القاهرة : الأمير كمال فرج .
رغم اختلاف الآراء حولها ، ووصول بعضها إلى حد الهجوم والرفض، بل والشتيمة . لا يختلف إثنان على القيمة الفكرية التي تمثلها نوال السعداوي ..، حيث تظل فضيلتها الأساسية هي فضيلة البحث والتفكير والاجتهاد، والسعي لمعرفة الحقيقة .
قدمت الدكتورة نوال السعداوي (86 عاما) الكثير من الفكر والاستنارة والوعي، ولكن المشكلة فينا نحن ، في أمة تعتبر البحث تطفلا، والتفكير لعنة، والاجتهاد خروجا عن النص ..، لتنحصر المشكلة مع ما تقدمه السعداوي في جانبين، الأول أن الأكثرية في العالم العربي ترفض التفكير والبحث، وتتمسك بالقديم، حتى لو كان ذلك الموروث يتعارض مع أشياء عديدة كالعقل، والمنطق، والمصلحة العامة، بل والدين، والجانب الآخر أن الشعوب العربية عاطفية، إذا أحبت أحدا تقبله على علاته، وإن كرهت فإنها ترفع الفؤوس.. لا وسط .
إذا كان البعض يرى أن نوال شطحت في بعض الآراء واصطدمت بثوابت مثل الدين أو الآخلاق. يمكنه أن يتحفظ على هذه الآراء القليلة المحدودة، وينظر إلى فضاء فكرها الباقي، وهو واسع وممتد .
صفحة نوال السعداوي على "فيسبوك" تتضمن 45.818 معجبا حتى اللحظة ، وآخر منشور فيها نشر منذ ساعتين وهو : "اليوم تعود د. نوال السعداوي إلى أرض مصر بعد غياب لأكثر من شهر، بعد سلسلة ندوات ومُلتقيات ناجحة في أكثر من دولة أوروبية، بالإضافة إلى تكريمها في العديد من اللقاءات".
ومن الأخبار المهمة في صفحتها ، خبر حصولها على جائزة التفاؤل العالمية ، والذي يظهر من الخبر التالي : "إختارت لجنة تحكيم المجلة العالمية Anoche Tuve un Sueño نوال السعداوي لمتنحها جائزة "امرأة متفائلة فوق العادة"، وهي جائزة رفيعة تسلمتها هذا الاسبوع في قلب العاصمة الاسبانية مدريد بحضور المئات من الشخصيات البارزة في المجتمع الدولي.
وتكرم جائزة التفاؤل العالمية جهود الكتاب والمفكرين النساء والرجال ، الذين يعملون على تعزيز القيم الفلسفية والأخلاقية والعلمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية ، التي تفتح آفاقا جديدة لمستقبل البشرية ، من حيث العدالة والمساواة والحرية والكرامة للجميع".
نوال السعداوي مُفَكِرة وأديبة عالمية، ولدت في 27 أكتوبر 1930 ، لها رصيد فكري وأدبي متنوع بين حقول الرواية، والمسرحية، والقصة القصيرة، وأدب الرحلة، وأدب السيرة الذاتية، وأدب المقالة، ووصلت مؤلفاتها إلى 57 تم ترجمة كثيرِ منها إلى أكثر من 40 لغة تُوَزَع في جميع أنحاء العالم.
حصلت السعداوي علي العديد من الجوائز الأدبية العالمية وشهادات الدكتوراة الفخرية من جامعات في أوربا، وأمريكا وأسيا، ورُشِحَت لجائزة نوبل للأدب ثلاث مرات، بالإضافة إلى العديد من الجوائز والأوسمة الشرفية؛ تقديراً لمجهوداتها وريادتِها ونضالِها من أجل الحرية، والعدالة والمساواة، وحقوق المرأة والطفل.