القاهرة : الأمير كمال فرج.

علمت صحيفة الغارديان البريطانية أن علماء يعملون في الجيش الأمريكي صمموا اختبارًا جديدًا يمكنه التعرف على الفيروس التاجي  Covid-19 في الأشخاص قبل أن يصبحوا معديين وينشرون المرض، قبل أربعة أيام من الاختبارات الحالية، وهو ما يمكن أن يكون انفراجة كبيرة في الحرب ضد الفيروس.

ذكر تقرير نشرته صحيفة  The Guardian أن "الاختبار برز من مشروع وضعته وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة التابعة للجيش الأمريكي (داربا Darpa) التي تهدف إلى التشخيص السريع للجراثيم أو التسمم بالحرب الكيميائية، وعندما إندلع الوباء أعيد استخدام العقار على عجل، ومن المتوقع أن توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدام العقار في الطوارئ (EUA) في غضون أسبوع تمهيدا لطرحه".

وقال رئيس مكتب التقنيات البيولوجية في Darpa، الدكتور براد رينجيسن ، لصحيفة الغارديان إن الإختبار الجديد يسد فجوة تشخيصية في جميع أنحاء العالم، وإذا حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ، فمن المحتمل أن "يغير قواعد اللعبة" لأن الاكتشاف المسبق للعدوى سيحسن كفاءة برامج الاختبار والتتبع ، وعمليات الإغلاق أو الفتح في جميع أنحاء العالم.

تشخيص مبكر

قال البروفيسور ستيوارت سيلفون ، الذي يقود فريق البحث في مستشفى "جبل سيناء" في نيويورك:  إن "الهدف من البحث تطوير اختبار تشخيصي مبكر لإستجابة الدم لفيروس Covid-19 ".

وأضاف إن "نهج الاختبار، الذي ينظر في استجابة الجسم لـ Covid-19 ، سيسفر عن نتائج مبكرة أفضل من اختبارات مسحة الأنف الحالية التي تبحث عن الفيروس نفسه، ونظرًا لأن الاستجابة المناعية للعدوى تتطور على الفور ، من المتوقع أن يوفر اختبار Covid-19 تشخيصًا أكثر حساسية لعدوى المرض".

من المتوقع أن ينشر كل من مستشفى جبل سيناء وجامعة ديوك وبرينستون طرقًا شبيهة بالتجارب على الإنترنت للعلماء حول العالم، وإذا تم منح الاختبار ترخيصا للاستخدام في حالة الطواريء EUA ، سيتم تطبيقه في الولايات المتحدة في النصف الثاني من شهر مايو. الموافقة غير مضمونة ، لكن علماء Darpa متحمسون للاختبار للسيطرة على تفشي الموجة الثانية المحتملة.

مليون اختبار يوميا

قال الدكتور إريك فان جيسون ، الذي وضع برنامج توصيف وملاحظة (Echo) في Darpa العام الماضي لتشخيص ضحايا الحرب البيولوجية ، وأعاد توجيهه إلى Covid-19، "نحن متحمسون للغاية. يمكننا تنفيذ هذا الاختبار بأسرع ما يمكن ، ولكن في نفس الوقت المشاركة مع الآخرين الذين يرغبون في تنفيذه في بلدانهم، آملا أن يلتقط الاختبار الخلية قبل أن تصبح معدية.

قال جيسون: "لدينا أدلة على أن تشخيص الفيروس ممكن في الساعات الأربع والعشرين الأولى للإنفلونزا، ما زلنا بصدد إثبات ذلك مع Covid-19، وبعد التصريح لاستخدام الإختبار في حالة الطواريء EUA  من المحتمل إجراء من 100 ألف إلى مليون اختبار يوميًا في مايو".

عزل الحالات

سيكون الاختبار وسيلة لعزل الحالات المسببة للعدوى وإغلاق سلاسل العدوى، كما يمكن أن يقلل بشكل كبير من عدد الأشخاص المعرضين للعدوى لخفض فترات الحجر الصحي ، بما في ذلك حاملي Covid-19 ، الذين سيعودون إلى العمل في غضون أيام.

