القاهرة : الأمير كمال فرج .

بكت النائبة في الكونجرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي أثناء إلقاء كلمتها أمام الكونجرس عن الاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة على يد المحتل الإسرائيلي ، مؤكدة أن الدعم الأمريكي غير المشروط الذي تقدمه بلادها لإسرائيل هو السبب في محو الحياة الفلسطينية.

فيما يلي كلمة طليب :

إلى جدتي في فلسطين عشانك أنا اقف هنا (ألقتها بالعربية)  أقف هنا لأجلك، عندما أرى صورا ومقاطع فيديو للدمار والموت في فلسطين كل ما أسمعه هو صراخ أطفال من الخوف والرعب، أريد أن أقرأ شيئا كتبته أم تدعى إيمان في غزة قبل يومين، قالت وأقتبس من قولها ، "الليلة سأحضر الأطفال إلى غرفة نومنا، حتى إذا متنا سنكون سوية، ولا يعيش أحدنا ليحزن على فقدان الآخر.

كلامها حطمني أكثر بسبب سياسات بلدي، والتمويل الذي سيحرم هذه الأم من رؤية أبنائها يعيشون دون خوف ويكبرون دون صدمة أو عنف مؤلمين.

يجب أن تكون مساعداتنا لإسرائيل مشروطة بالامتثال لحقوق الانسان الدولية وإنهاء الفصل العنصري، يجب علينا دون تردد أن نطالب بلادنا بالاعتراف بأن الدعم الغير مشروط لإسرائيل قد مكن من محو الحياة الفلسطينية وإنكار حقوق ملايين اللاجئين، وشجع سياسات الفصل العنصري التي وصفتها هيومن رايتس ووتش بالتفصيل في تقريرها الأخير.

لدى قراءة تصريحات الرئيس بايدن والوزير بلينكين والجنرال أوستن وقادة كلا الحزبين تكاد ألا تعرف وجود للفلسطينيين على الإطلاق ، لم يكن هناك اعتراف بالهجوم على العائلات الفلسطينية التي تم انتزاعها من منازلها في القدس الشرقية الآن، أو هدم منازلها، ولا ذكر للأطفال المحتجزين أو الذين قتلوا ، لا يوجد اعتراف بحمل مضايقات الترهيب المستمرة من طرف الشرطة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين الذين يركعون ويصلون ويحتفلون بأقدس أيامهم في أحد أقدس أماكنهم، لم يذكر الأقصى المحاط بالعنف والغاز المسيل للدموع والدخان في وقت يصلي فيه الناس .

هل يستطيع زملائي تخيل ما إذا كان مكان عبادتهم مليئا بالغاز المسيل للدموع؟، هل يمكنك أن تصلي بينما تلقى قنابل الصوت في أقدس مكان لديك ؟.

وفوق كل شيء، لم يكن هناك على الإطلاق أي اعتراف بالإنسانية الفلسطينية، إذا لم تتمكن وارة خارجيتنا من إقناع نفسها بأن قتل الأطفال الفلسطينيين خطأ، حسنا سأقول ذلك لملايين الأمريكيين الذين يقفون معي ضد قتل الأطفال الأبرياء بغض النظر عن عرقهم أو عقيدتهم .

أبكي على كل الأرواح التي فقدت في ظل الوضع الراهن الذي لا يطاق، روح كل شخص بغض النظر عن دينه وخلفيته .

نحن جميعا نستحق الحرية والسلام والعدالة ، ولاينبغي أبدا حرماننا من ذلك، بسبب إيماننا وخلفيتنا العرقية، لاينبغي لأي طفل فلسطيني أو اسرائيلي أيا كان أن يقلق من أن الموت سيمطر من السماء ، كم من زملائي على استعداد لقول الشيء ذاته للدفاع عن الحقوق الانسانية للفلسطينيين كما يفعلون مع الاسرائيليين؟.

طالما أن رسالة واشنطن تقول أن دعمنا العسكري لإسرائيل غير مشروط ، فإن تطرف نتانياهو والحكومة اليمينية سيؤدي الى الاستمرار في توسيع المستوطنات ، وهدم المنازل ، وجعل احتمالات السلام مستحيلة.

330 من زملائي الديمقراطيين والجمهوريين هنا ، 75 % من أعضاء الهيئة هنا ، وقعوا رسالة يتعهدون فيها بأن اسرائيل لن تلتزم أبدا بقوانين حقوق الانسان التي يجب على الدول الأخرى التي تتلقى مساعداتنا العسكرية مراعاتها.

كم فلسطينيا يجب أن يموت حتى تصبح حياتهم مهمة؟، الحياة في ظل الفصل العنصري تجرد الفلسطينيين من كرامتهم الانسانية، ماهو شعورك إذا اضطررت إلى المرور عبر نقاط تفتيش تجردك من الانسانية على بعد شارعين من منزلك، للذهاب للطبيب أو السفر عبر أرضك؟، ماهو شعورك إذا كان عليك القيام بذلك أثناء الحمل في الحر الشديد ، حيث يتحكم الجنود المسلحون في حريتك؟، كيف سيكون شعورك عندما تعيش في غزة ، حيث تنقطع الكهرباء والمياه لأيام وأسابيع في كل مرة ؟.

أقف أمامكم ليس  كعضو في الكونجرس عن المنطقة الـ 13 الجميلة ، ولكن أيضا كابنة فخورة لمهاجرين فلسطينيين، وحفيدة جدة فلسطينية محبة تعيش في فلسطين المحتلة، تأخذ ذلك وتجمعه مع حقيقة أني نشأت في واحدة من أجمل المدن وأكثرها سوادا في أمريكا، المدينة التي ولدت فيها حركة الحقوق المدنية والعدالة الاجتماعية مدينة ديترويت.

لذلك لايمكنني الوقوف هنا ، لا أستطيع أن أقف صامتة أمام الظلم ، وحيث يتم حجب الحقيقة، إذا كان هناك شيء واحد غرسته ديترويت في هذه الفتاة الفلسطينة من الجنوب الغربي فهو أن تقول الحقيقة للسلطة دائما، حتى لو كان صوتك يرتعش.

حرية الفلسطينيين مرتبطة بمكافحة الاضطهاد في جميع أنحاء العالم، .. أخيرا إلى جدتي في فلسطين  عشانك أنا أقف هنا (نطقتها بالعربية) ، أنا واقفة من أجلك".