القاهرة: الأمير كمال فرج.
حبات مشرقة على الياقات، واستخدام الطين في عمل المكياج، واستنزاف دماء البقر لتناول الافطار .. صور مذهلة التقطها المصور إريك لافورجو تكشف عالم السحر في كينيا.
السكان هنا أعناقهم مطوقة بالخرز، رسمت الخطوط الحمراء على ذقونهم، وازدحمت في معاصمهم الأساور التقليدية اليدوية، هذه المشاهد الملونة لنساء قبيلة سامبورو الكينية.
ولكن في حين تبدو الحبات جميلة، إلا أن المصور إريك يؤكد أن المجوهرات المتقنة هو أكثر من مجرد زخرفة، فهي ليس فقط تدل على الثروة، ولكنها أيضا تكشف عن خيوط خفية عن الوضع الاجتماعي والثقافي.
يقول لافورجو لصحيفة Daily Mail "يتم ارتداء العقود المصنوعة من الخرز، والخلاخيل المصنوعة من قطع الإطارات القديمة أساسا للزينة، ولكنها أيضا تعبر عن العلاقات، والمناسبات الخاصة."
رغم أنها قبائل منفصلة، ترتبط قبيلة سامبورو وقبيلة ريندل ارتباطا خاصا، فهناك العديد من أوجه التشابه بينهما، أهمها الشغف الخرز، فكلاهما يتكونان من الرعاة شبه الرحل الذين يعيشون في الوادي المتصدع شمال كينيا، وكلاهما يعتاشون من الأبقار.
الغذاء الرئيسي للقبيلتين هو الدم البقر، ويتم استنزافه دون قتل الحيوان، باستخدام سهم خاص يخترق الوريد، ويخلط مع الحليب، ويتبع السكان نظاما غذائيا يعتمد على البروتين الثقيل الذي يساعدهم على البقاء على قيد الحياة في واحدة من أقسى البيئات في العالم.
ولكن رغم الظروف القاسية في القبيلتين، والعمل المستمر في رعي الماسية، تهتم المرأة فيهما بجمالها، وتقضي الوقت الطويل في تشكيل العقود المتميزة لارتدائها كل يوم.
يقول لافورجو أن "الآباء في قبيلة سامبورو يمنحون الفتيات سلاسل من الخرز في سن مبكرة جدا، والطبقة الأولى من القلائد ـ وعادة ما تكون حمراء ـ تعني أن الفتاة قادرة على المشاركة في أعمال الأسرة".
قبل الزواج يتمتع المراهقون بدرجة من الحرية الجنسية، وترتدي الفتيات قلائد من الخرز الثقيل أعطيت لهن من قبل أصدقائهن، من المحاربين، وعادة ما يكون هذا المحارب من العشيرة أو الأسرة.
وينفق المحارب ما يصل الى 100 دولار، وهو مايوازي 58 جنيها أسترلينيا على شراء قلادة لصديقته، وهو مبلغ ضخم من المال بالنسبة لسامبورو، ونتيجة لذلك، يلجأ البعض لبعض الأعمال غير المشروعة لتوفير الأموال.
يقول ناموسنجو وهو محارب عمره 18 عاما "أنا بحاجة لشراء قلادة ضخمة، تظهر حبي لصديقتي، ولكن لأن سعرها مرتفع جدا بالنسبة لي، لابد لي من القيام بغارة مع أصدقائي على القبائل المجاورة لسرقة بعض الأبقار، ثم أبيعها للحصول على بعض المال".
وتقول الفتاة لاريون (15 عاما) "سأتزوج قريبا، لذلك سأعيد القلادة التي قدمها لي صديقي، لأن والدي اختار لي رجلا من عشيرة أخرى".
وأضافت أنها عندما تتزوج، سوف تبدأ تجارة ضخمة، وسوف يمنحها زوجها قلادة والأقراط من النحاس الأصفر، التي ترمز إلى الزواج في ثقافة سامبورو، ولأنه يجب أن يكون لديها أبناء، سوف تضيف قلادة أخرى.
وترتدي النساء المتزوجات في القبيلة أغطية رأس ، وإزار، وترتر، وخرز خاص لإظهار وضعهن الاجتماعي، وأيضا الثروات التي يملكها أزوجهن.