القاهرة : أكف .

أثارت حلقة تلفزيونية من برنامج "أنا مصر" التي تقدمها أماني الخياط على التلفزيون المصري الغضب على مستويات واسعة ، بعد تعمد الحلقة إهانة المخرج المصري محمد دياب الذي يشارك بفيلمه "إشتباك"  حاليا في مهرجان الأوسكار والتشكيك به، بدلا من دعمه وهو يشارك باسم مصر في أهم مهرجان سينمائي في الكون.

الحلقة كالت للفيلم ومخرجه الاتهامات والتشكيك،  بدءا من تأييده لثورة 25 يناير، وذكرت أنه "يقف ضد الدولة، ويقدم موضوعات مضادة لمؤسسات الدولة، ويعادي مصر، ويطرح صورة مشوهة للمجتمع المصري"، وهو ما أثار ضيق العديد من الفنانين والمبدعين الذين عدوا ذلك مؤشرا على تضييق الأجهزة التنفيذية في مصر بالإبداع .

وأعلنت نقابة السينمائيين بيانا تستنكر فيه الهجوم على دياب وفيلمه ، جاء فيه (نقابة المهن السينمائية والاتحاد العام للنقابات الفنية وجبهة الابداع والموقعين أدناه يعلنون دعمهم وفخرهم لفريق عمل فيلم "اشتـباك" وحقهم في العمل والتعبير الابداعي الحر كما نعلن رفضنا الكامل لما أُذيع في برنامج "أنا مصر" لمقدمته أماني الخياط - والذي أذيع من خلاله تقرير قام بعمله محمد الحكيم - هذا التقرير تعرض بالتشهير والإساءة للزميل محمد دياب المخرج والكاتب السينمائي الذي أُختير فيلمه "اشتـباك" ليشارك في مهرجان كان السينمائي الدولي. واتهامه جزافاً وإهانته بكلام مرسل على شاشة تليفزيون بلاده.
 ونحن نربأ أن يستخدم الإعلام كوسيلة هدم للمصداقية مخالفاً للدستور المصري الذي كفل حق التعبير والرأي والابداع، ونعلن التضامن والمساندة لزملائنا الذين رفعوا اسم بلادنا عاليا بصناعة فيلم مصري يستطيع المنافسة في المحافل الدولية، ونحن نحترم القانون والدستور المصري، مع الاحتفاظ بحقنا في الرد القانوني على أي تجاوز في حق المهنة والعاملين بها) .

محمد دياب كتب على صفحته الشخصية في "فيسبوك" في 21 مايو "النهارده بتنتهي رحله اشتباك في مهرجان كان، حفل الختام وإعلان الجوائز الساعه 7 مساء. الحمد لله اشتباك حقق اكتر ما كنت بتمني و رفع راس مصر بشهاده كل جرايد و مجلات العالم واللي اختاروا الفيلم من اهم 10 افلام في المهرجان وسموه جوهرة كان المدفونة،  23 مشاركة مشرفة لمصر في 69 سنة توجت بجائزه للاستاذ يوسف شاهين عن مجمل أعماله في الدوره الخمسين. أتمني تبعتولنا طاقة إيجابية ودعوات، وإن كنا بالفعل كسبنا أهم جائزة وهي احترام العالم".

الغضب مما فعله التلفزيون المصري مع المخرج العالمي محمد دياب استمر في التفاعل ، وزاد من مخاوف الفنانين من وجود ضغوط على حرية الرأي والفن والابداع، وهو ما دفع المذيعة أماني الخياط إلى الاتصال بالمخرج ومحاولة الاعتذار .

وكتب محمد دياب في صفحته على "فيسبوك" تعليقا على هذا الاتصال قال فيه "الأستاذه اماني الخياط تواصلت معي مشكوره. لست من محبي الصدام ومؤمن ان التواصل الانساني يذيب الخلاف. اوضحت ان الاعلام من حقه ان يتسائل و لكن التقرير المغلوط و المقتطع كان اتهام و ادانه لدرجه اني فكرت ان اسلم نفسي للسلطات. دعوت الاستاذه أماني لأن تري الفيلم ثم تكون رأي وبعدها نكمل حوارنا".

وتدور قصة الفيلم داخل عربة ترحيلات تضم خليطا غير متجانس من المتظاهرين من الفرقاء السياسيين، تسير وسط شوارع القاهرة المحتدمة بالاشتباكات بين الأمن والإسلاميين، ويخلص الفيلم إلى أنه لابد من المصالحة بين الجميع.