القاهرة : الأمير كمال فرج.

تخيل للحظة أن عام 1990. تنتشر جائحة جديدة سريعًا وعشوائيًا في جميع أنحاء العالم ، وينطوي على مخاطر كبيرة للوفاة - لا سيما بالنسبة لكبار السن والذين يعانون من حالات طبية موجودة مسبقًا. تنصح الحكومات في الولايات المتحدة وأماكن أخرى مواطنيها بالعمل من المنزل إن أمكن ، والخروج لممارسة الرياضة فقط وللحصول على الإمدادات الأساسية. كيف سينجح ذلك؟ كم عدد الشركات التي كانت ستغلق أبوابها للأبد في جائحة 1990 مقارنة بما حدث في عام 2020؟.

ذكر تقرير نشرته مجلة Forbes أن "جائحة فيروس كورونا بدأت في الظهور منذ أكثر من عام بقليل، وبفضل التكنولوجيا، كنا أفضل استعدادًا بكثير مما كنا عليه في نهاية القرن العشرين، حيث أصبح التفكير غير التقليدي فجأة هو القاعدة من خلال ازدهار الأجهزة الروبوتية والذكاء الاصطناعي".

على الرغم من أن تصنيع الروبوتات كان موجودًا منذ سنوات عديدة ، يبدو أن الروبوتات المستقلة مقدر لها دائمًا أن تظل تقنية المستقبل ، في انتظار وصول وقتها. لقد بدا أننا نشعر بعدم الارتياح إلى حد ما بشأن الآلات التي تشبه البشر بشكل وثيق للغاية. لكن فجأة أصبحت الروبوتات والطائرات بدون طيار أصدقائنا ، حيث يؤدون المهام اليومية بأمان مثل توصيل البقالة والرعاية الشخصية الأساسية حيث لا يُنصح بالاتصال البشري.

أتمتة الرعاية الصحية

قدمت مدينة ووهان ، الصين ، حيث تم التعرف على فيروس SARS-CoV-2 الذي يسبب Covid-19 لأول مرة، أحد الأمثلة الأولى لكيفية مساعدة الجيل الخامس 5G في التعامل مع هذا التغيير المفاجئ.

أفادت شركة برايس ووترهاوس كوبرز أنه تم استخدام عشرات الروبوتات المتصلة بشبكة الجيل الخامس في أحد أجنحة المستشفيات بالمدينة في ربيع عام 2020 ، حيث تم تكليفها بقياس درجات حرارة المرضى وتقديم وجباتهم وتعقيم المنشأة.

لم يكن هذا يعني فقط أن المرضى تلقوا مزيدًا من الاهتمام المنقذ للحياة ، ولكنه ضمن أيضًا أن العاملين في مجال الرعاية الصحية بعيدون قدر الإمكان عن العدوى، وأن المستشفى كان أكثر أمانًا. كانت سرعة وموثوقية 5G جزءًا لا يتجزأ من القدرة على إدارة الروبوتات وجدولة مهامها.

في ظل الظروف الاستثنائية للوباء ، جعل عام 2020 حالات وأساليب الاستخدام الأقل شهرة شائعة - ويمكن لشبكة 5G في النهاية تحويل هذه التجارب بطرق أكبر. تعد الرعاية الصحية عن بُعد من الأمور الواضحة - ليس فقط إجراء استشارات الفيديو عن بُعد ، ولكن أيضًا توفير مراقبة المريض عن بُعد والتشخيص بمساعدة الذكاء الاصطناعي ، جنبًا إلى جنب مع استخدام الأجهزة القابلة للارتداء وتطبيقات الأجهزة المحمولة، للترويج لنمط حياة أكثر صحة، ولإعطاء إشارة مبكرة لمشكلات مثل ارتفاع ضغط الدم، أو عدم انتظام ضربات القلب.

أصبحت الحاجة إلى جهود الرعاية المبسطة في الخطوط الأمامية شائعة جدًا في أعقاب Covid-19. في عصر الجيل الخامس ، يمكن للمستجيبين الأوائل الاستفادة من الاتصال الخلوي الواسع والسريع والموثوق لخدمة المجتمعات من المناطق الحضرية إلى الريفية.

على سبيل المثال ، يمكن أن يعزز اتصال 5G قدرة المستجيبين على بث لقطات فيديو عالية الدقة من مشهد الحادث لضمان إرسال الموارد المناسبة للتعامل مع الموقف. يمكن أن تساعد 5G أيضًا المسعفين في نقل معلومات المريض والعلامات الحيوية والتاريخ الصحي إلى المستشفى لتنسيق فرق الرعاية بسرعة لتحقيق نتائج أفضل محتملة.

البيع بالتجزئة عن بعد

بدأت الروبوتات أيضًا في العثور على "عمل" في مراكز التسوق ، حيث يمكنهم مقابلة العملاء والترحيب بهم ، وتقديم اقتراحات مستوحاة من الذكاء الاصطناعي، وجلب المخزون وتلقي المدفوعات، للحد من الاتصال بالموظفين.

حددت جمعية التسويق الأمريكية هذا الاتجاه حتى قبل بدء الوباء ، ولكن سرعان ما أصبح الحافز لتسريع هذا الاتجاه واضحًا. تم استخدام الواقع المعزز (AR) والواقع المختلط أيضًا لإضافة طبقة إضافية من الواقع إلى عملية اتخاذ قرارات الشراء عبر الإنترنت، لا سيما مع عمليات الشراء المحلية واسعة النطاق مثل الأثاث الذي يمكن تخيله الآن في بيئة المنزل.

