المنوي يمكن أن يزيد من مخاطر ولادة طفل يعاني من صعوبات التعلم.

ولطالما كان هناك اهتمام متزايد بعمر الأمهات، حيث حذر الأطباء من مشاكل الخصوبة التي تتعرض لها النساء عند تأجيل إنجاب طفل، وغالبا من أجل حياتهن المهنية، لذلك حذرت دراسة قدمت في الجمعية الأمريكية للطب التناسلي في بالتيمور، أن الرجال أيضا من تأجيل الانجاب.

ووفقا لمكتب الإحصاء الوطني، ارتفع متوسط سن الأبوة في إنجلترا وويلز من 31 عاما في بداية التسعينات، إلى ما يقرب من 33 بحلول عام 2013 .

ورصد خبراء من جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الجودة المتغيرة لنطف 500 شابا ممن تبرعوا بانتظام في بنك الحيوانات المنوية في ماساشوستس، على مدى عشر سنوات، واكتشفوا أن عدد الحيوانات المنوية وحركتها أظهرتا "تراجعا كبيرا" خلال تلك الفترة.

زار الرجال بنك الحيوانات المنوية في المتوسط مرتين في السنة بين عامي 2003 و 2013 ، وكلما تقدموا في السن، كانت قدرة الحيوانات المنوية على مواجهة  التجميد تنخفض أيضا، وتقل فرصة نجاة خلايا الحيوانات المنوية المفيدة من عملية الذوبان.

وخلص معدو الدراسة إلى أنه ينبغي علي جميع الرجال أن يفكروا بجدية في أمر تجميد الحيوانات المنوية مبكرا.

ويقول الدكتور جريس سينتولا من مركز نيو انجلاند ، الذي أشرف على هذه الدراسة: "كان الهدف دراسة معالم السائل المنوي من الرجال البالغين الشباب الذين قدموا عينات من السائل المنوي على مدى عشر سنوات في نفس المنشأة، لقد كان هناك انخفاض في نوعية المني بين الشبان خلال هذه الفترة، إضافة إلى الانخفاض في العدد".

وأضاف "قد يكون من الحكمة بالنسبة للرجل مراجعة قرار تجميد الحيوانات المنوية إذا كان يفكر في تأخير الحمل حتى بعد سنوات سن متقدمة".

ولا توفر وزارة الصحة البريطانية خدمة تجميد الحيوانات المنوية، ولكن العيادات الخاصة تقدم هذه الخدمة مقابل 300 £ في السنة، بالإضافة إلى تكاليف علاج الخصوبة عندما يريد رجل استخدام الحيوانات المنوية المجمدة لتلقيح امرأة.

ودعا أستاذ أخلاقيات علم الأحياء الدكتور كيفن سميث مؤخرا الرجال والشباب لتقديم الحيوانات المنوية الحرة لتجميدها في سن 18 عاما، وقال، أن "هناك حاجة لإجراء التجميد لتجنب الانخفاض التدريجي في قدرات الإنسان على المدى الطويل".

وأضاف، ـ في تقرير نشر بمجلة "آداب مهنة الطب" في يونيو: "من حيث المبدأ، سيكون واضحا للشبان، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاما فأكثر، السن المناسب للتفكير في تخزين السائل المنوي حتى تكوين أسرة في سن أكبر".

ولكن لا يتفق كل الخبراء مع هذا الرأي، يقول خبير الخصوبة، أستاذ أمراض الذكورة بجامعة شيفلد آلان بيسي، "ينبغي تعزيز الفوائد من وجود أطفال في وقت مبكر، بدلا من تشجيع الشباب علي تجميد السائل المنوي" .

وأضاف : "ما يهمني أكثر هو استنتاج مفاده أن التغيرات المرتبطة بالعمر في نوعية الحيوانات المنوية يؤثر نوعا ما علي الحالة الصحية العامة، مما يدفع الشبان بشكل جماعي إلي تجميد حيواناتهم المنوية، ومع أن هذا قد يكون جيدا من الناحية التجارية – من مصلحة القطاع الخاص - البنوك الحيوانات المنوية، فإنه يبدو من وجهة النظرالاقتصادية للمجتمع مجرد "هراء" ، ويؤدي إلى تحول كبير في استخدامنا لمفهوم المساعدة".

وأوضح بيسي قائلا "إذا كان لدينا مثل هذه الأموال المتاحة، يجب استخدامها لتثقيف الشباب حول فوائد تكوين أسرهم في سن مبكرة، ودعمهم اقتصاديا واجتماعيا لتوفير هذا الخيار".