وقال كريس لينثويت ، الرئيس التنفيذي لشركة Fluidigm ، وهي شركة تكنولوجيا علوم الحياة في كاليفورنيا التي تعد جزءًا من المشروع ،"سيكون هذا الاختبار مهما ، عند العودة إلى المكاتب ، والمستودعات والمصانع"

أعلنت حكومة المملكة المتحدة عن خطط لإعادة تشغيل برنامج تتبع جهات الاتصال قبل أسبوعين. كان هدف بريطانيا المعلن 100 ألف اختبار يوميًا بحلول نهاية أبريل، 700 ألف شخص في الأسبوع ، بما في ذلك أولئك الذين ليس لديهم أعراض. دول أخرى مثل كوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا لديها بالفعل أنظمة تتبع فعالة ، ولكن يمكن اكتشافها مبكرًا.

ينظر خبراء Darpa أيضًا إلى العاملين المحتملين في مجال الرعاية الصحية الوقائية وغيرهم في الوظائف عالية الخطورة ، وكذلك أولئك الذين يعيشون في مجتمعات قائمة بذاتها أو معزولة مثل دور الرعاية والسجون أو على متن السفن.

 تفاعل البوليميراز

يستخدم الاختبار نفس آلات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) المستخدمة لفحص المسحات الأنفية مع الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالفيروس. قال فان جيسون: "تعديل بسيط". "البنية التحتية موجودة بالفعل."

وتفاعل البوليمراز المتسلسل طريقةٌ مُستعملةٌ بشكلٍ واسعٍ في علم الأحياء الجزيئي، حيثُ تعمل على إنتاجٍ سريعٍ لمليارات النُسخ من عينةٍ خاصةٍ للحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين، مما يُمكن العلماء من أخذ عينةٍ صغيرةٍ جدًا من الـ DNA وتضخيمها إلى كميةٍ كبيرةٍ تكفي لدراستها بالتفصيل

تتشابه القيود مع تلك التي تمت مواجهتها بالفعل في دول مثل بريطانيا وتعتمد على قدرة تفاعل البوليميراز السلسلي ومخزونات الكواشف الكيميائية واللوجستيات. يمكن أن تستغرق النتائج ساعة أو أكثر إذا كان يجب إرسال عينات إلى المختبرات.

مثل الاختبار الفيروسي ، هناك نوع جديد من الجزيء يسمى RNA لإجراء اختبارات دم جديدة. في هذه الحالة هو حمض نووي ريبوزي رسول (mRNA). قال سيلفون "إن حمض نووي ريبوزي رسول MRNA هو جزء من الاستجابة المناعية للعدوى الفيروسية". "إن مستويات التعبير MRNA تتكيف مع وجود covid-19، وفهم الاستجابة المناعية هو مفتاح محاربة Covid-19. "

فترة حضانة Covid-19 حوالي خمسة أيام ، وفي هذه المرحلة يُفترض أن الناس معديون. هذا أيضًا عندما يمكن الكشف عن الفيروس عن طريق اختبارات مسحة الأنف الحالية. قال فان جيسون: "إنهم يقومون بهذه المهمة ، ويخبرونك فقط أنك مريض. ربما بعد أربعة أيام من هذا الاختبار الجديد".

مستويات الدقة

يظهر البحث مستويات دقة فوق 95٪. قال فان جيسون: "هذا شيء يجب مراقبته ، لأنه سيتغير حتمًا، سيرتفع أو ينخفض".

عينات الدم قد تكون أصعب من مسحات الأنف، ولكنها قد تكون أكثر موثوقية، وقد يكون اختبار المسحة صعبًا أيضا لأنه يأخذ عينة عميقة داخل الأنف.

يمكن أن تواجه الفكرة ببعض السلبيات، قال البروفيسور لورانس يونغ من جامعة وارويك، أن "الدراسات الحديثة أظهرت موثوقية منخفضة للاختبارات الحالية بسبب سوء أخذ العينات، ولكن الاختبار الذي يمكن قياسه  في الدم يمكن أن يكون أكثر موثوقية".

ومع ذلك ، كان معظم الباحثين في مستشفى "جبل سيناء" في نيويورك قلقين بشأن المشاكل المحتملة للاختبار مع الدقة والعملية، فجمع الدم هو أحد القيود المحتملة ، لأن مراكز القيادة والسيطرة غير مجهزة عادةً للقيام بذل، رغم أن الاختبار يحتاج إلى ملليلتر واحد من الدم - خمس ملعقة صغيرة -.

من المتوقع أن ينشر فريق البحث تسلسل حمض نووي ريبوزي رسول mRNA ، الذي سيتطلب من الآخرين إنشاء ما يسمى "القاعدة الأساسية". تم اتباع نهج مماثل عندما انتشر الفيروس نفسه في الصين في يناير ، وتم تطوير الاختبارات في كوريا الجنوبية وأماكن أخرى.