استكشفت فورستر للأبحاث Forrester Research أيضًا التأثير المحتمل لاتصال 5G في تمكين تجارب التسوق متعددة الحواس باستخدام الواقع المعزز ، والذي من شأنه أن يغير بشكل جذري الطريقة التي تتفاعل بها العلامات التجارية والمستهلكون في بيئة البيع بالتجزئة، ولكن يمكننا الآن أن نرى هذا يمتد إلى التسوق من المنزل.

وجدت الروبوتات دورًا في التسوق عبر الإنترنت أيضًا ، حيث توفر توصيلات الميل الأخير من الموردين إلى المنزل. توقعت فورستر للأبحاث أن يرتفع استخدام روبوتات التوصيل المستقلة بنسبة 20٪ تقريبًا سنويًا حتى عام 2024 ، مدفوعة بزيادة التجارة الإلكترونية ، حيث من المقرر أن يحدث 44٪ من هذا النمو في أمريكا الشمالية.

إعادة التفكير في المطاعم

خلال ما أطلق عليه الرئيس التنفيذي لشركة T-Mobile ، مايك سيفرت ، "عام المفقودين" ، كانت المطاعم والحانات من بين الشركات الأكثر تضررًا، حيث تم الإبلاغ عن إغلاق ما يصل إلى 110.000 مطعم أمريكي إما بشكل دائم أو طويل الأجل خلال عام 2020 . وفقًا للمطعم الوطني أبحاث الجمعية.

أولئك الذين نجوا هم الذين عملوا بشكل إبداعي، وتمحوروا حول تناول الطعام في الخارج ، والتسليم، والدروس عبر الإنترنت والمواقع المنبثقة، وكذلك تناول الطعام في الهواء الطلق كان التركيز على الحفاظ على علاقات العملاء والخدمة الجيدة أمرًا أساسيًا للحفاظ على تقدم الأعمال. يمكن أن تضمن تطبيقات الأجهزة المحمولة لطلب الطعام ودفع ثمنه ، حتى عند تناول الطعام في الموقع ، الحد الأدنى من الاتصال بين الخادم والعملاء.

نقل الأحداث إلى الفضاء الافتراضي

من بين التجارب التي فاتتنا أكثر من غيرها تلك التي تجعل الحياة ممتعة - السفر والفعاليات الرياضية والعروض المسرحية والموسيقى الحية. كما عانت الشركات التي تدعم هذه الأحداث بشكل كبير.

تطورت المنصات الافتراضية بسرعة لتوفر لنا طرقًا جديدة للتفاعل مع هذه التجارب، مما يساعد على إثراء حياة الأشخاص الذين تقلص عالمهم المادي بشكل لا يمكن تصوره بسبب عمليات الإغلاق.

لم يكن من الممكن إنشاء بعض هذه التجارب بدون 5G ، بينما بالنسبة للآخرين ، تمكننا 5G من أن نكون "حاضرين" تقريبًا من مجموعة واسعة من المواقع المادية. يتيح لنا الواقع المختلط والفيديو ثلاثي الأبعاد في الوقت الفعلي مشاهدة الرياضة أو المسرح من منظور جديد ، و "حضور" الحفلات الموسيقية واستكشاف الأماكن البعيدة بصحبة مرشد محلي ، وكل ذلك بواقعية مذهلة.

أحد الأمثلة على ذلك هو استخدام الكاميرات التي تعمل بتقنية 5G والمثبتة على قبعات لاعبي دوري البيسبول الرئيسي خلال ضرب الكره في الفترة التي تسبق نهائيات كأس العالم في أكتوبر الماضي. كان المعجبون قادرين على رؤية ما يمكن للاعب رؤيته بالضبط من خلال عرض غامر في الوقت الفعلي بزاوية 360 درجة للحركة.

وقد ثبت أيضًا أن الكورس والفرق الموسيقية يمكنها الأداء معًا من مواقع بعيدة. إن زمن انتقال برنامج اجتماعات الفيديو القياسي طويل جدًا للسماح بالتعاون الموسيقي في الوقت الفعلي ، لكن الباحثين الأوروبيين الذين يعملون مع مسابقة الكورس طوروا منصة 5G يمكنها تكرار الغناء معًا شخصيًا.

تحولت صناعة المؤتمرات والمعارض أيضًا إلى استخدام المنصات الافتراضية - لا تستخدم 5G حتى الآن، ولكن من السهل أن نرى كيف يمكن لسماعات رأس الواقع الافتراضي التي تعمل بتقنية 5G أن تضيف نكهة من التجربة الحقيقية إلى هذا المزيج.

نهاية التفكير التقليدي

من بين الدروس التي تعلمناها في الاثني عشر شهرًا الماضية أن الأوقات غير العادية تتطلب حلولًا غير تقليدية. من خلال المضي قدمًا في هذا الموقف حيث نأمل أن تعود الأمور إلى حالتها الطبيعية تقريبًا ، يجب أن نكون في حالة جيدة للاستفادة من جميع طرق العمل الجديدة التي تعدنا بها 5G.