القاهرة : مصريات .
أعلن الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار المصري عن كشف آثري مذهل بمنطقة آثار سقارة، قامت به البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
تم الإعلان عن الاكتشاف وسط احتفالية موسعة بجبانة سقارة الأثرية حضرها مايقرب من 60 سفيرا أجنبيا وعربيا وإفريقيا فى القاهرة وعائلاتهم، وعدد من وكالات الانباء والصحف والقنوات التليفزيونية المحلية والاجنبية.
كشفت البعثة المصرية عن ثلاثة آبار للدفن علي أعماق مختلفة تتراوح ما بين 10 و 12 مترا بداخلهم 59 تابوتا خشبيا ملونا مغلقا مرصوصة بعضها فوق البعض، عمرها 2500 سنة.
قال الوزير العناني أنه فى البداية تم الكشف عن 3 آبار بها 13 تابوتا، ثم تم الكشف عن 14 تابوتا آخرين بها، ليصل إجمالي عدد التوابيت المكتشفة حتى اليوم 59 تابوتا، لافتا إلى أن الكشف لم ينتهى بعد؛ فقد وجدنا طبقات من التوابيت والتى سيتم الإعلان عنها لاحقا.
وأضاف أن التوابيت التي تم العثور عليها في حالة جيدة من الحفظ، ومازالت محتفظة بألوانها الأصلية، مشيرا إلى أن الدراسات المبدئية عليها أوضحت إلى أنها ترجع لعصر الأسرة 26 وأنها تخص مجموعة من الكهنة وكبار رجال الدولة والشخصيات المرموقة في المجتمع.
وأبان العناني ان هذه التوابيت سيتم نقلها الى المتحف المصري الكبير لتعرض بالقاعة المقابلة للقاعة المخصصة لعرض خبيئة العساسيف، والتي عثرت عليها البعثة الاثرية المصرية عام 2019 بالاقصر، حيث تم الكشف عن حوالي 32 تابوتا مغلقا لكنهة و كاهنات من الاسرة 22.
وأوضح الوزير أن هذا الكشف تضمن أيضا عشرات من التماثيل وليس توابيت فقط منها تمثال من البرونز (نفرتوم) والذي يعد من أروع ما يمكن.
وقال أنه تم الإعلان من قبل عن أكثر من كشف أثري بهذه المنطقة، بالإضافة إلى أنه تم افتتاح هرم زوسر أول بناء حجري فى التاريخ فى مارس الماضي بعد ترميمه الذي بدأ فى 2006 وتوقف فى 2011 واستكمل مرة أخري بتمويل مصري بتكلفة 150 مليون جنيه وذلك حفاظا على الآثار والتراث المصري.
وأعرب وزير السياحة و الآثار عن سعادته بنجاح البعثة الأثرية المصرية في العثور علي هذا الكشف الضخم في جبانة سقارة التى تعتبر أحد المناطق الاثرية المصرية المسجلة على قائمة التراث العالمي، مقدما الشكر لزملائه من العاملين فى المجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس، على هذا الكشف الأثري وخاصة لعملهم فى ظروف صعبة وشاقة حيث يعتبر أول كشف أثري يتم الإعلان عنه منذ أزمة فيروس كورونا المستجد، مما يؤكد علي ان تداعيات الأزمة لم تقف حائلا دون إنجاز عملهم باقتدار، والتعامل بحرفية بالغة في ظل ظروف دقيقة واجراءات احترازية بما يضمن الحفاظ على السلامة العامة لكافة الاثريين والمرممين والعاملين والمشاركين في هذا الاكتشاف.
وأعرب عن فخره واعتزازه بأن يكون ضمن هذا الفريق منذ انضمامه لهم فى 2016 ، وأن تكون معظم الاكتشافات الأثرية المصرية بأيدي مصرية من العاملين بالمجلس الأعلى للآثار.
وقدم الوزير الشكر لأجدادنا القدماء على التراث العظيم الذى تركوه لنا، ونكتشف كل فترة جزءا منه مما يسلط الضوء على مصر عالميا ويجعل الإعلام العالمي يتحدث عنها دائما.
وأوضح ان الأسابيع القليلة القادمة ستشهد افتتاح عدد من المشروعات الاثرية منها متاحف شرم الشيخ، وكفر الشيخ، والعاصمة الإدارية، والمركبات الملكية، وذلك قبل انتهاء العام الجاري.
ومن جانبه، قال الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الاعلي للاثار أن هذا الكشف تم على عدة مراحل حيث بدأت البعثة أعمال الحفائر في اغسطس الماضي حيث عثرت علي 13 تابوتا ومع استمرار الحفر والتنقيب توصل الأثريين إلى اكتشاف 14 تابوتا آخر ، حتي وصل عدد التوابيت الى 59، بالاضافة إلى العثور علي 28 تمثال خشبيا للإله بتاح سوكر وهو الاله الرئيسي لجبانة سقارة ، بالاضافة الى عدد كبير من تماثيل الاوشابتي والتمائم، وكذلك تمثال من البرونز للإله نفر توم مطعم بالأحجار الكريمة، مثل العقيق الأحمر و التيركواز و االازاوارد، يبلغ طول التمثال 35 سم و كتب على قاعدته اسمه صاحبه و هو الكاهن بادي- امون، كما تم العثور على تمائم و تماثيل اوشابتي مصنوعة من الفاينس.