القاهرة : الأمير كمال فرج.
تعد لندن الآن موطنا لـ 150 ألفا من الناطقين بالروسية، وهي أفضل مكان لاستضافة الحدث الأكثر شهرة في العصر القيصري.
في قاعة مهجورة من الفندق جروفنر هاوس في بارك لين في لندن، كاترينا، وجوليا، وماريا وسلطانة يعزفن الفالس للمرة الأخيرة، وهي واحدة من العديد من الرقصات التي قضوا شهرا لاتقانها والتدريب عليها تمهيدا لليلة من التألق في نوفمبر للعزف في أوركسترا تشايكوفسكي يوجين.
وتحاول الفتيات ضبط خطواتهن في الزي الكامل، وهو عبارة عن فساتين طويلة البيضاء، وقفازات بيضاء وتيجان، .. في هذه الحفلة ذات الطراز الخاص والمميز والكلاسيكي يجب أن تكون الثياب بيضاء أو كريمية ، ويجب أن تكون القفازات بيضاء تصل إلى الكوع، ويجب أن يكون الكعب لا يزيد عن بوصة ونصف، كما أن ارتداء التاج أمر إلزامي.
ارتدت الفتيات إكسسوارات من اللؤلؤ الثمين الذي يبلغ قيمة الواحد منه 200 ألف إسترليني من الراعي الرسمي "الجواهري السويسري بياجيه"، الذي يرعى الحفل جنبا إلى جنب مع محلات هارودز.
ووفقا لصحيفة Daily Mail أقيم الحفل علي طراز القرن العشرين الكلاسيكي بلندن، وبدأ الضيوف يتجاذبون أطراف الحديث بعيدا باللغة الروسية، وشمل الحفل فقرات الرقص، وتناول العشاء وجمع الأموال للأعمال الخيرية جنبا إلى جنب مع القليل من المشاهير ومنهم لاعبي الكرة والأميرة أولغا رومانوف حفيدة القيصر نيكولاس الثاني والتي يعيش حاليا في كينت، والأميرة ميشيل كنت، وابنها فريدريك وندسور.
إشتمل الحفل أيضا علي بعض التقاليد البريطانية الفريدة، مثل كرة الملكة شارلوت، التي يعود تاريخها إلى أيام الملك جورج الثالث، عندما قدمت الفتيات للملكة للاحتفال بعيد ميلادها.
في أوائل القرن الـ 19 , كان هناك الكثير من الثوابت بين الطبقة الأرستقراطية الأوروبية والروسية ، وفي روسيا، توقفت إقامة الحفلات فجأة بعد ثورة 1917، حيث أعدم القيصر نيقولا مع عائلته، ولكن عادت مرة أخرى في التسعينات بعد الشيوعية.
الآن، انتشر المواطنون الروس في جميع أنحاء العالم، واستجابت الملكة إليزابيث إلى زيادة إعدادهم على ما كانت تشير لهم بـ "طعم التاريخ والثقافة الروسية والشعور الجماعي"، وكان العديد من ضيوف الحفل من روسيا ولكن البعض جاء من أوكرانيا وليتوانيا وقرغيزستان، حتى من إنجلترا.
تقول الشؤون الخارجية التي نظمت جدول الأعمال : " نعمل علي توحيد الدول والمجتمعات"، وتقول إليزابيث بشكل قاطع: "الحفلات ليست المكان المناسب لمناقشة السياسة".
وكانت رسوم التسجيل في الحفل متواضعة نسبيا، حيث كانت 200 استرليني فقط ، ويهدف الي نشر الوعي في المجموعة الجديدة الناشئة في العاصمة: الطبقة الوسطى العليا، ونشر تعليما عاليا، إلى حد كبير من البلدان الناطقة باللغة الروسية.
تدعي عاصمة المملكة المتحدة اسم "Londongrad 'لأنها موطن 150،000 من الناطقين بالروسية، ويعيش فيها الروس بأعداد كبيرة، حيث يتم احترام عطلاتهم ومقدساتهم التاريخية.
وفي هذا العام، لاقي العديد من المواطنين الروس في المملكة المتحدة ترحيبا ، مثل : هيلين ويليس البالغة من العمر 24 عاما، وهي باحثة دكتوراه .
وخلال حفل الافتتاح ستقدم الفتيات رقصة البولونيز، ثم أداء رقصة أخرى يتم الاحتفاظ بها طي الكتمان حتى ليلة، وفي نهاية الحفل سيقام الرقص على "الفالس للزهور" من تشايكوفسكي كسارة البندق.