القاهرة : الأمير كمال فرج .
مما لاشك فيه ان الموسيقى لها تأثير عاطفي كبير علينا، وقد وجد الباحثين أن الاستماع للموسيقي المفضلة تساعدنا علي الاحتفاظ بمزيد من المعلومات، خاصة إن كنا نستمع "لأغنية سعيدة" وقت المذاكرة أو التعلم .
ذكر تقرير نشرته صحيفة Daily Mail أن "جامعتان في النمسا أجرتا دراسة لتحليل تأثير الموسيقى على التلاميذ، حيث استخدمت فرق بحثية من جامعة فيينا وجامعة انسبروك، بقيادة برونو غينغراس، جهاز تتبع للتلاميذ لقياس مدي استجابة المشاركين لمقتطفات قصيرة من ألحان الموسيقى البيانو مختلفة".
أظهرت النتائج أن كلا من المحتوى العاطفي للموسيقى، وتعلق المستمع بها بشكل شخصي : تثير العوامل السائدة التي تؤثر على اتساع حدقة العين للمستمعين.
ويعتبر اتساع حدقة العين في عدد كبير من المشاركين الذين أجابوا بأن : "الموسيقى تلعب دورا هاما في حياتي"، تعبير عن ارتباط عاطفي للحن الذي يذاع.
تعاونت غينغراس مع مانويل مارين واستيلا ، الذين اختارا 80 من مقتطفات البيانو الثلاثي، وطُلب من ثلاثين مشاركا تصنيف المقتطفات على أساس مضمونها العاطفي، فيما قامت مجموعة ثانية من ثلاثين مشاركا آخرين، ممن لم يتم إخبارهم بالغرض من التجربة، وقاموا بالاستماع إلى مجموعة من المقتطفات، بينما تم قياس مدي تأثير الموسيقي عليهم عن طريق تعقب العين، ثم أجروا الاستبيان، الذي سئل عن العلاقة بين المشاركين والموسيقى.
وفقا لمانويلا مارين : ترى هذه الدراسة أن هناك "تفاعل معقد بين المحتوي الموسيقي والخصائص الفردية المستمعين، مما يؤثر علي رد فعل الحدقة عند الاستماع للموسيقى، والإستجابات العاطفية المترتبة عليها كذلك".
كما تم اجراء المزيد من البحوث، باستخدام مجموعة متنوعة من الأنواع الموسيقية، فضلا عن تحليل أكثر تطورا عن تفاعل المستمعين مع الموسيقى .
ومع ذلك، يضيف برونو غينغراس : "يظهر بحثنا بوضوح أن قياس حجم بؤبؤ العين أداة واعدة لدراسة ردود الفعل العاطفية للموسيقى، وعلاوة على ذلك، فإن ردود فعل الحدقة لا يمكن السيطرة عليها طوعا.
أظهرت الموسيقى عملية أخرى للتأثير علي القدرة علي التعلم، حيث أفادت الدراسة أن استماع الطلاب إلى الموسيقى يساعدهم على الاحتفاظ بالمعلومات أثناء الدراسة ، وأظهرت الدراسة أن الاستماع إلى الموسيقى أثناء الدراسة أو أداء مهمة يمكن أن يكون مفيدا، لأنه يحسن الانتباه والذاكرة، والقدرة على القيام بالعمليات الذهنية، وكذلك يساعد في تخفيف الاكتئاب والقلق، وتسمي هذه الممارسة "تأثير موزارت".
أجرى الدكتور نيك بيرهام - وهو محاضر في كلية العلوم الصحية في معهد ويلز - أبحاثا لاكتشاف كيف أن الموسيقى يمكن أن تتداخل مع إمكانية الذاكرة على المدى القصير، ويقول: "وجدنا أن الاستماع إلى الموسيقى سواء المفضلة أو التي لا تفضلها له نفس التأثير، وكلاهما أسوأ من حالة السيطرة الهادئة، حيث يؤثر كلاهما علي أداء مهام الاستدعاء".
وأضاف أن "الاستماع إلى الموسيقى قد يقلل من القدرات الإدراكية الخاصة بك في هذه الحالات، فمن الصعب حفظ واستذكار كلمات بالترتيب، في الوقت الذي تستمع لكلمات الاغنية في الخلفية، لذا فإني أعارض مبدأ المذاكرة في خلفية موسيقية".