القاهرة : الأمير كمال فرج.

بينما تركز شركات التكنولوجيا الرائدة في العالم على توسيع قدرات الحوسبة السحابية الخاصة بهم ، فإن شركة برمجيات روسية صغيرة تحقق تقدمًا في إفريقيا من خلال منح الحكومات هناك فرصة للحفاظ على بياناتها قريبة من الوطن.

ذكر تقرير نشرته وكالة Bloomberg أن "شركة MyOffice ، التي تقدم مجموعة من البرامج الإنتاجية للتنافس مع Office 365 التابع لشركة Microsoft Corp ، أبرمت صفقات للحصول على تراخيص برمجيات مع حكومات الكاميرون وبوروندي والكونغو، وتستهدف 23 دولة أفريقية أخرى".

يمكن أن يكون MyOffice أرخص بكثير من حزمة عملاق التكنولوجيا الأمريكية، والتي تم تغيير علامتها التجارية إلى Microsoft 365. لكن الشركة الأصغر تلعب أيضًا لطلب من المسؤولين الذين يخشون تخزين البيانات على خوادم تقع خارج حدودهم.

تدير الكاميرون مشروعًا تجريبيًا يتضمن 500 ترخيص مجاني من MyOffice لأطفال المدارس، وتدرس إمكانية تثبيت البرنامج في مكاتب حكومية أخرى. يقول لوران إتوندي، وزير التعليم الأساسي، إن "الحكومة اختارت MyOffice لأنها لا تتطلب إرسال البيانات إلى خوادم الشركات في الخارج. بهذه الطريقة يمكننا أن نكون واثقين من أن أسرار الدولة ستكون في مأمن من المتسللين أو أي طرف ثالث".

الملايين من الأفارقة يتصلون بالإنترنت لأول مرة، كثير منهم عبر الهواتف الذكية. في حين أن الاقتصادات الكبيرة في المنطقة مثل جنوب إفريقيا ونيجيريا ومصر كانت على رادار شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى ، لا تزال الدول الصغيرة محرومة من الخدمات ، مما يخلق فرصة لصانعي البرمجيات الأقل شهرة.

من المتوقع أن تتضاعف اتصالات الهواتف الذكية في إفريقيا جنوب الصحراء بحلول نهاية عام 2025 ، لتصل إلى 678 مليونًا ، وفقًا لـ GSMA ، وهي منظمة تجارية للصناعة اللاسلكية.

 يقول ديمتري كوميساروف ، مؤسس MyOffice والرئيس التنفيذي لها، إن "المبيعات الأفريقية يمكن أن تصل إلى 15٪ من إجمالي إيرادات MyOffice، لقد تأثرنا كثيرًا بالنمو المتوقع في إفريقيا".

لا تزال Google تفتقر إلى مركز بيانات سحابي في القارة ، بينما قامت Microsoft Azure مؤخرًا ببناء أولى مراكزها هناك، في جنوب إفريقيا. ورفض متحدث باسم جوجل التعليق. يقول متحدث باسم Microsoft إن الشركة تعتقد أن نظام الحوسبة السحابية أفضل في الدفاع ضد التهديدات الأمنية.

MyOffice شركة صغيرة، ولكنها تتوقع أن تصل إيراداتها هذا العام إلى ملياري روبل أو نحو 26 مليون دولار. لكنها تحظى بدعم شركة "كاسبرسكي لاب" ، التي حققت ما يقرب من 700 مليون دولار من المبيعات العام الماضي. كما ساعدت إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اندفاع الشركة إلى إفريقيا.

دفعت سنوات من تدهور عائدات النفط بوتين إلى البحث عن طرق أخرى لتوسيع التجارة، بما في ذلك مع إفريقيا. بعض صفقات MyOffice هي نتاج قمة عقدتها حكومته العام الماضي في سوتشي لتشجيع الصادرات إلى إفريقيا، وحضر مسؤول من وزارة الاتصالات الروسية توقيع اتفاقية MyOffice مع الكونغو في المؤتمر.

بالنسبة إلى كوميساروف مؤسس الشرطة ، كانت الفوائد الأمنية واضحة منذ البداية. تم إنشاء الشركة في عام 2013، قبل أشهر فقط من ذلك الوقت في الولايات المتحدة. كشف المقاول إدوارد سنودن عن برنامج مراقبة إلكتروني سري تديره الحكومة الأمريكية.

أدى الوباء إلى تأخير بعض عقود MyOffice ، بما في ذلك مع المغرب وأوغندا، على الرغم من أنه يمكن توقيعها بمجرد استئناف الرحلات الجوية الإقليمية ورفع قيود COVID-19 ، وفقًا لكوميساروف.

يقول كوميساروف : "الجميع مهتم بخصوصية البيانات". "لذا فإن هذه الفكرة برمتها - وهي ضرورة التحكم في البيانات والاحتفاظ بها في السحابة الخاصة بك - كانت تعمل بشكل جيد حقًا".