القاهرة : الأمير كمال فرج.
سافر مصور إلى جميع أنحاء أفريقيا لتوثيق حياة المجتمعات القبلية، ورغم الفقر والظروف المعيشية البسيطة التي تعاني منها هذه القبائل . اكتشف أنها سعيدة .
قام ماريو جيرث (38 عاما)، من إرفورت، ألمانيا، بجولة في القارة الأفريقية على مدى سبع سنوات، للتقرب إلى المجتمعات التقليدية التي ترتدى جلد الحيوان، وتعيش في أكواخ مصنوعة من الطين وروث البقر.
ويقول عن ذلك لصحيفة Daily Mail : "كان أول شيء لاحظته عن القبائل كيف أنهم سعداء للغاية جميعا، إنهم يعيشون في مثل هذه البيئات القاسية، ولكن ما زال هناك وقت للمرح والضحك".
سافر ماريو إلى القرى مع دليل موثوق به، سبق أن قبلته القبائل كصديق لهم، ويقول ماريو: "شعرت بالفخر للغاية، لكوني قادرا على تصوير القبائل، أنهم ينزعجون جدا من الزوار الجدد في البداية، ولكن بمجرد أن تعرف أنك لا تشكل تهديدا عليهم ، فإنها تصبح منفتحة للغاية معك وترحب بك".
وأضاف "هناك الكثير من الناس الذين شاهدوا الصور، وقالوا لي كيف جعلتهم يفكرون في حياتهم الخاصة والمعنى الحقيقي للسعادة الحقيقية؟"
التقى ماريو بمئات من أعضاء القبائل مختلفة، بما في ذلك النساء ، والرجال والأطفال، وخلال أسفاره زار قبيلة أدي أومو في أثيوبيا، حيث أسلوب الحياة تغير بالكاد منذ آلاف السنين.
يعيش الناس حياة بسيطة على ضفاف نهر أومو، حيث يقومون بمطاردة وتربية الماشية، وتغطي النساء رؤوسهن بقطعة قماش سوداء، وتشتهر هذه القبيلة بالقلائد الملونة والأقراط، والأطفال غالبا ما يرتدون القبعات التي تبدو وكأنها قذائف لحماية رؤوسهم من الشمس.
ويعتقد أبناء القبيلة في قوة الأغنية والرقص لدفع الطاقة السلبية، وأن القبيلة سوف تزدهر مرة واحدة حين يتم التخلص من هذه الطاقة السيئة.
وفي أثيوبيا أيضا، التقى ماريو بالنساء من القبائل سورما والفأرية الذين يرتدين لوحات هائلة علي الشفاة لتكبيرها باعتبارها علامة على الجمال.
ويقول بعض علماء الأنثروبولوجيا أن "هذه الطقوس مؤلمة للغاية نوع من العنف الخاضع للرقابة؛ وهي طريقة قائمة على رؤية الدم والشعور بالألم"
عند وصول الفتاة لسن البلوغ يتم إزالة اثنين من أسنانها قبل أن يتم قطع ثقب صغير في الشفة السفلى،
ثم يتم إدخال القرص في شفتها، والتي تزداد باطراد، وتعمل علي امتداد الشفة، وبقدر زيادة حجم القرص قي شفة الفتاة يمكن لوالد الفتاة طلب المزيد من الأبقار في المهر عندما تتزوج ابنته.
ومن ناحية أخرى يشارك الرجال في طقوس أقل إيلاما من هيئة القرص، حيث يتم عمل الطلاء الأساسي من الأعشاب والنباتات المختلطة مع التربة، وفي السنوات الأخيرة، قامت بعض الشابات من القبائل برفض تقاليد خلع الأسنان وتشويه الشفاه.
وفي الوقت نفسه، من المعروف أن الرجال يقومون بندب أجسادهم بعد قتل شخص من قبيلة العدو، ويعتبرون ذلك مصدرا للفخر .
يقوم الرجال الحمر في أثيوبيا بقضاء غالبية الوقت في رعاية وتربية الماشية، والتي تستخدم أيضا لدفع المهر عندما يأخذ الرجل زوجته، وهناك تقاليد اختبار الزواج ، حيث يشارك المتقدم في حفل بقرة القفز، الذي ينطوي على محاولة قفز المتنافسين فوق صف من 15 بقرة مع الروث، وإذا فشل، لا يمكن أن يتزوج، وسيتم ضربه من قبل النساء.
وفي نفس الحفل، يتعرض أقارب الرجل للضرب الدامي وغيرهن من القريبات لخلق ما يسمي "بدين الدم" حتى يتذكروا أنه ينبغي أن تواجه أوقاتا عصيبة في المستقبل.
وزار ماريو قبيلة سامبورو بالقرب من بحيرة توركانا شمال كينيا، هذا الشعب يعيش علي تربية ما تبقى من الخراف والماعز والإبل، وتحتوي القبيلة علي ما يعرف باسم حكم الشيوخ، وهذا يعني كبار السن يحملون أعلى منصب في المجتمع، ويكون الخيار الأول عندما يتعلق الأمر بالزواج التعدد بالمزيد من الزوجات.
وقام ماريو بالسفر إلى جنوب أنجولا، لزيارة قبيلة "موموهولا" التي يعيش أفرادها على طول حدود البلاد مع ناميبيا،وفيها تقضي النساء عدة ساعات كل صباح للتجمل بقدر الإمكان، ومهمتهن الأولى هي رعاية شعرهن.
يقول ماريو: "النساء هنا يستخدمن في التجميل عناصر مثل الزبدة والزيت وروث البقر والأعشاب، ويمكن لهذه العناصر خلق نمط من كل شيء تقريبا للمرأة الرائعة " .
ويستخدم أهل القبيلة الخرز، والحجارة الملونة في التزين"، يقول ماريو: "أعتقد أن هناك فرق كبير بين حياة القبائل والعالم الغربي فيما يتعلق بالوقت، حيث نقوم باستمرار بقياس الوقت، والتسرع في الاجتماعات والمواعيد، ودائما لا يوجد ما يكفي من الوقت ".
يقول ماريو "لا تعيش القبائل بهذه الطريقة، أنها لا تقيس الوقت على الإطلاق، فالناس هنا يتمتعون بقضاء أيامهم مع أسرهم، والصيد والطبخ وصنع الأشياء - وهم من أسعد الناس أن الذين قابلتهم في حياتي."