القاهرة : الأمير كمال فرج.

حذر بعض العلماء من وجود أدلة متزايدة على انتقال الفيروس التاجي المحمول جواً، وهو ما يعرض أعدادا متزايدة من الناس للعدوى ، وقد أثار ذلك العديد من الأسئلة.

طرح تقرير نشرته صحيفة The Guardian الأسئلة التي تدور في الأذهان حول طريقة انتقال الفيروس في الهواء، مثل كيفية الانتقال، وكيف يؤثر ذلك على الإجراءات الإحترازية التي يجب أن نتخذها للبقاء في أمان؟.

1ـ ما هو النقل الجوي؟

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن النقل الجوي يتضمن قطرات صغيرة تحتوي على فيروسات معلقة في الهواء (الهباء الجوي) التي تبقى لبعض الوقت، ويتم حملها على مسافات أكبر من متر واحد على تيارات الهواء.

تحتوي هذه القطيرات، التي يبلغ قطرها أقل من خمسة ميكرون، على فيروس أقل من القطيرات التنفسية الكبيرة ، ولكن على عكس الأخيرة لا تسقط بسرعة على الأرض.

2ـ ما هو الدور الذي يلعبه الإرسال المحمول جواً في انتشار Covid-19؟

ليس واضحا. أظهرت بعض التجارب المعملية أن الفيروس التاجي الفعال يمكن أن يستمر في الهباء الجوي لساعات، ولكن هذه ليست "ظروفًا واقعية".

وبينما قالت منظمة الصحة العالمية أنه من غير الممكن استبعاد أن الحالات بين الناس في البيئات الداخلية المزدحمة والتهوية السيئة مثل المطاعم، وممارسة أنشطة تجمعات، ودروس اللياقة البدنية ، قد نتجت عن الانتشار المرتبط بالهباء الجوي، إلا أنه يمكن تفسير المجموعات عن طريق الإرسال عبر قطرات كبيرة.

وقال ديفيد هيمان، أستاذ علم الأوبئة والأمراض المعدية في مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي ورئيس المجموعة الاستشارية التقنية والتقنية لمنظمة الصحة العالمية المعنية بالأخطار المعدية، إن انتقال Covid-19 معروف عن طريق التعرض لقطرات كبيرة. ومع ذلك، بينما يمكن أن ينتشر المرض عن طريق الهباء الجوي ، قال إنه لا توجد علامات تذكر على أنهم يسافرون بعيدًا - باستثناء احتمال حدوث ذلك في حالة الإجراءات الطبية التي تولد الهباء الجوي.

وقال: "هناك أدلة محدودة على أن الهباء الجوي الناتج عن التحدث أو السعال أو العطس يمكن أن ينتشر أكثر من متر واحد، وبالتالي يصبح محمولًا في الهواء، وهناك أدلة محدودة على أن النقل الجوي يلعب دورًا في انتشار عدوى Covid-19".

ولكن لا يتفق الجميع على ذلك . في رسالة مفتوحة إلى منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي، أثار 239 عالمًا مخاوف بشأن انتقال الهباء الجوي، بما في ذلك على مسافات أكبر.

قال دونالد ميلتون، أستاذ الصحة البيئية في جامعة ميريلاند "لا أعتقد أنه يمكنك شرح بعض أكبر الأحداث انتشارًا مثل انتشار المجموعات بخلاف الهباء الجوي الذي يسافر أكثر من متر واحد".

3ـ ماذا يعني الإرسال المحمول جواً لأغطية الوجه؟

قال هيمان إن "أغطية الوجه القماشية مهمة لحماية الأشخاص الآخرين من مرتديها المصاب بـ Covid-19 ، خاصة عندما يكون التباعد الاجتماعي صعبًا - وهو إجراء سيكون مهمًا أيضًا إذا انتشر المرض عن طريق الانتقال عن طريق الهواء.

وقال: "إذا التقطت مثل هذه الأغطية القطيرات ، فلن تتمكن تلك القطرات من الوصول إلى الهباء الجوي، ولا يمكنها الدخول في وضع محمول جوا".

للحماية من إصابة مرتديها ، فإن أجهزة التنفس N95 هي أفضل أنواع الأقنعة. أما بالنسبة للعدوى من خلال العين، فيحذر الخبراء من أن دروع الوجه تحمي فقط من القطرات الكبيرة - ولكن يجب أن يرتديها الناس إذا كانوا قريبين من الآخرين لفترات طويلة ، مثل الحلاقين.

4ـ ماذا عن التدابير الأخرى؟

قال مؤلفا هذا المقال المفتوح إن "غسل اليدين والتباعد الاجتماعي مهمان، ولكنهما دعيا أيضًا إلى تحسينات في التهوية الداخلية، بالإضافة إلى استخدام أجهزة التحكم في العدوى المنقولة بالهواء مثل مرشحات الهواء، ومصابيح الأشعة فوق البنفسجية.

قالت كاثرين نواكس، أستاذ الهندسة البيئية للمباني في جامعة ليدز، التي وقعت الرسالة المفتوحة، إنه لا يوجد دليل يذكر على انتقال Covid-19 عن طريق الهباء الجوي لمسافات طويلة، ولكن يمكن أن يشكل الهباء الجوي خطرًا عبر الغرفة.

قال بول هانتر، أستاذ الطب في جامعة إيست أنجليا ، إن "الأدلة تشير إلى أن انتشار القطيرات كان أهم عامل يجب السيطرة عليه، ولكن إذا كان الإرسال المحمول جوا كبيرا، فقد يكون له آثار مهمة على البيئات الداخلية. وقال: "إذا كان هذا هو الحال ، فلا يجب أن يكون لدينا أي حانات مفتوحة، ولا يجب أن يكون لدينا أي صالات رياضية مفتوحة، حتى لو كان الناس يرتدون أقنعة الوجه".

وأضاف هانتر أن هذا الواقع يكشف أهمية وجود إبعاد اجتماعي لأكثر من مترين، واستخدامًا واسعًا لأقنعة N95 في المستشفيات.

5ـ هل يجب أن نقلق بشأن التهوية؟

خطر الاصابة بـ Covid-19 ، بشكل عام ، أقل في الهواء الطلق من الداخل. في الأماكن المغلقة ، توصي المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بإبقاء النوافذ مفتوحة، أو تعديل مكيف الهواء.
وقالت ليندا بولد ، أستاذة الصحة العامة بجامعة إدنبره، إن التهوية الجيدة ستكون أكثر أهمية مع إعادة فتح المزيد من الأماكن، وقد يعني التعود على فتح النوافذ حتى في فصل الشتاء.

6ـ هل تكييف الهواء آمن؟

قالت بولد: إن "الأدلة على التكييف حتى الآن ليست قوية، ولكن بعض الأنظمة التي تعيد تدوير الهواء الداخلي في المنازل أو الطائرات من المرجح أن تكون ذات فائدة محدودة، وقد تشكل مخاطر".

خلص تقرير صادر عن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها إلى أن أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء تقوم بتصفية القطرات الكبيرة التي تحتوي على الفيروس التاجي، على الرغم من أن تدفق الهواء يمكن أن يفجر القطرات على مسافة أكبر .

كما يقول التقرير أن مثل هذه الأنظمة يمكن أن تنشر الهباء الجوي المحمل بـ Covid-19 إذا تم إعادة تدوير الهواء. لكنه يضيف: "لا يوجد حاليًا أي دليل على إصابة الإنسان بفيروس Sars-CoV-2 الناجم عن الهباء الجوي المعدي الذي يتم توزيعه من خلال قنوات نظام التهوية للتدفئة والتهوية وتكييف الهواء".