القاهرة : الأمير كمال فرج.

في الوقت الذي يطالب فيه العاملون الصحيون في الخطوط الأمامية لوباء الفيروس التاجي بمعدات الحماية الشخصية ، انتشرت الجهود التطوعية لتصنيع أقنعة مخيطة باليد وتسليمها إلى المهنيين الطبيين بسرعة عبر الإنترنت. لكن هذه الجهود أعاقتها أنظمة الإشراف الآلية على المحتوى على فيسبوك خلال الأسبوع الماضي.

وذكر تقرير نشرته صحيفة The New York Times أن "منظمو حملات الخياطة الذين استخدموا الشبكة الاجتماعية لتنسيق حملات التبرع أكدوا أن أنظمة فيسبوك هددت بحظر منظمي أقنعة الخياطة اليدوية من النشر أو التعليق ، مما أدى إلى إسقاطهم في ما يُعرف بالعامية "سجن الفيسبوك".

وقالوا إن فيسبوك هدد أيضا بحذف الجماعات. وقالوا إن هذه المسألة أثرت على صناع الأقنعة اصنعها بنفسك في ولايات مثل بنسلفانيا وإلينوي وكاليفورنيا.

كافح فيسبوك منذ فترة طويلة للتمييز بين المحتوى الضار والمضار على موقعه. في حين أن عملاق وادي السليكون قد اعتمد على الأنظمة الآلية للإبلاغ عن المشاركات التي تنتهك شروط الخدمة وإزالتها ، إلا أن هذه الأنظمة قد تواجه مشكلة في اكتشاف الفروق الدقيقة بين الضار والجيد،  ويمكن أن تكون في بعض الأحيان شديد العدوانية أو ترتكب أخطاء في تحديد ما قد يلزم إزالته.

في الأسابيع الأخيرة ، عمل فيسبوك على تضييق الخناق على محتوى الفيروس التاجي المحتمل أن يكون ضارًا. وأنشأ فرقًا للتعامل مع المشكلة، وحظر أنواعًا معينة من المشاركات ذات الصلة بالفيروس تحديدًا.

على رأسال قائمة كانت هناك إعلانات للأقنعة ومعقم اليدين وآخرين يتطلعون إلى الاستفادة من بيع معدات السلامة. حظر فيسبوك الإعلان عن مثل هذه المعدات في الشهر الماضي ، وأزال تقريبًا جميع المشاركات المتعلقة ببيع الأقنعة عبر قسم  السوق Marketplace الذي يشبه موقع كريجزليست Craigslist ، وهو موقع وشبكة إعلانية عبر الإنترنت، و يعرض إعلانات مجانية على الانترنت

ولكن مع تكثيف الشركة جهودها للقضاء على المحتالين وغيرهم من الأوغاد ، قد يكون المنسقون المتطوعون قد وقعوا في مرمى النيران المتبادلة.

قال فيسبوك في بيان: "إن الأنظمة الآلية التي أقمناها لمنع بيع الأقنعة الطبية التي يحتاجها العاملون في المجال الصحي أعاقت دون قصد بعض الجهود للتبرع بالإمدادات". "نحن نعتذر عن هذا الخطأ ونعمل على تحديث أنظمتنا لتجنب مثل هذه الأخطاء في المستقبل. لا نريد أن نضع عقبات في طريق قيام الناس بعمل جيد ".

ومن بين المتضررين نيكول يوكيم ، وهي طالبة في كلية كوبر الطبية بجامعة روان في كامدن ، نيوجيرسي، نشرت مؤخرًا تعليقا على فيسبوك داعية الأشخاص لاستخدام الأدوات المنزلية لعمل نسخهم الخاصة من الأقنعة للتبرع للعاملين الطبيين.

كسبت منظمة يوكيم التطوعية ، Sew Face Masks Philadelphia الآلاف من المؤيدين منذ أن أصبحت نشطة في أوائل مارس. اشترك أكثر من 3500 شخص في صفحة مجموعتها على فيسبوك وحدها.

قالت السيدة يوكيم  (33  عاما)، "أصبحت منصتنا أكثر من أداة مفيدة لأفراد مجتمعنا للتفاعل مع بعضهم البعض".

ولكن خلال الأيام القليلة الماضية ، قالت السيدة يوكيم  إن أنظمة فيسبوك وضعت علامة على بعض مشاركات المجتمع ، واصفة إياها بأنها تخرق إرشاداتها ضد السلع والخدمات الخاضعة للوائح.

وتم تحذير أولئك الذين تم الإبلاغ عن مشاركاتهم أو إزالتها ، وتهديدهم في النهاية بعدم القدرة على النشر أو التعليق على الموقع إذا تم الإبلاغ عن مشاركات أخرى.

قالت ميليسا ناب ، مديرة أقنعة Sew Face لـ Quincy ، وهي مجموعة العاملين في مجال الرعاية الصحية على فيسبوك، إنها تلقت العديد من الرسائل التي تهدد بالحد من منشوراتها. كما اشتكى مشرفو مجموعات مماثلة في رسائل خاصة على فيسبوك من أنهم تلقوا تحذيرات.

الرسائل المشوشة من الوكالات الحكومية حول ما إذا كان يجب على الأشخاص استخدام أقنعة الوجه ربما تكون قد فاقمت المشكلة. حذر المسؤولون في البداية الناس من شراء معدات واقية شخصية مثل الأقنعة، خوفًا من عدم وجود ما يكفي للعاملين في مجال الرعاية الصحية. لكن الأسبوع الماضي ، نصح مركز السيطرة على الأمراض الناس بالبدء في ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة.

قال المشرفون إنهم يعتقدون أن الرسائل المختلطة أدت إلى الارتباك في بعض المنصات التقنية الكبيرة ، بما في ذلك فيسبوك.

قالت السيدة يوكيم  : "نحن ندعم فيسبوك في جهودهم لإزالة المبيعات غير الأخلاقية" من منصتهم. "لكننا نأمل أن يتمكنوا من تحديث إجراءاتهم لحماية منظمات المجتمع مثل منظماتنا."