القاهرة : الأمير كمال فرج.

تتعامل وزارات الخارجية عادة مع كل المواقف بدبلوماسية، إذ أن عملها يقتضي ذلك، حتى في أحلك الظروف، لذلك لم يكن غريبا أن تتعامل مع تحدي COVID-19 بنفس الأسلوب، ولكن هذه المرة استلزم الأمر استخدام الدبلوماسية القوية للسيطرة على الفيروس .

قالت نايك تشينغ في تقرير نشرته في وكالة Voice of America "أعلم أن التحديق في الآخرين ليس مهذبا للغاية، لكن التحقق من الأقنعة وأغطية الوجه القماشية التي يرتديها الناس في وزارة الخارجية الأمريكية يجعلني ابتسم، ويوفر وسيلة جيدة لبدء محادثة".
 
بعض الأقنعة مصنوعة من الأقمشة السوداء على شكل النينجا، ويبدو البعض الآخر مثل قناع التزلج. هناك أيضًا بعض الأقمشة البيضاء والزهور التي تبدو محلية الصنع، والعديد من الأقنعة القياسية باللون الأزرق أو الأبيض.
 
خلال زيارة إلى الكافتيريا في مبنى هاري إس ترومان التابع لوزارة الخارجية هذا الأسبوع ، وجدت أن المنطقة الصاخبة عادة ما تكون هادئة وغير مشغولة إلى حد كبير ، كما كانت منذ بداية تفشي الفيروس التاجي.

الإبعاد الاجتماعي

تقول لافتة على أحد الطاولات التي كانت مغلقة منذ أسابيع "لأغراض الإبعاد الاجتماعي ، ستبقى مقاعد الكافتيريا مغلقة في الوقت الحالي. نطلب منك ألا تجلس في هذه المنطقة من فضلك ”، يقول ملصق آخر أن "مستوى المخاطر في المرفق لا يزال مرتفعًا".
 
أخبرني مدير كافيتريا ، كان يرتدي قناعًا ، أن "خدمات الطعام ستغلق عند الساعة 2 مساءً في منطقة جلوس أصغر حيث لم يتم إغلاق الطاولات" ، رأيت ستة من ضباط الأمن جالسين أثناء استراحة عمل بينهم عدة أقدام. يبدو أن هناك عدد قليل من الناس حول المبنى أكثر من الأسابيع السابقة.
 
خطة تدريجية

 في حين أن معظم الموظفين لا يزالون يعملون عن بعد ، بدأت وزارة الخارجية خطة تدريجية لتخفيف قيود السفر وإعادة الأشخاص تدريجياً إلى مكان العمل ، في "المكاتب المحلية" و "الوظائف الخارجية".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لـ VOA: "في الأول من مايو ، كشفت الإدارة النقاب عن الدبلوماسية القوية ، وهي نهج مرحلي قائم على الشروط لضبط عدد الموظفين الموجودين فعليًا وعدد الموظفين الذين يعملون عن بُعد استجابة لتطور ظروف COVID-19".

يتضمن التوجيه التشغيلي سياسات بشأن السفر والعمل عن بُعد، وتغطية الوجه، والتباعد الاجتماعي في الأماكن المشتركة مثل الكافيتريات.

أثناء المرحلة الأولى ، "يجب ارتداء أغطية الوجه القماشية" عندما يكون التباعد الاجتماعي غير ممكن ، وفقًا للإرشادات. تغطية الوجه "قد يتم ارتداؤها" في المرحلة الثانية، ولكن لا يوجد ذكر للأقنعة في المرحلة الثالثة.
 
من جانبه ، قال الدكتور ويليام والترز، نائب المدير الطبي للعمليات في مكتب الخدمات الطبية بوزارة الخارجية، إن قرارات وزير الخارجية مايك بومبيو بشأن إعادة الفتح "تتم يوميًا ، بناءً على الاتجاهات ، تبحث عن اتجاه هبوطي لمدة 14 يومًا"

الجانب الفضي بالنسبة لي كمراسل هو الاستمتاع بالحمام الناصع والمساحة الإضافية في غرفة الإحاطة. نظرًا للمسافة البعيدة الاجتماعية ، تكون المقاعد محدودة لإحاطات بومبيو على الكاميرا ، ويتحدث كبار المسؤولين الآخرين إلى الصحفيين عبر الإحاطات الهاتفية. ليست هناك حاجة للقتال من أجل موقف للسيارات في الشوارع بالقرب من حي فوغي بوتوم.
 
المهمة الحساسة

وفقًا لخطة "الدبلوماسية القوية" ،  خلال المرحلة الأولى يُسمح فقط بالسفر في "المهمة الحساسة". سيتم توسيع ذلك ليشمل السفر "الأساسي غير المقيد" و "السفر غير الضروري المحدود" في المرحلة الثانية ، ثم إلى "استئناف حذر" "من السفر العادي في المرحلة الثالثة.

هذا الأسبوع ، كان بومبيو في إسرائيل في لقاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وشريكه الجديد في التحالف بيني غانتس. وناقشوا القضايا المتعلقة بـ "نفوذ إيران الخبيث" في المنطقة ومكافحة جائحة COVID-19. كان بومبيو على الأرض لمدة تقل عن 9 ساعات.
 
وتأتي هذه الرحلة بعد أن مهدت المحكمة العليا في إسرائيل الطريق لنتنياهو اليميني لتشكيل حكومة ائتلافية مع زعيم المعارضة الوسطي بني غانتس بعد ثلاث انتخابات غير حاسمة العام الماضي.
 
تعد هذه أول رحلة خارجية يقوم بها كبير الدبلوماسيين الأمريكيين منذ 23-24 مارس عندما ذهب إلى كابول والدوحة لإجراء محادثات حول عملية السلام الأفغانية. منذ ذلك الحين ، اقتصرت مشاركته مع نظرائه حول العالم على لقاءات افتراضية في الغالب.
 
في نفس الفترة الزمنية قبل عام ، كان بومبيو يتنقل باستمرار ، مع زيارات إلى الكويت وإسرائيل ولبنان وشيلي وباراغواي وبيرو وكولومبيا وفنلندا والعراق وبريطانيا وبلجيكا وروسيا.

كائنات إجتماعية

قالت سفيرة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة خلال ندوة عبر الإنترنت مؤخراً "الدبلوماسيون "كائنات اجتماعية" ، وهناك تحديات نتيجة لـ COVID-19.
 
تقول "ليس لديك تلك اللحظة للانسحاب الدبلوماسي جانبًا في حفل استقبال عندما تسمع جزءًا من المعلومات المثيرة للاهتمام ، ولا يمكنك التوصل إلى حل وسط بشأن قرار ، وإيجاد الحل الوسط من دون التواجد فعليًا هناك" .
 
وقالت نسيبة "أعتقد أن هذا يدفعنا إلى أن نكون دبلوماسيين أكثر إبداعا بكثير مما كنا عليه في الماضي".